خطوات النجاة من المشكلات العاطفية الفاشلة

مروة رخا الكاتبة المتخصصة فى العلاقات العاطفية
مروة رخا الكاتبة المتخصصة فى العلاقات العاطفية
كتبت انتصار سليمان
أكدت دراسة جديدة نشرها موقع "سى إن إن" أن المخ يتعامل مع الحب مثل الإدمان، واستمرار الولع بحب شخص يرفضك، يثير دعائم بيولوجية فى مناطق محددة فى الدماغ مسئولة عن الإدمان، لأن العقل هو المحرك الأساسى للعواطف والأحاسيس التى يشعر بها المرء تجاه إنسان آخر.

أشارت هيلين فيشر، الباحثة فى البيولوجية البشرية فى جامعة روتجرز فى نيوجرسى، إلى أن الحب الرومانسى هو إدمان قوى ومذهل حين تسير الأمور على ما يرام، وإدمان رهيب حين تسير الأمور على نحو سيئ.

وتابعت بالقول: عند الرفض تصبح مجنوناً بحب ذلك الشخص.. وتتوق له بشدة، ويتملكك التفكير به، وتحس بألم جسدى ومعنوى.. فأنت مازلت مرتبطا بعمق به، وأنت تحاول يائساً تحديد ما حدث بالضبط.

وتوافق مروة رخا الكاتبة المتخصصة فى العلاقات العاطفية على هذه الدراسة، مؤكدة أن الحب هو فى الحقيقة إدمان على رؤية الحبيب وتبادل المشاعر والأحاسيس معه، فالمشاعر والأحاسيس كيمياء يطلقها المخ وليس القلب، هذه الكيمياء هى مجموعة إنزيمات موجودة دائما ولكنها تزيد أو تقل فى حالة الحب والزواج الناجح.

فعند الانجذاب المبدئى للحبيب يفرز المخ مادة اسمها دوبامين Dopamine وهى المسئولة عن الإحساس بأنه "طاير فى السما"، والسعادة والجنة التى يشعر بها الحبيب فى أول العلاقة العاطفية، هو شعور متعارف عليه باسم الحب من أول نظرة، فى نفس المرحلة يفرز المخ مادة ثانية اسمها نور إيبينفرين، وهى المسئولة عن ضربات القلب السريعة واضطراب الركب، وقلة النوم، وقلة الأكل، واحمرار الوجنتين، واللبخة فى الكلام والدوخة.

وتنخفض مادة السيراتونين التى يفرزها المخ وهى التى تسبب حالة الشجن والوحشة والافتقاد والهلاوس السمعية والبصرية بمعنى أنه ممكن أن يتخيل حبيبه ماشيا فى الشارع أو جنبه على الكرسى، وتزيد مادة فينايل ايثالامين التى تسبب النشوة والفرحة الغامرة والحماس فى الشغل والحياة بسبب الفينايل إثايل أمين وهى نفس المادة المتوفرة فى الشيكولاتة.
ويدمن الحبيب لمسة حبيبه بسبب زيادة مادة أخرى مرتبطة بالعلاقة الحميمة اسمها أوكسيتوسين، وإفرازها يزيد ارتباط الشخص بحبيبه حتى إدمان رائحته وأنفاسه، ويفرز المخ مادة الفاسوبريسين فيشعر الحبيب بالاكتفاء مع شريك واحد وعدم الحاجة لغيره، وهى الحالة المتعارف عليها باسم العشرة والترابط الأسرى.

وتضيف رخا: حتى الآن الحب يسير فى اتجاه سليم ومحفز، ولكن بعد المشاكل أو الفراق تنسحب هذه الإنزيمات وتعود لمستوياتها الطبيعية بالتدريج، لأن العقل الذى أحب هذا الشخص بدأ يرفض أشياء معينة أو اكتشف فيه صفات مثل البخل، الخيانة، عدم الاهتمام به، أو علاقة جنسية حميمة حيوانية أو أى شىء آخر يؤدى إلى النفور والرغبة فى إنهاء العلاقة، ولو انتهت العلاقة عن اقتناع تام، فإن أعراض الانسحاب لن تكون مؤلمة إلا للطرف الذى لا يريد إنهاء العلاقة.

المشكلة هنا تحدث عندما يختفى الحبيب فجأة أو عندما يحصل طلاق، فجأة هذه الإنزيمات العالية جدا تنزل من سابع سما إلى سابع أرض، فيتعامل المخ مع هذه الإنزيمات تعامله مع المواد المخدرة التى تعود عليها، فيتألم الحبيب بفراق حبيبه، وأعراض انسحاب الحب تشبه أعراض انسحاب المخدرات، ألم، اكتئاب، فقدان الرغبة فى الحياة، الانعزال، عدم الرغبة فى العمل والإنتاج.. الخ.

وتنصح رخا للخروج من هذه الحالة بالابتعاد عن الأغانى والأفلام الكئيبة، والابتعاد عن أى شىء يثير الذكريات والحنين، وممارسة الرياضة، وبعد أول ربع ساعة تدخل فى أجواء الرياضة تشعر بنوع من أنواع السعادة، وهذا نتيجة إفراز المخ الإندورفينز، وبذلك يعوض الجسم هذه المادة التى انخفضت فجأة فيه.

ويمكن للحبيب الذى فقد حبيبه أن يربى حيوانات أليفة بهدف تعويض مادة الأوكسيتوسين، ولتعويض مادة الفاسوبريسين من خلال الاهتمام بالأعمال التطوعية مثل رعاية الأيتام، المسنين، المعاقين ذهنيا وهو تطوع بالمجهود والوقت وليس المال.

ومادة Phenyl ethylamine يمكن تعويضها بالشيكولاتة أو بالأكل المرتبط بذكريات سعيدة فى الطفولة مثل ملوخية جدتى أو حلويات ماما وهو ما يعرف باسم Soul food، ولتعويض مادة Norepinephrine تنصح مروة رخا بالتجديد أو التدريب على مهارة جديد، مثل تغير مكان الإقامة، تغير أثاث البيت، هوايات جديدة، كورس يوجا، دراسة لغة، صحبة مختلفة، النزول إلى مجال العمل، تغيير تسريحة الشعر للبنات.. الخ.

ويحاول العودة والالتحام بأسرة محبة حانية واللعب مع الأطفال لتعويض إنزيم Dopamine .

التغلب على أعراض الانسحاب ونسيان علاقة انتهت أمر صعب ويحتاج مجهودا لكن أغلب الناس تتلذذ بالألم وجلد الذات ولا تسمح للزمن أن يداوى جراحها فتراهم دائما يتمسكون بالماضى والذكريات ويرفضون البدايات الجديدة وكأنهم محكوم عليهم بالأشغال العاطفية الشاقة المؤبدة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تصاعد الخلافات داخل الائتلاف البلجيكى بسبب غزة.. وزير الخارجية يهدد بتعطيل قرارات الحكومة إذا لم يعترف بفلسطين.. و"دي ستاندارد" تكشف كواليس أزمة قد تدفع بروكسل إلى مشهد سياسي شبيه بما جرى في هولندا

هدف واحد يثبت أقدام محمد صبحى في حراسة مرمى الزمالك

وصول جثمان المنتج طارق صيام إلى مسجد الشرطة بالشيخ زايد

رياضيو غزة فى مرمى نيران إسرائيل.. الاحتلال يخطط لمحو الهوية الفلسطينية

تنسيق الدبلومات الفنية.. كليات يشترط الالتحاق بها اجتياز اختبارات القدرات


تفاصيل أزمة سيف الدين الجزيرى مع فيريرا في الزمالك

قبل ساعات من حفل افتتاح الدورة الـ 82.. فلسطين في قلب مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.. الوضع في غزة يفرض نفسه على مهرجان البندقية الشهير وتوقيعات باتخاذ موقف واضح وصريح من الأزمة الإنسانية في القطاع

موعد انطلاق الدراسة بالجامعات والمعاهد للعام الدراسى 2025

للمصريين بالخارج.. اعرف إزاى تحجز شقة بمشروع بيتك فى مصر

خسارة شباب الطائرة أمام كوبا في دور الـ16ببطولة العالم


تعرف على مصير ريبيرو مع الأهلي قبل مباراة بيراميدز الحاسمة في الدوري

تنسيق المرحلة الثالثة.. معامل حاسبات الجامعات تقدم الدعم الفني لطلاب الثانوية

اختبار طبي يحسم موقف إمام عاشور من دخول قائمة مباراة بيراميدز

الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد بأحد المطاعم وسط أجواء العلمين الساحرة..فيديو

الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن بدء التصويت فى جولة الإعادة بانتخابات الشيوخ

حسام حسن يعلن قائمة منتخب مصر لمعسكر سبتمبر الأحد المقبل

إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بأطفيح

ريبيرو يصحح أزمة إهدار الفرصة السهلة للأهلي قبل مباراة بيراميدز

قبل الحجز.. مواعيد القطارات من القاهرة لأسوان اليوم الأربعاء 27-8-2025

حماية المستهلك: ضمان سنة كاملة على خدمات التشطيبات والصيانة المنزلية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى