ما هو الفرق بين إضرابات أصحاب المقطورات وتفجيرات الحسين؟

الفارق ضخم، هو الفارق بين الغضب المدمر والغضب المنظم، الغضب الذى يبنى والغضب الذى يحرق، الأول ليس له ضابط أو رابط ولا يستطيع المجتمع التعامل معه ولا القضاء عليه.. فلن ينجح التعامل الأمنى مهما كانت كفاءته، والسبب أنه غضب فردى عشوائى، ليس له مسار يمكنه من تحقيق الهدف، فلا هدف له سوى الانتقام والتخريب، بالضبط مثلما يمسك شاب صغير بقطعة حديد «ليَجرح» بها سيارتك، لأنك تملك وهو لا يملك، وليس أمامه طريق واضح لكى يملك مثلك أو على الأقل يؤمن الحد الأدنى من الحياة.

أما إضراب أصحاب المقطورات، فهو غضب له طريق يسير فيه ليحقق أهدافه أو بعضا منها، جماعة محددة منظمة تعبر عن مطالب واضحة، وتضغط بشكل سلمى ديمقراطى حتى تصل إلى ما تريده.. وهذا ليس فيه أى خطورة على البلد، بل على العكس، فهو يدفعها للأمام، أولا لأنه يصنع توازنا قويا بين مختلف طبقات المجتمع ويعيد توزيع الثروة والسلطة. ولذلك تلاحظ أن الاحتجاجات السلمية الأخيرة بعيدة تماما عن أى تخريب، فهو ضد مصالحها، كما أنها بعيدة عن أى مزايدات لأنها لا تحقق للناس أهدافها.

ولأن الغضب العشوائى مفاجئ، فمن المستحيل أن تعرف من أين يبدأ وكيف ينتهى.. ولا حل لمواجهته سوى بعدة أمور، أعتقد أنها كما يلى:
1 - أن تدرك السلطة الحاكمة أنها صاحبة مصلحة فى أن يحصل المصريون على حقهم البديهى فى حرية التعبير والتنظيم، ومن ثم تكون هناك مسارات معلنة للغضب، مسارات تضمن أن يحصل الناس على ما يتصورون أنه حقوقهم.

2 - وفى هذه الحالة فالسلطة الحاكمة أيا كانت طبيعتها أو أيديولوجيتها، ستواجه خصما معلنا، يمكنها التفاوض معه للوصول إلى نقطة توازن، ربما تكون أحيانا مبنية على توازن القوى وليس الحقوق، ولكنه فى كل الأحوال يصون البلد من أى انفجار.

3 - أما حرمان الناس من حقها فى تأسيس تنظيماتها المستقلة، من أحزاب وجمعيات وغيرها، فسيؤدى إلى سدود أمام طاقة الغضب العشوائى.. لينتقل من خانة أنه طاقة لبناء البلد، إلى طاقة تحرق البلد ومن فيها.
فهل يدرك عقلاء السلطة الحاكمة ذلك؟
أتمنى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الدفاع المدنى بالوادى الجديد يسيطر على حريق مزرعة نخيل بقرية القصر.. صور

كل ما تريد معرفته عن غياب عبد الله السعيد عن معسكر الزمالك بالإسماعيلية

غدا طقس حار بالقاهرة شديد الحرارة جنوبا ونشاط رياح والعظمى بالعاصمة 31 درجة

الزمالك يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد منفذ الإعلان المسيء من إحدى شركات الاتصالات

أكرم توفيق يخوض اللقاء الأخير بقميص الأهلى أمام فاركو.. اعرف التفاصيل


التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

تحقيقات لكشف المتهم بسرقة ملايين الدولارات من فيلا نوال الدجوى.. إنفوجراف

نور الشربيني تعود اليوم إلى القاهرة بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى


تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

دفاع المتهم بواقعة الطفل ياسين يستأنف على حكم الجنايات

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

إزالة تعديات على حوالى 2 مليون متر أراضى فى الأقصر خلال أسبوع.. صور

الصلح خير.. 5 دعاوى مشاهير تنتهي بالتصالح.. آخرهم راندا البحيري

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

نقاط سيراميكا "عنصر القوة" فى ملف شكوى بيراميدز ضد رابطة الأندية والتظلمات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى