رحل حجازى "سيد درويش" الكاريكاتير ورسام "الحارة المصرية"

كاريكاتير
كاريكاتير
كتب محمد عبد اللطيف
رحل صباح اليوم فنان الكاريكاتير الكبير أحمد حجازى، الذى اشتهر باسم "حجازى" وهو من مواليد طنطا، عام 1940 لأب سائق قطار، يعول 11 طفلا فى بيت لم يبعد عن السكة الحديد، فكان يطل عليها فى كفر العجيزى بطنطا.

اتسمت أعمال حجازى بالتميز، حيث تجعلك رسومه تشعر بالدهشة، ليس من عبقرية الفكرة فقط، بل بساطة رسومه التى تختزل داخلها أفكارا عميقة، والتى يستطيع المتلقى أن يجد فيها كل ما يريد، وفى زوايا مختلفة وقراءة متفردة، لوحاته غاية فى الرقة، وكانت أشهر شخصياته: حشاشون ومساطيل ظرفاء ولصوص مفسدون، ومواطنون بلهاء.

اصطحبه والده وهو طفل ليرى حجازى مصر كلها عبر نافذة القطار، وقبل أن تقوده موهبته إلى القاهرة، درس بمدرسة الأحمدية الثانوية بطنطا ليلتحق بعدها بكلية الفنون الجميلة، وفى عام 1954 وحين كانت القاهرة تتغير فى شتى مناحيها إثر قيام ثورة يوليو، وكانت أحلام حجازى مازالت صغيرة ليتنقل ما بين العديد من المجلات إلى أن رشحه الكبير أحمد بهاء الدين للعمل معه فى مؤسسة روزا اليوسف، التى كانت تعج بعظماء أمثال صلاح جاهين، وجورج بهجورى، ورجائى ليصبح بعدها حجازى من أبرز رسامين الكاريكاتير بها بعد سلسلة أعماله فى مجلة الأطفال "سمير" والتى رسم فيها للأطفال مسلسل "تنابلة السلطان".

لم يتوقف حجازى عن الاشتباك مع قضايا الإنسان العربى بسخرية لا تخلو من عمق فلسفى كبير وتواضع، إذ ظل صامتا فى تواضع يليق بالعظماء، وشهدت رسومه الكاريكاتورية تحولا كبيرا بعد نكسة 67 فغلب عليها الاكتئاب والإحباط والعبث، زادت حدتها مع فترة الانفتاح الاقتصادى فى سبعينات القرن الماضى، وأيضا زيارة السادات للقدس، وما صاحب تلك الفترة من تغيرات فى قيم المجتمع المصرى، كما ظلت منحازة إلى الطبقات الشعبية.

وفى قمة تألقه ونضجه الفنى انسحب حجازى فى هدوء لينزوى مكتئبا ومحبطا مكتفيا بأحزانه، وانقطع عن الرسم ليعود بعدها إلى بلدته طنطا تاركا العاصمة بصخبها وجدلها العقيم، وليفارقنا إلى العالم الآخر تاركا ثروة لكل الأجيال من رسومات عبقرية لم تفارق آلام وأحلام الحارة ليصبح فى وجدان الأمة "سيد درويش" الكاريكاتير.



























Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شيكو بانزا يضيف الهدف الثانى للزمالك أمام مودرن سبورت (2-0)

محمد الشناوي يخوض مراناً مُنفرداً بعد وفاة والده رغم حصول الأهلى على راحة

عدى الدباغ وخوان ألفينا فى تشكيل الزمالك الأساسى لمواجهة مودرن سبورت

وزارة التعليم: شهادة البكالوريا معترف بها دوليا مثل الثانوية العامة

اتحاد جدة يستهدف ضم سيبايوس من ريال مدريد


القصاص من سفاح الإسماعيلية.. فصل رأس عامل عن جسده فى وضح النهار.. ارتكب جريمته أمام المارة فى الشارع.. تنفيذ الحكم بإعدامه بعد انتهاء درجات التقاضى.. وتسليم جثمانه لذويه ودفنه فى حضور عدد محدود من الأهالى

طقس شديد الحرارة غدا واضطراب الملاحة ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 36 درجة

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

مصر تحذر من تبعات توسيع العمليات العسكرية الإسـرائيلية فى غـزة


علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

تظاهرات فى غزة تدعو لوقف العدوان الإسرائيلى ورفض التهجير.. فيديو وصور

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

نيويورك تايمز: إسرائيل تتحدى الغضب العالمى بتحركاتها فى غزة والضفة الغربية

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدورى

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

قبل مواجهة الأهلى.. غزل المحلة يعلن إصابة الثنائى

سفاح الإسماعيلية.. "دبور" ذبح جاره وسط الطريق منذ 4 سنوات وتم إعدامه اليوم

الخدمات المتاحة للمعتمر عبر منصة"نسك عمرة"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى