تعقيب على التعقيب.. وإغلاق لملف «اليمن»

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
يوسف الشريف
يؤسفنى أن يعاود الأستاذ حمادة حسنى إلحاحه على وجهة نظره بشأن الدور المصرى فى مساندة الثورة اليمنية، عبر اعتماده على شهادات غير موثقة أو مبتسرة، بينما تدحضها فى نفس الوقت شهادات أخرى فى إطار العرض والتحليل لبانوراما الدور المصرى، الذى يعتبره الثقات من المرجعيات المصرية واليمنية والعربية الأعظم فى إنجازات جمال عبدالناصر على الصعيد القومى بعد دوره المشهود فى دعم خيارات التحرر وانعتاق الشعب الجزائرى من نير الاستعمار الفرنسى، وأحيلك فحسب لرسالة الدكتوراه، التى توافر على إعدادها الدكتور أحمد يوسف حول الدور المصرى فى اليمن!

وإذا كان الرئيس أنور السادات المسئول السياسى عن متابعة أوضاع الثورة اليمنية سياسياً، بينما كان المشير عبدالحكيم عامر المسئول عن الجانب العسكرى، فلعلك تابعت ما رويته فى كتابى «اليمن وأهل اليمن أربعون زيارة وألف حكاية»، من استنكارى لسابقة التحفظ على عدد من الرموز السياسية والعسكرية والقبلية فى السجن الحربى، أو فى مقر إقامة البعض الآخر بالقاهرة، وأن المسئول عن هذا الشطط اللواء شمس بدران وحده وليس سواه!

ثم ما هى مصلحة عبدالناصر فى الوقيعة بين الجمهوريين والملكيين، فالحقيقة أن عبدالناصر والملك فيصل تركا لليمنيين - جمهوريين وملكيين - حل مشكلة اليمن عبر مؤتمر، ولكنهم فشلوا أو أفشلوا عبر الضغوط والإغراءات السعودية والدعم الأردنى الإيرانى الإسرائيلى. ثم أنهى مداخلتى باستنكار اتهام الأستاذ حمادة الباطل للدور المصرى فى اليمن بالتدخل، كما لو أن المصريين ذهبوا إلى اليمن عبر جسرين بحرى وجوى، وتكبدوا المشاق وسقط منهم آلاف الشهداء على غير إرادة الشعب اليمنى، بينما أكدت فى مقالى على الحقائق والثوابت التى واكبت قبولى دعوة ثوار اليمن لردع العدوان الخارجى الذى تعرضت له بعد استيلائها على السلطة فى صنعاء، بمعنى أن الدور المصرى لم يكن تدخلا،ً وإنما شراكة نضالية وقومية!

أما حديثك عن المخازى الجنسية والمالية والعسكرية للدورالمصرى فى اليمن، والادعاء بانكشاف سرقة الذهب من مصروفات اليمن، يكفينى شهادة السياسيين والعسكريين واليمنيين على شفافية مسلك وسلوك القيادات والضباط والجنود المصريين، حيث لم يثبت على أى منهم ارتكاب فعل شائن يحرمه الشرع أو القانون وأحيلك على صفحة 127 من كتابى عن اليمن!

ثم إن أى ثورة هى نتاج تفاعل إنسانى، ولم تسلم لا الثورة الفرنسية ولا البلشفية أو الصينية من الأخطاء والخطايا، خاصة أنها استهدفت التغيير والصدام بالتالى مع القوى التقليدية حاجة المصلحة فى بقاء الحال على ما هو عليه!

ثم أذكرك يا أستاذ حمادة بأن دعم مصر لخيارات الشعب اليمنى فى التحرر والانعتاق لم يكن سابقة سياسية جديدة، وأحيلك إلى تاريخ مصر إبان حكم محمد على، حين أرسل إلى الجزيرة العربية ثلاث حملات عسكرية إلى شبه الجزيرة العربية لتأديب عملاء شركة الهند الشرقية الذين كانوا يهددون التجارة عبر الممرات الصحراوية والموانئ البحرية وتحويلها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو نفس موقف الخلافة الفاطمية ثم الدولة الأيوبية فى مصر من اليمن، ثم المماليك حيث جهز السلطان قنصوة الغورى حملة عسكرية بحرية لردع البرتغاليين وظلت تواصل دورها تحت اسم وشعارات الخلافة العثمانية فى اليمن!

وأحسب أنك نسيت كذلك دعم مصر لثورة 14 أكتوبر 1963 فى الشطر اليمنى الجنوبى عبر العملية العسكرية التى أدارتها القوات المصرية فى الشطر الشمالى باسم «صلاح الدين»، وكان لزميلنا فى «روزاليوسف» جمال حمدى يرحمه الله شرف قيادة قافلة من مائة جمل تحمل السلاح من تعز» إلى الثوار فى «ردفان»!

الاختلاف الأساسى فيما أعتقد بين الأستاذ حمادة حسنى وبينى يكمن فى عدائه المبيت ليس لثورة 23 يوليو بزعامة جمال عبدالناصر فحسب، وإنما لكل ما ينتمى إلى المبادئ وممارسات القومية والدعوة إلى الوحدة العربية، بينما أرى عن قناعة أن قدر مصر وأمنها ومصيرها موصول بأمتها العربية، ولا خيار آخر سوى العزلة والضعف والضياع.. والله من وراء القصد!.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب

أخبار مصر.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 38 درجة

الداخلية تكشف أسباب صوت فرقعة بموقف ملحق بمطار القاهرة

التحريات: تاجر مخدرات وراء قتل طفل والتخلص من جثته فى منطقة كرداسة

واقعة لاعبة الجودو دينا علاء.. هل تلقت القتيلة 3 رصاصات من الزوج لتفدى أطفالهما؟


اعترافات صادمة لعصابة الثقب الأسود: نضرب الأطفال ونجبرهم على التسول.. فيديو

زيزو يتصدر قائمة الأفضل في الدوري المصري بعد نهاية الجولة الثالثة

منتخب الناشئين يؤدي مناسك العمرة بعد ودية السعودية الثانية

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو

تعرف على شروط الترشح لمجالس الأندية بعد تعديل قانون الرياضة


حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

أخبار مصر.. وزارة الأوقاف تفتتح 15 مسجدًا ضمن خطتها لإعمار بيوت الله

الإسماعيلى يواصل الاستعداد للطلائع..وميلود حمدى يذاكر بحثا عن أول انتصار

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

تعليم الجيزة: البكالوريا نظام تعليمى مجانى مثل الثانوية العامة

قطع المياه 6 ساعات بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة مساء اليوم

جريمة قتل تقلب حياة نجلاء بدر وسط صراعات عائلية فى مسلسل أزمة ثقة

عدم التئام الكتف يؤجل موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في مباريات الأهلي

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى