وضع النقط فوق الخروف

كل سنة ومصر طيبة، ولا تنس أن تخرج محفظتك وتعطى مصر عيدية وأنت تبوسها من جبينها وتقول لها: عيد سعيد، وبدلا من أن تسألنى أسئلة محرجة من نوعية: »هو جبين مصر فين؟» افتح التليفزيون واسمع أغنية: «أهلا أهلا بالعيد، مرحب مرحب بالعيد، هيه هيه هييييييه، هيه هيه هيه هييييييييييه»، واتصل بزيرو تسعمية وأجب عن سؤال الحلقة: من هو سعد نبيهة اللى بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد؟

كل سنة ومصر طيبة، واعلم حضرتك أننا فى زمن من امتلك فيه ثمن خروف استحق أن يدرج فى قائمة أغنياء العالم، ومن اشترى 2 كيلو لحمة نظر له جيرانه بريبة، وربما أبلغوا عنه شرطة مكافحة اللحوم وتمت محاكمته بقانون: من أين لك هذا؟

حضرتك تحب تتعشى ولا تنام خفيف؟ أنا شخصيا أحب أنام تقيل، وفى رحلة البحث عن لحمة العيد مررت بمحل لحوم مجمدة علّق لافتة تقول: «كيلو اللحمة البرازيلى اللى الناس بيقولوا عليها سودانى بـ28 جنيه»، اتضح لى أن هناك اختلاطا فى الأنساب، فسألت صاحب المحل فلعن الغش والغشاشين الذين يبيعون البرازيلى على أنها سودانى ويرفعون السعر، ومررت بمحل فخيم يبيع كيلو اللحمة المصرى بـ70 جنيها، ومررت بسرادق أشبه بسرادقات العزاء يبيع الكيلو بـ38 جنيها دون أن يذكر جنسية المرحوم، فكرت أن أدخل لتقديم واجب العزاء فيه لكننى تراجعت، حتى أخذتنى قدماى إلى ساحة شديدة الازدحام، فتسللت وسط الجمع وسألت عن الموضوع فنهرونى وقالوا لى: اقف وانت ساكت، فوقفت صامتا حتى جاءت سيارة نصف نقل محملة بأكياس سوداء يحيطها مجموعة من البلطجية، وبدأوا فى توزيع الأكياس على الواقفين، فى كل كيس نصف كيلو لحمة وتى شيرت عليه صورة مرشح مجلس الشعب.

تقاتل الناس للحصول على الكيس وسقط الكثير من الضحايا، ولم ينلنى فى الآخر إلا تى شيرت ملطخ بالدم، فلم أدر ماذا أفعل به حتى طلبته منى امرأة عجوز لم تستطع الدخول وسط الزحام وقالت: «هاته يا ابنى أعمل عليه شوربة»، فأعطيته لها.

كل سنة ومصر طيبة، والسودان طيبة، والبرازيل طيبة، والجزارون طيبون، والعجول طيبة، والخراف طيبة، والمعيز طيبة، واعلم أن الخروف المصرى يستقبل عيد الأضحى وهو يقول: ماء، فيغيظه الخروف المستورد ويقول: water، وأن حضرتك لو كنت مواطنا سودانيا أو برازيليا أو حتى حبشيا لاشتريت كيلو اللحمة المفتخرة بما يعادل 20 جنيها مصريا، ففرمت وصبّعت وطبخت وشويت وشوّحت، واستمتعت بالعيد السعيد، لكننا -وهذا قدرنا- مواطنون مصريون نسمع باللحوم أكثر مما نراها ونراها أكثر مما نأكلها ونأكلها فنشعر بالفخر والإنجاز، تقريبا نفس الفخر الذى شعر به أول من وضع قدمه فوق سطح القمر، ونفس الإنجاز الذى شعر به الإنسان البدائى حين اكتشف للمرة الأولى إمكانية أكل اللحوم. > >

Trending Plus

اليوم السابع Trending

أول صورة من حفل زفاف المطرب مسلم

أول صورة من حفل زفاف المطرب مسلم الثلاثاء، 20 مايو 2025 08:54 م

الأكثر قراءة

الزمالك: نعمل على حل أزمة مستحقات جوزيه جوميز وديا

استجواب 4 متهمين بالاستيلاء على بيانات الدفع الإلكتروني

جوميز يشكو الزمالك فى الفيفا بسبب 120 ألف دولار

مسلم يكشف كواليس إطلالته فى ليلة زفافه: أحب أكون مختلف ويا رب يكتر من أفراحنا

الأهلى يستقر على تسديد راتب يونيو لـ مارسيل كولر انتظارا لحل الأزمة


عمر مرموش يسجل هدفا صاروخيا ويفتتح أهداف مان سيتي ضد بورنموث "فيديو"

فرص عمل فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا

هاليفى: حماس فاجأتنا فى 7 اكتوبر ولم نكن مستعدين

أول صورة من حفل زفاف المطرب مسلم

أقوى مراجعة نهائية لطلاب الثانوية العامة 2025 فى مادة التاريخ


الأهلى يفوز على الزمالك 110-64 ويصعد لنهائي دورى سوبر السلة

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى

الزمالك يواصل التصعيد ضد إعلان اتصالات ويقدم شكوى لرئيس الوزراء

اليابان تؤكد موقفها الرافض لجميع الرسوم الجمركية الجديدة لـ ترامب

انتصارات جديدة للجيش السودانى.. القوات تبسط سيطرتها على الصالحة بأم درمان آخر معاقل ميليشيا الدعم السريع في الخرطوم.. تقدم كبير في ولاية غرب كردفان.. والبرهان يصدر مرسوما دستوريا بتعيين رئيس وزراء جديد

20 مليون جنيه عقوبة الانسحاب من الدوري في الموسم المقبل

رونالدو يتصدر قائمة البرتغال لمواجهة ألمانيا في نصف نهائي دوري الأمم

كولر يترقب رحيل ميشيل يانكون من الأهلي لضمّه في جهازه الجديد

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

رئيس الوزراء يفتتح المصنع الجديد لـ "سوميتومو" العالمية لإنتاج الضفائر الكهربائية.. مدبولى: أحد أكبر المصانع المتخصصة على مستوى العالم.. يوظف أكثر من 12 ألف عامل وحجم التصدير يصل لأكثر من 300 مليون يورو سنوياً

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى