الخيامية حلم عائلة الليثى لصناعة مصحف بها

عائلة الليثى تصنع الخيامية منذ كسوة الكعبة
عائلة الليثى تصنع الخيامية منذ كسوة الكعبة
كتب محمد عبد العاطى
هانى يجلس بابتسامة لا تفارق وجهه يمسك بالإبرة التى يصنع منها مشغولات الخيامية، دفعتنى ابتسامته التى يحيى بها الجميع للدخول والجلوس معه ببساطة فى متجره الذى هو نفسه مشغله أيضاً فى خان الخيامية أمام بوابة المتولى أو ما يعرف بـ "قصبة رضوان"، حيث يمتد ما يقرب من خمسين متجراً صغيراً تعرض كلها مشغولات الخيامية.

أول مرة أمسك بها هانى بالإبرة منذ 17 عاماً، ليصنع أول قطعة بيده ويرى أن تعلم الخيامية وصناعتها لابد أن يسبقه حب لها، فتعلمها صعب جداً ويأتى بعد عناء طويل، على الرغم من أنه ورث المهنة عن أجداده، إلا أنه يؤكد أن الوراثة لا تكفى وحدها لاكتساب المهارة، والدليل على ذلك أن أخوه لم يتعلمها وسلك طريقاً آخر فى حياته.

"الخيامية" عبارة عن مشغولات يدوية من القطن، يتم شغلها بالأقمشة وخياطة الإبرة البارزة، وتكون البطانة من "الدمور" لتصنع فى النهاية لوحات فنية تعبر عن تراث مصر الذى تم تطعيمه بالفن المصرى على مر العصور، فتجد الزخارف الإسلامية مع زهرة اللوتس الفرعونية والرسم القبطى تضمه فى تجانس قطعة واحدة.

يستغرق صناعة الخيامية من عشرة أيام وتصل فى بعض الأحيان لأكثر من ثلاثة أشهر، على حسب حجم الرسومات على القطعة، يقول هانى "رسمت المحكمة الفرعونية بكل تفاصيلها زى ما هى متصورة وأخدت منى شغل ثلاثة شهور".

عادة ما يبحث هانى عن أشكال جديدة فى كتب الفن الإسلامى أو يجلس ليضع تصميماً جديداً، خاصة لو جاء زبون يطلب فرشاً كاملاً لغرفة أو فيلا، أو ديكوراً لأحد الأعمال الفنية.

أغلب زبائنه من الأجانب فى موسم الشتاء، حيث الهدوء الذى يفضله السائحون، وقلة من المصرين من المهتمين بالتراث والفن، ويحبون أن يكون لمنازلهم ذوق خاص "الناس متعرفش الخيامية ومفيش ترويج ليها، وأنا مش تاجر ومعرفش فى التجارة وإلا كنت عرفت أسوقها بره"، قال هانى مؤكداً إن السوق يعانى من كساد حركة البيع مع خوفه من التعامل مع التجار فى خارج حى الخيامية.

"بصراحة محبش إن أولادى يتعلموها أو يشتغلوا فى نفس صنعتى" يقولها وهو يخشى عليهم من تقلبات الأيام مع صناعة لا يوجد لها ازدهار، بل على العكس تتقلص يوماً بعد يوم.

عائلة الليثى من أقدم العائلات فى صناعة الخيامية، منذ أن كانت كسوة الكعبة تصنع فى دار الكسوة فى مصر، ورغم ذلك لا يمتلك أحدهم متجراً خاصاً لبيع الخيامية، فهم يرون أنفسهم أصحاب فن فقط ويعملون فى صناعة الخيامية من أجل حبهم لتلك المهنة وحرصهم على تقديم فن أصيل.

مكان إقامتهم هو نفسه محل العمل رضا الأخ الأوسط لا يفضل العمل عند أحد، فهم جميعاً يعملون فى البيت، ويأتى أحد التجار الذى يأخذ منهم إنتاجهم لكى يبيع للسائحين أو يصدره للخارج مباشرة بالقطعة، فيقول رضا "زمان كان كل واحد بيخلص قطعة يمضيها باسمه، لكن الأجانب بقوا يسألوا عن اللى مضى، فبقى التاجر بيشترط علينا إننا منمضيش عليها"، هذا أكثر ما يضيق به رضا لأنه يحرمه من أن يوقع على أعماله ويثبت نسبها له، فكل قطعة لها طابع خاص لا يوجد لها مثيل "الرسم اللى أعملها مرة لا يمكن أكررها حتى وإن طلب منى بأضعاف سعرها".

مصطفى الأخ الأكبر فى عائلة الليثى، كان يحلم بكتابة القرآن كاملاً بالإبرة والخيامية، حيث خطط أن يكون حجم الصفحة مترين فى متر ونصف، فكر فى مراسلة أحد الأمراء فى الخليج كى يتبنى المشروع وينفق عليه.

أشار مصطفى إلى الحائط الذى خط عليه بعض الأرقام بالطباشير قائلاً "دى الميزانية كنت بحسبها على الحيطة، وأنا بفكر هيتكلف مليون وسبعمائة وخمسين ألف جنيه"، ولكن أحلامه توقفت عند ذلك، ولم يقم بمراسلة أحد لتبقى الفكرة حبيسة.

وتبقى الخيامية فناً لن يندثر مجهول الميلاد والهوية، فلا تعرف إن كان من أصل فرعونى أم دخل مع الفتح الإسلامى لمصر، ولكن المشهود هو تميزه وبقاؤه كفن قائم بذاته تتوارثه الأجيال.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

تشكيل مباراة المغرب ضد الإمارات فى نصف نهائي كأس العرب

زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟

مدبولى يلتقي مسئولي شركة إيني ومجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية لبحث التعاون


الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى


أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

وصول جثمان شقيقة عادل إمام لمسجد الشرطة ومحمد ورامى إمام أبرز الحضور

اجتماع مرتقب بين وكيل محمد صلاح وإدارة ليفربول

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

الطقس اليوم.. أجواء باردة وأمطار وشبورة والصغرى بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى