هل يؤثر العنف المنزلى على سلوك الأطفال؟

 الدكتورة صباح عمار المدرس بقسم الباطنة والجراحة بكلية التمريض جامعة حلوان
الدكتورة صباح عمار المدرس بقسم الباطنة والجراحة بكلية التمريض جامعة حلوان
كتبت أمل علام
تستعرض الدكتورة صباح عمار المدرس بقسم الباطنة والجراحة بكلية التمريض جامعة حلوان بعض الدراسات والأبحاث التى تمت فى الآونة الأخيرة حول انتشار العنف بكثرة فى المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات وأيضا فى الشارع وهو ما لم يكن مألوفا وموجودا هنا فى المجتمع المصرى من قبل ولم نكن نسمع عن طفل يدخل المدرسة ومعه سلاح أبيض أو مطواة مثلما نشاهد فى هذه الأيام.

وتقول أشارت دراسة نفسية إلى أن آلاف الأطفال يتعرضون سنويًا للعنف فى المنازل والمدارس وأيضًا عبر وسائل الإعلام وأن أكثر من 90% من حالات العنف المنزلى التى تتعرض لها النساء تتم أمام أعين الأطفال وأن ما بين 40ــ60% من الاعتداءات على الأطفال تقع عليهم من طرف آبائهم، الأمر الذى يؤثر على الأطفال فى نواحٍ عديدة منها نقل هذا العنف إلى أقرانهم والتعامل مع العنف على أنه وسيلة عادية من وسائل التواصل الاجتماعى.

ونبهت الدراسة إلى أن الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات تتم فيها ممارسة العنف المنزلى يتعرضون لمخاطر ومشاكل نفسية وعاطفية، أما فيما يتعلق بتحصيلهم الدراسى فإن الاحتمالات عالية بتراجع قدراتهم والتخلف عقليا وفقدان المقدرة على مجاراة زملائهم دراسيا.

الدراسة تؤكد أن العاملين فى المدارس يمتلكون فرصة نادرة لمساعدة هؤلاء الأطفال من خلال الكشف فى الوقت المبكر عن تعرضهم للعنف المنزلى، الأمر الذى يمكن له أن يؤمن الدعم السريع والفعال لهؤلاء الأطفال ولأهاليهم.

وأشارت إلى أن معلم المدرسة يتواجد فى وضع مثالى لأنه يمكن له أن يحدد مصاعب الطالب وأن يفتح معه موضوع العنف ومساعدته على تجاوز الإشكالات التى يعانى منها والتدخل أيضا لصالحه لأن التدخلات القائمة من قبل المدرسة وإطلاق المبادرات الوقائية يمكن لها أن تخفض عوامل الخطر للطلاب غير أنها نبهت إلى أهمية معرفة المعلمين كيفية التصرف فى هذه الحالات كى لا يتدخلوا بشكل غير مناسب فى قضايا العائلات وبالتالى المساهمة فى تدهور الأوضاع فى هذه الحالات وتعريض الطفل أو أهله لخطر أكبر.

وتعدد الدراسة التأثيرات التالية للعنف المنزلى على الأطفال..

ــ انتقال المسئولية عن الاضطهاد إليه.
ــ الشعور الدائم بالضيق من أنه سيحدث عنف آخر، وظهور اضطرابات نتيجة للتوتر.
ــ الشعور بالذنب من أن الطفل غير قادر على إيقاف العنف والشعور بالذنب من محبة المعذب.
ــ الخوف من التخلى عنه.
ــ الانعزال الاجتماعى وظهور إشكالات فى العلاقات مع الزملاء من عمره ومع البالغين.
ــ تدنى احترام الذات.
ــ حل المشاكل عن طريق العدوانية (الاعتداء اللفظى ، الجسدى ، تجاه الأقران والبالغين وتجاه الحيوانات).
ــ عدم أخذ المسئولية وتحميل الذنب للآخرين.

واعترفت الدراسة بأن تحديد العائلة التى يحدث فيها العنف المنزلى لا يتم بسهولة لأن مرتكبى هذا الفعل يكونون عادة من ذوى الوجهين أى أنهم يتصرفون فى المنزل بشكل مختلف تماما عن تصرفاتهم خارج المنزل، ولذلك لا يصدق الكثير من الناس أحيانا بأن هذا السيد المؤدب يمكن له داخل منزله أن يحقر أو يهدد أو يضرب أفراد عائلته وحتى الضحايا يحاولون التصرف أيضا أمام الناس بشكل مختلف من خلال التظاهر بأن لا شىء استثنائى يحدث داخل منازلهم لأنهم يخجلون من العنف وبالتالى يصبح العنف الأسرى سريا كون الحديث عنه محظور ولاسيما بالنسبة للأطفال.

تغير السلوك

يختلف رد فعل كل طفل على العنف المنزلى غير أنه فى حال المعرفة بالطفل لفترة طويلة فيمكن ملاحظة أوجه التغيير فى تصرفاته، الأمر الذى يمكن أن يكون إشارة إلى أن شيئا ما يحدث معه فالأطفال الذين يكونون عادة من النوع النشيط والاجتماعى ويتواصلون بشكل جيد مع الآخرين يمكن أن يغيروا هذا السلوك ويعمدون إلى الانكفاء والالتزام بالصمت وتجنب الاتصالات المباشرة على خلاف الوضع بالنسبة للنوع الثانى أى النوع الانعزالى والهادئ حيث يتغير سلوكه ويصبح معكرا للأجواء وينفجر بالغضب ويتهيج من أى حدث.

وأكدت الدراسة أن التوتر الطويل الأمد الذى يخلقه العنف فى العائلة يؤدى إلى استنفاذ الطاقة وتراجع الانتباه والتركيز ولذلك يمكن أن يقدم الطفل أو الطفلة الممتازين فى الدراسة نتائج سيئة مختلفة لأن الأطفال عادة يردون على الأوضاع الصعبة والصدامية عن طريق الانكفاء أى العودة إلى الفترات التى تم تجاوزها عمليا مما يعنى عمليا أن الطفل الذى كان يلفظ الأحرف والعبارات بشكل جيد يعود إلى التأتأة فيما يعود الطفل الذى كان يجيد العادات المتعلقة بالنظافة إلى التبول على نفسه.

ويمكن أن يظهر تأثير العنف المنزلى على الأطفال ليس فقط من خلال ممارستهم العنف على زملائهم أو البالغين وإنما أيضا تجاه أنفسهم من خلال إلحاق الأذى كشد الشعر أو حك الجلد وجرحه حتى ينزف دما أو غرس مختلف الأشياء الحادة بجلده أو التفكير أو تجريب الانتحار.

ويرد الأطفال الذين يتعرضون أيضا للتوتر الكبير من خلال اختفاء ردود أفعالهم العاطفية على الاضطهاد كما لو أنه جرى تفتيت عواطفهم فالأطفال الذين يشاهدون العنف المنزلى الذى يجرى بين الأهل يكون رد فعلهم بنفس الطريقة التى يتعرضون فيها مباشرة للعنف أو الإساءة إليهم أى الخوف والشعور بفقدان الحيلة.

كيف يمكن التعرف على العنف المنزلى؟

تشير الدراسة إلى أن الأطفال الصغار الذين يتعرضون للعنف المنزلى تظهر عليهم بعض العلامات أو المظاهر التى لا تعتبر خاصة بهم أى أنها تظهر عند الأطفال الذين يتعرضون للعنف وأيضا عند غيرهم.

الأعراض غير الخاصة..

ــ الشعور بألم فى البطن وفى الرأس . والشعور بالبرد ، التعب ، النعاس.
ــ صعوبة المحافظة على التركيز فى الصف أو التركيز فى العمل أو تعلم معلومات جديدة، تراجع الذاكرة الخاصة بالأوقات القصيرة.
ــ الشعور بالحزن ، التقوقع ، انخفاض الفضول الطبيعى.
ــ تنامى النشاط ، الانفجار ، التهيج ( عند الأطفال الذين يكونون قبل ذلك عادة من النوع الصامت).
ــ الشعور بالضيق والخوف.
ــ الشعور بعدم بالثقة بالنفس ، قلة تصديق الذات ، عدم الطمأنينة.
ــ زيادة التوتر، الارتعاش.
ــ خلل فى تناول الطعام.
ــ التهرب من المدرسة.
ــ تدهور النتائج المدرسية ، ظهور تذبذبات أو اختلافات فى الأداء.
ــ الهروب من المنزل.
ــ التفكير بالانتحار أو محاولة الانتحار.
ــ الاتهام بارتكاب العنف الذى يحصل فى المنزل.
ــ العدوانية تجاه أقرانهم من الأطفال.
ــ التراجع.
ــ حدوث تأخير فى التطور النفسى.
ــ إظهار رد فعل مبالغ به على الفشل والسعى من أجل الكمال.

أما علامات أو أعراض العنف المنزلى فتظهر من خلال ما يلى:

ــ ظهور كدمات وآثار ضربات، وكسور أو غيرها من أنواع الإصابات.
ــ تقديم شرح لا يتوافق والواقع أو تجنب شرح أسباب الإصابة.
ــ تغطية الإصابات أو الكدمات من خلال الملابس مثل لبس قمصان بأكمام طويلة، أو ارتداء بنطلونات أو جوب حتى فى الأوقات الحارة.
ــ تجنب دروس التربية البدنية أو عدم تبديل الثياب بشكل مشترك مع الأطفال الآخرين.
ــ الخوف من المواجهة الجسدية.
ــ الخوف من انكشاف الأمر أو الاتصال مع مسبب العنف.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على محتويات الأرشيف السرى لجاسوس الموساد بسوريا إيلى كوهين

مفاتيح شقة تتسبب فى مصرع سيدة بأبو النمرس

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

طليقها يطالب برؤية الطفل.. 6 معلومات عن دعوى رؤية نجل جورى بكر

اليوم.. الرئيس السيسى يستقبل الرئيس اللبنانى جوزاف عون


أفضل 10 فرق لن تشارك فى كأس العالم للأندية 2025.. ليفربول الأبرز

بعد قليل.. الحكم على متهم بدهس مهندس فى التجمع

مصطفى شعبان ليس نجم تمثيل فقط.. فارس ومذيع ومطرب ونجم إعلانات

الطقس اليوم.. حار بالقاهرة شديدة الحرارة جنوبا والعظمى بأسوان 47 درجة

الأهلي يحدد موعد إعلان تنصيب ريفيرو مديراً فنياً للفريق


وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

الحذاء الذهبي 2025.. محمد صلاح يخطط للعودة إلى القمة من بوابة برايتون

معلومات حول نصاب احتال على المواطنين ومنحهم شهادات مزورة

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 مساء الثلاثاء 27 مايو

مواجهة من العيار الثقيل.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

البنك الأهلي يختتم استعداداته لمودرن سبورت في ربع نهائي كأس عاصمة مصر

نساء السودان يدفعن فاتورة الحرب.. 176 ألف امرأة حامل يواجهن سوء التغذية.. 1.1 مليون امرأة حامل يفتقرن إلى الرعاية الصحية.. توثيق 679 حالة اعتداء جنسى بينهم أطفال.. وانهيار 90% من المؤسسات الصحية بمناطق النزاع

نادية الجندى لعادل إمام: ربنا يديك الصحة بقدر ما أسعدت الملايين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى