هل تخجل مارجريت سكوبى من تقارير ويكيليكس عند لقائها بالمسؤولين المصريين؟

أحد لقاءات سكوبى وأبوالغيط
أحد لقاءات سكوبى وأبوالغيط
إبراهيم بدوى
◄◄ ماذا سيكون شعور السفيرة الأمريكية وهى تقف أو تجلس أمام أى وزير فى الحكومة أو مسؤول أمنى مصرى فى أى اجتماع مشترك مع كلامها عنه فى الوثائق المسربة؟
◄◄ سكوبى لاتزال منزعجة وقلقة من نظرات المسؤولين المصريين لها فى أى مناسبة تدعى إليها

«السيدة الوزيرة هيلارى كلينتون.. المسؤولون المصريون أعربوا عن رغبتهم فى منع تكرار ما حدث فى غزة، لأنه يشعل الغضب الشعبى.. يجب ألا نضعهم فى حرج أمام شعوبهم» هكذا قالت مارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية بالقاهرة، فى إحدى البرقيات السرية التى كشف عنها موقع ويكيليكس.

عشرات البرقيات التى كشف عنها ويكيليكس، نقلت فيها مارجريت سكوبى أسرار وجلسات الغرف المغلقة مع المسؤولين المصريين سواء فى الحكومة مثل وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ووزير الثقافة فاروق حسنى أو وزير المالية د.يوسف بطرس غالى أو فى أجهزة سيادية. ورغم أن سكوبى أظهرت عدم اهتمامها بتلك الوثائق مؤكدة أن هذه التقارير لا تمثل محددات الحكومة الأمريكية النهائية بشأن السياسة الخارجية الرسمية. وقالت سكوبى إن أمريكا ومصر ظلتا شركاء فى السعى نحو السلام فى منطقة الشرق الأوسط، وعملتا على مدى السنوات الماضية فى المساعدة على توفير حياة أفضل للشعب المصرى من خلال تحسين البنية التحتية والصحة والتعليم».

إلا أن «اليوم السابع» علمت من مصادر موثوقة أن سكوبى بعد نشر تلك الوثائق، لاتزال منزعجة وقلقة من نظرات المسؤولين المصريين لها فى أى مناسبة تدعى إليها، مع توقعات بحرص هؤلاء المسؤولين من الفضفضة أمامها فى الاجتماعات المغلقة.

فقد فجرت وثائق ويكيليكس العديد من الأسئلة المحرجة للسفراء الأمريكيين فى مصر خاصة سكوبى، وسلفها السفير السابق ريتشارد دونى، وخاصة التقارير التى كان يرسلها هذان السفيران إلى واشنطن عقب أى لقاء مع أى مسؤول مصرى. بما يؤكد أن التقارير تجاوزت فى الكثير من الاحيان العمل الدبلوماسى ودخلت فى أعمال أخرى ونميمة.

فماذا سيكون شعور سكوبى وهى تقف أو تجلس أمام أى مسؤول أمنى مصرى فى أى اجتماع مشترك، وهل تستطيع التحديق فيه دون خجل من كلامها عنه، خاصة أنها قالت فى وثيقة أخرى كتبتها سكوبى فى الثانى من فبراير الماضى وأرسلتها إلى الإدارة الأمريكية بواشنطن« إن معارضة الحكومة المصرية للإرهاب الإسلامى، تجعلها بؤرة غير آمنة للمجموعات الإرهابية، مع ذلك تعدّ منطقة شمال سيناء نقطة لتهريب الأسلحة والمتفجرات إلى غزة، ونقطة عبور لأهالى غزة».

وتضيف سكوبى «لا يمكن أن تقوم مصر بأى تصرف يمكن تصويره على أنه مشاركة فى الحصار الإسرائيلى على غزة، كما أنهم شديدو الحساسية تجاه أى اقتراح بوجود مراقبين أجانب لمساعدتهم فى مراقبة الحدود مع غزة»، فماذا سيكون شعور مارجريت سكوبى إذا جلست مع الوزير أحمد أبوالغيط فى ديوان وزارة الخارجية أو التقته بصحبة مسؤول أمريكى يزور مصر، وهى التى قالت عنه فى ويكيليكس: «يجب الضغط بقوة على أبوالغيط من أجل أيمن نور وسعد إبراهيم»، ولقد أحسن المبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل صنعاً عندما قال للرئيس مبارك خلال زيارته للقاهرة «نحن هنا لسماع نصيحتكم»، فلطالما شعر المصريون أننا، فى أفضل الأحوال، نعاملهم وكأنهم مضمونون، وفى أسوأ الأحوال نتجاهل نصيحتهم بينما نحاول فرض وجهة نظرنا عليهم، ربما يجب عليك توجيه الشكر لأبوالغيط لما قامت به مصر فى وقف إطلاق النار فى غزة، وجهود مصر فى إنهاء الحرب».

وماذا سيكون شعور سكوبى إذا تلاقت عيناها مع وزير الثقافة فاروق حسنى وصافحته فى اجتماع عام، وهى التى اعترفت فى ويكيليكس بأنها وقفت ضد ترشيحه لليونسكو، تقول سكوبى: «بدأت مصر حملة دولية كبيرة لدعم مرشحها لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو فاروق حسنى وزير الثقافة، وأعلنت كل من المنطقة العربية والاتحاد الافريقى بالفعل مساندتهم لحسنى، كذلك يعتقد المصريون أنه يجب الحصول على دعم عدة دول أوروبية، خاصة فرنسا».

والغريب أن سكوبى التى تدعى دعمها لسياسات وزير المالية د. يوسف بطرس غالى وتوجهاته الليبرالية قالت عنه عكس ذلك فى برقياتها، حيث تقول: «هناك حالة عدم رضا لدى الرأى العام من سياسات وزير المالية يوسف بطرس غالى، خاصة فيما يخص الضرائب العقارية، وينعكس ذلك فى الصحف وبعض أعضاء البرلمان، إلا أن كل الإشارات تقول بأن بطرس غالى يحظى بكل الدعم من جانب الرئيس، وسيواصل المزيد من الإصلاحات المالية التى كان قد اقترحها، بالرغم من أنها ستسير ببطء».

الخبراء أكدوا أن من أهم الفوارق بين العمل الدبلوماسى والاستخباراتى، طبيعة المعلومة المتداولة ووسيلة الحصول عليها، لأن كليهما يسعى إلى الحصول على معلومات مهمة وبعضها يمتاز بالسرية التامة.

أما مذكرات مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، فقد تحدثت عن دورها فى الإطاحة بأمين عام الأمم المتحدة د. بطرس غالى، بسبب خلافاته مع الولايات المتحدة وموقفه من قضية البلقان والحرب على يوغسلافيا وقضايا لبنان ومجزرة قانا.

وقال السفير نبيل فهمى، سفير مصر السابق فى واشنطن، إن الدبلوماسية يتم خلالها نقل المعلومة من طرف لآخر على مستوى رسمى برضا الطرفين، أما إذا تمت من طرف لآخر بشكل سرى، وبأسلوب لا يشمل موافقة الطرفين فيدخل ذلك فى عمل الاستخبارات.

ويرى اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجى، أن هناك فرقا بين الجاسوسية وجمع المعلومات بالطرق المشروعة، لأن الجاسوسية تعنى تكليف عميل سرى من نفس جنسية البلد الوافد منها أو جنسية أخرى للعمل بشكل سرى دون علم الدولة التى يعمل بها بهويته أو مقصده أو واجباته ومهامه السرية.

أما جمع المعلومات بالطرق المشروعة عن طريق وسائل الإعلام أو الجهات الحكومية والمسؤولين التنفيذيين، وكل مصادر المعلومات المحتملة بالسؤال المباشر المعلن، ويأتى ذلك ضمن العمل الشرعى الذى يمارسه معظم الدبلوماسيين حول العالم، ومن هذا المنطلق فإن جميع الدرجات الدبلوماسية العاملة بالسفارات المختلفة تقوم بجمع المعلومات بصورة مشروعة ما لم يكن بداخلها عنصر استخباراتى يقوم بالعمل بشكل سرى، وهناك حالات كثيرة تم الإعلان عنها بقيام دول بطرد دبلوماسيين، ثبت تورطهم فى أعمال استخباراتية ضد مصالح الدول المضيفة، مثلما حدث فى طرد دبلوماسيين روس من أمريكا.

ويتفق معه السفير هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق، فى أن نظم العمل بالسفارات متشابهة إلى حد كبير فى كتابة التقارير والتحليلات والانطباعات الاستخباراتية عن شخصيات معينة من صناع القرار، بما قد يؤثر على سياسة دولة تجاه أخرى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المتحدة للخدمات الإعلامية تهنئ المخرج شريف سعيد بفوزه بجائزة نجيب محفوظ

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

حكاية مكالمة حزينة جمعت عبد الحليم حافظ وأم كلثوم قبل وفاة الأخيرة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

أبرد الفصول.. الشتاء يبدأ رسمياً الأحد المقبل ويستمر 88 يوما و23 ساعة


فيلم الست بطولة منى زكى يحصد 13مليونا و455 ألف جنيه منذ عرضه

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

على ماهر يعيد 5 لاعبين لتشكيل سيراميكا أمام الأهلى فى كأس عاصمة مصر

ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسى الأول للنقل والشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية


نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

باريس سان جيرمان يتحدى فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية الليلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى