بعد انتشار البريد الإلكترونى.. "البوسطجية اشتكوا من قلة مراسيلى".. ساعى بريد: فين أيام العز وإكراميات التنسيق.. ومستشار الهيئة: البوسطجى لم ينقرض وزاد عمله

بعد انتشار البريد الإلكترونى قل عمل البوسطجية
بعد انتشار البريد الإلكترونى قل عمل البوسطجية
كتب أكرم سامى
يلف الشوراع على دراجته القديمة، حاملا حقيبته الجلدية المرقعة، المليئة بالجوابات والمعايدات والتلغرافات، يعرف كل أهالى الحى ويعرفونه جيدا.. يحمل لهم أخبار الأحباب الغائبين ونتائج مسابقات التعيين وتنسيق الأبناء.. ويحرصون على إرضائه تيمنا برضاه عنهم وكأنه يسطر مضمون الخطابات بيده.. إنه ساعى البريد الذى يعتبر أحد الملامح الرئيسية للحياة فى النجوع والقرى والشوارع والأحياء المصرية.

"بوسطة".. نداء يطلقه البوسطجى فى بير سلم أى مبنى فتنخلع قلوب سكانه ويهرعون فى اشتياق لمعرفة الأخبار.

مشاهد أصبحت جزء من الماضى واختفت تماما من الحاضر مع التطور التكنولوجى وظهور البريد الإلكترونى الذى يكرهه عم أحمد عبد الراضى، ساعى البريد بمنطقة الجيزة ويقول فى تأثر وحزن "خلاص.. مهنة البوسطجى راحت عليها، دلوقت البتاع اللى اسمه الإيميل ده هو اللى بيعملوا بيه كل حاجة، توصل بيه أى جواب أى صورة أو أى كلمة إنت عايزها فى نفس الوقت على الإنترنت، فما الداعى أن ينتظر شخص أربعة أيام وربما أكثر لاستلام جواب".

وعن أفضل أيام الجوابات قال عم أحمد "أحسن أيام وكانت عز بالنسبة لى هى أواخر أيام السبعينات وأوائل الثمانينات، حيث كان يسافر العديد من الشباب المتزوجين وغير المتزوجين إلى الخارج وكانوا يرسلون جوابات شهرية لأسرهم، وكان وقتها لايوجد شىء اسمه الإيميل، فحين كان يأتى لنا الجواب ونوصله لباب الشقة نأخذ الحلاوة" أى شىء يعطيه لنا صاحب الشقة"، كما أن جوابات التنسيق التى كانت تذهب للطلاب بعد نتيجة الثانوية العامة كانت مصدر رزق لنا، وكلما كانت الكلية عالية كلما كانت الحلاوة كبيرة، أما حاليا أصبح الطلاب يعرفون نتيجة تنسيقهم عبر الإنترنت وضاع علينا كل شىء.

والبوسطجى شخصية لها تأثيرها فى وجدان الشعب المصرى ووجد الكاتب القدير يحى حقى فيها ملمحا درامياً نسج منه روايته الشهيرة البوسطجى التى تداخلت فيه طبيعة وظيفة ساعى البريد والتقاليد الاجتماعية والثقافات المختلفة فى تقاطع مأسوى مع القدر.

ومن أشهر الذين عملوا فى هذه المهنة والد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والروائى الكبير إبراهيم أصلان، والذى ألهمه عمله فكتب بصفته تاريخ.

حسن عبد الله طالب جامعى يقول "حين كان أخى الأكبر فى الثانوية العامة وكنا منتظرين نتيجة التنسيق بفارغ الصبر وعندما جاء بها البوسطجى أعطيناه "الحلاوة"، فأنا شخصيا أحب جدا شخصية البوسطجى.

أما مروة صلاح 23 سنة تقول "وأنا صغيرة كنت أحب جدا نداء البوسطجى وهو ينادى على أمى قائلا "يا أم مروة جواب من أبو مروة" حيث كان أبى مسافرا ويرسل لنا جوابات وشرائط، فشخصية البوسطجى محببة جدا بالنسبة لى.

تطورت مؤخرا الهئية القومية للبريد لمواكبة العصر ودخول المنافسة مع شركات الشحن الأخرى والتى أصبح دور الهيئة حاليا بعد اختفاء مهنة البوسطجى.

يقول مصطفى الغمرى مستشار الهئية القومية للبريد سابقا "مهنة البوسطجى لم تؤثر على كفاءة وأداء الهئية القومية للبريد، فطورت الهئية من نفسها وطرحت خدمات كثيرة مواكبة للعصر،وتتمثل فى خدمات الشحن وغيرها من الخدمات الأخرى، كما أن ساعى البريد حاليا له دور فى توصيل جوابات البنوك لعملائها بالإضافة إلى جوابات المدارس والجامعات الخاصة بإنذارات الطلاب، فالبوسطجى مازال موجودا.

وأضاف الغمرى أن البوسطجى يقوم حاليا بتوصيل المعاشات لكبار السن، غير القادرين على الوقوف فى طابور طويل عريض لإستلام معاشهم،فتتشمل خدمات البردى حاليا الخدمات المالية إلى جانب خدمة التوفير التى بدأت عام 1901، مثل الحوالات البريدية.

ويقول ’’نفسى الناس تغير نظرتها لموظف البريد المقتصرة على أنه مجرد بوسطجى لأنه فعلا ليس كذلك فحاليا يقوم ساعى البريد بخدمات كثيرة بتوصيل الطرود والمعاشات وغيرها من الخدمات، ولكن هيئة البريد تحاول دائما مواكبة التطوير وإعطاء مهام أخرى لساعى البريد من زيادة خدمتها الحالية’’.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عرق الأرض.. حكاية صمود بالمنجل والفأس فى زراعة وحصاد سنابل الخير بغيطان الشرقية بأجر يومى. "سعيد الجيزاوى " صاحب الـ 67 عاما علم أجيالا أعمال الفلاحة الصحيحة فى الحقول.. أمنية حياته تأدية فريضة الحج قبل وفاته

موعد انطلاق مباريات إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مباراتان تفصلان المصري عن حسم المربع الذهبي بالدوري

الحضرى والصقر ونجوم الرياضة والإعلام في حفل زفاف كريمة أحمد سليمان.. صور

قانون العمل الجديد.. غرامة 50 ألف جنيه عقوبة تشغيل العامل سخرة أو ممارسة العنف اللفظى والجسدى عليه وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت فى شأنهم الجريمة.. حظر التمييز بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس


الإسماعيلى يترقب 3 مباريات مصيرية فى الدوري وكأس عاصمة مصر

المتحدة للرياضة تعلن فتح باب حجز تذاكر ودية الأهلي وباتشوكا استعدادًا لكأس العالم للأندية

استعدادات "الحج" .. "المساعد الذكى" نافذة رقمية جديدة لخدمة ضيوف الرحمن.. وتدشين برنامج لتعزيز الأمن السيبرانى لتحسين خدمات الحجاج.. توفير 12 خدمة تقنية.. وخطب توعوية بمساجد المملكة بعدم جواز الحج بدون تصريح

مباراة واحدة اليوم فى ختام الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

حالة الطقس المتوقعة اليوم الأحد 18 مايو 2025 فى مصر


أساتذة القومى للبحوث يضعون روشتة متكاملة للقضاء على توتر الامتحانات.. النوم 8 ساعات وشرب 4-6 لتر مياه يوميا واستراحة 10 دقائق بعد كل ساعة مذاكرة.. القيلولة تزيد من الانتباه والسلمون والبيض والمكسرات تحسن المزاج

لحظات فارقة أبقت على حظوظ الأهلي في التتويج الدوري.. إنقاذ ياسر وهدف رضا

رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين فى حوار لـ"اليوم السابع": العمالة المصرية من أمهر العمالات فى البحرين ونطبق خطة لإحلالهم بقطاع الإنشاءات.. ويؤكد: نحتاج شبكة عربية موحدة لربط العرض والطلب بين أسواق العمل

يبدأ من 5 جنيهات.. تعرف على أسعار تذكرة ركوب الأتوبيس الترددى

30 دقيقة.. الأهلى يتقدم على البنك الأهلى برائعة إمام عاشور

صدمة فى واشنطن.. الحوثيون كادوا يسقطون طائرة F-35 أمريكية.. اعرف التفاصيل

رئيس الوزراء الفلسطيني: شعبنا يتعرض لعدوان ممنهج

حراسة المرمى فى خطر.. محمد الشناوى وجاد يثيران المخاوف وأخطاء عواد مستمرة

أخبار مصر.. طقس غد.. انخفاض تدريجى بدرجات الحرارة ببعض المناطق

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى