طاهر عبد العظيم: أحلم بإنشاء متحف للسيرة النبوية

الدكتور طاهر عبد العظيم
الدكتور طاهر عبد العظيم
حاوره بلال رمضان
مؤخرًا افتتح مفتى الجمهورية د.على جمعة المعرض التشكيلى للدكتور طاهر عبد العظيم حول السيرة النبوية، وأشار الدكتور طاهر فى افتتاحه للمعرض أن السبب الذى دفعهُ لإقامة معرضه هو الرسومات المسيئة للرسول الكريم، كما أكد على أن القصور فى معرفة القيم الدينية للكبار والصغار كانت أحد الدوافع لتقديم السيرة النبوية بشكل عصرى، فكان لنا هذا الحوار معهُ.

- جاء فى تصريحاتك أن الدافع من إقامة معرضك التشكيلى الرد على الرسومات المُسيئة للرسول "صلى الله عليه وسلم"، من وجهة نظرك كيف يكون الرد؟
- ما قلته هو أن الرسومات المسيئة كانت السبب الأساسى فى التفكير بالمشروع مع أسباب أخرى لكن ما فعلته ليس رداً على الرسوم؛ لأنه ليس من الحكمة أن ترد على شىء ليس به أى نوع من الإبداع أو الإحترام لأصول الأدب وقدسية الأديان، نحن أرقى من ذلك بكثير، لكن لا شك كان لذلك رد فعل قوى لدى لدرجة هائلة مثل ما حدث لأى مسلم يغارُ على دينه ونبيه، وعندما يكون لدى الفنان انفعال وانشغال بقضيةٍ ما وتسيطر على فكره وكيانه فمن الطبيعى جدًا أن يترجم هذا الانفعال فى عمل إبداعى أياً كان مجاله الفنى، وأنا بصفتى فنان تشكيلى كان رد الفعل هو عمل تشكيلى، أما عن مسألة كيف يكون الرد، فأنا أتصور أنه يجب على كل واحدٍ منا أن يعيد النظر لحالهِ وأن يكون واعيًا لما يجرى حوله و أن يدرك قيمة تراثه وأصوله وأين هو منها، و لا نترك العولمة و التطور تفقدنا أصولنا وهويتنا، بل نتعامل معها بوعى وهكذا يجب أن يكون سلوك كل واحدٍ منا متسمًا بالرقى ومقتديا بأرقى قدوة وهى النموزج التطبيقى للشريعة – متمثلاً فى حياة سيد الخلق سيدنا "محمد صلى الله عليه وسلم" - و هو ما أردت أن ألقى الضوء عليه فى هذه التجربة.

- الرسومات المسيئة كانت لشخص النبى "صلى الله عليه وسلم"، فى حين أن لوحاتك كانت سردية صورية، فهل ترى أن الغرب بحاجة إلى هذه اللوحات لمعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أم ماذا؟- أولا: نحن فى حاجة إلى معرفة قدوتنا قبل أى شىء لأننا انشغلنا بأمور كثيرة وأصبحنا بعيدين جدًا عن أصولنا فاللوحات هى مجرد حجر يلقى فى المياه الراكدة تجاه قيمنا حتى يكون هناك رسالة للمسلم أولاً لكى يعيد النظر فيما هو فى غفلة عنه وعن قيمه وهويته العربية المسلمة، أما غير المسلم، فالرسالة التى من الممكن أن تصل له من خلال هذه الأعمال هى أنه هناك كتبا للسيرة النبوية يمكن من خلالها معرفة النبى "محمد صلى الله عليه وسلم" ومعرفة هذه القيمة وحقيقتها السامية لا من خلال مصادر لها أغراض أخرى، فجاء التناول التشكيلى للوحات من منطلق أحداث لها تسلسل زمنى تخضع لرؤية فنية.

- قلت إنك لجأت إلى دار الإفتاء المصرية لحسم الأمور المختلف عليها تاريخيًا وشرعيًا، فما هى تلك الأمور؟
فى البداية عندما قررت البدء فى العمل فضلت الدخول مباشرة فى الموضوع لاستثمار الشحنة الهائلة لدى فقمت بالبحث فى مصادر متعددة للسيرة سواء من شبكة المعلومات أو الكتب الدينية و التاريخية لأنه من الضرورى أن يكون للفنان معايشة كاملة للموضوع الذى يتناوله، وتم العمل بناءً على ذلك لمدة حوالى ثمانية أشهر تقريبًا حتى قرأت فى إحدى الصحف مقالة لفضيلة المفتى و كان عنوانها – تجديد عرض السيرة النبوية يجب أن يكون مشروع الأمة كلها - وكأنه كتبها لمشروعى فتوجهت لمكتبه مباشرة ومن الطبيعى عند التعرض لهذا الموضوع الهام الرجوع إلى مصدر موثوق به لتصحيح بعض الأمور التى قد يكون عليها اختلاف فى الكتب أو بعض المعلومات المغلوطة لدى الناس.

- ما النقاط التى اعتمدت عليها فى وضع رؤية منهجية للوحاتك، وكيف استطعت الوصول بها إلى هذا الشكل؟ وما هى المصادر التى اعتمدت عليها؟
- من المعروف أن أحداث السيرة النبوية ثرية ثراء لا ينتهى عند ابداع أى فنان و تعتبر مصدرا للإبداع غير محدود وهذه الحالة قد تكون صعبة جدًا على الفنان ولكنها تعطيه فرصة التفرد بالعمل الفنى، بمعنى أن هذا الثراء من الممكن أن يضع الفنان فى حيرة لتنوع الأماكن والأحداث واختلاف توقيتها سواء ليلاً أو نهارًا، وتعدد الأشخاص واختلاف هويتهم وطبائعهم، وكذلك الأماكن والمبانى وتنوعها الكبير والأحداث المتلاحقة، وكذلك اللقطات العامة والمتوسطة والمقربة طبقاً للأحداث وغيرها، مما يضع الفنان فى حالة من التفكير والصراع الذى يكون له إحدى نتيجتين، الأولى أن يهرب من كل هذا وعبء المسؤولية والخوض فى هذا الصراع وإما أن يتحدى نفسه ويقدم على الخوض فى هذه التجربة بجسارة، وهنا إما أن يحقق شيئا له قيمة حقيقية أو على الأقل تحسب له محاولة محترمة فى موضوع يندر أن يقدم عليه فنان سواءً لصعوبة التناول التشكيلى أو لحساسية الموضوع.
- هل ترى أن لوحاتك هى قراءة جديدة للتراث؟ أم وجهة نظر فنية؟
- هى دعوة لإعادة قراءة تراثنا وموروثنا الثقافى والدينى بشكل جديد، فالعمل كما نرى من عنوانه – رؤية تشكيلية للسيرة النبوية - بمعنى أن العمل لا يعتبر عملاً وثائقيًا بالدرجة الأولى ولكن هو تناول برؤية واقعية تعبيرية لأن الأحداث واقعية، ولكن فيها ما يثير الخيال لدى الفنان.

- ما الذى تطمحُ إليه؟ وما الجديد الذى أتيت به فى لوحاتك؟
- ما أطمح إليه و أتمناه وهو حلمى الحالى لإقامة متحف للسيرة النبوية يقوم على أحدث تقنيات العصر بأسلوب شيق للكبير والصغير يناسب متغيرات العصر والتى نشهدها فى العديد من متاحف مصر والعالم حتى نتعلم من الدروس الموجودة فى السيرة النبوية والتى نحن فى أمس الحاجة لها تحقيقًا لمبدأ إعادة قراءة ثراثنا و قيمنا وموروثنا الثقافى والدينى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

محمد صلاح: الموسم الماضى كان الأفضل فى مسيرتى.. وهذه نصيحتى للشباب

مصرع والد محمد الشناوي في حادث سير بطريق الواحات

حماس: الثقة في مصر وقطر وراء موافقتنا على مقترح التهدئة دون تعديلات

الداخلية تضبط سائق اصطدم بعدة سيارات فبي الإسكندرية وهرب

قانون الإيجار القديم.. بدء تطبيق زيادة استثنائية 250 جنيهًا من أول سبتمبر كحد أدنى لحين انتهاء لجان الحصر بالمحافظات.. تحصيل فروقات الزيادة اللاحقة بأقساط شهرية متساوية.. وحظر تحصيل مبالغ خلاف المنصوص عليها


نقابة الصحفيين تعلن القائمة القصيرة لجوائز الصحافة المصرية "دورة محمود عوض ".. 12 صحفيا بـ"اليوم السابع".. النقيب: الترشح فوز في حد ذاته.. ومجلس الأمناء يثمن منح جائزة حرية الصحافة لشهداء الصحافة الفلسطينية

شيكابالا يناشد الرئيس السيسي لإنقاذ الزمالك: النادي ركيزة للقوة الناعمة لمصر

الرقابة على الصادرات: تقليص زمن الإفراج الجمركى إلى يومين بنهاية 2025

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

إعلام إسرائيلى: تل أبيب تشترط الإفراج عن جميع المحتجزين لإنهاء حرب غزة


تقارير: وفاة رزاق أوموتويوسي مهاجم نادي الزمالك السابق

كيف يستعد المنتخب الوطني لمباراتي أثيوبيا وبوركينا فاسو في تصفيات المونديال؟

الأهلي عن ريبيرو بعد الفوز على فاركو : "الزعيم"

بيراميدز يتفوق على المصري بـ 13 مليون يورو قبل صدام الدوري

هدير عبد الرازق تعلق على فيديوهاتها المتداولة عبر مواقع التواصل

مجلس الزمالك يجتمع اليوم برئاسة حسين لبيب

أمير عابد يغيب عن المقاولون العرب أمام حرس الحدود بعد تعرضه لحادث سير

موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص

إعلان القائمة المبدئية للمرشحين لمنصب رؤساء خمس جامعات أهلية

ارتفاع طفيف ومؤقت بدرجات الحرارة على كافة الأنحاء والقاهرة فى الظل 37 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى