ثلاث تجارب عالمية لأجهزة الأمن الداخلى على مكتب وزير الداخلية

نيكولا ساركوزى
نيكولا ساركوزى
إنجى مجدى
◄◄ وكالات الأمن الداخلى فى الدول الليبرالية الحديثة تخضع لرقابة البرلمان والمحاكم الادارية العليا
جاءت خطوة اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية، بإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة، لتثير الانتباه إلى التجارب العالمية المماثلة، خاصة فى الدول الشمولية التى لم تعترف بالديمقراطية، متمثلة فى تداول السلطة، وتذكرنا بتلك الخطوة التاريخية التى أقدم عليها الرئيس الروسى الأسبق بوريس يلتسين عام 1991 بتفكيك جهاز الـ«KGB»، الأكثر رعباً، عقب سقوط الاتحاد السوفيتى، وكان الرئيس الروسى وقتها يريد أن يبعث رسالة محورية مفادها أن العقود التى عاشتها شعوب الاتحاد السوفيتى المنحل من تغلغل الشرطة السرية فى كل مناحى حياتهم وأمورهم اليومية قد انتهت إلى الأبد، وتم تفتيت تلك الوكالة المخابراتية التى كانت تتجسس على كل صغير وكبير إلى عدة وكالات بقيادة جهاز الأمن الفيدرالى.

وتختلف الشرطة السرية عن وكالات الأمن الداخلى فى الديمقراطيات الليبرالية الحديثة، لأن الثانية تخضع لتنظيم إدارى صارم، ورقابة البرلمان والمحاكم العليا والمحاكم الإدارية، وتتم محاسبة أى مسؤول أمنى يخرج على القانون بعقوبات تصل للفصل أو السجن والحرمان من المعاش، فماذا عن طبيعة وشكل هذه الأجهزة فى الدول الديمقراطية التى يمكن أن تستفيد منها مصر؟

يكتسب هذا السؤال أهميته فى ضوء ما ذكرته مصادر لـ«اليوم السابع» بأنه تتم الآن دراسة كل الأجهزة الأمنية فى الدول الديمقراطية من حيث تكوينها، ومهام العمل الموكلة إليها، وبالرغم من تأكيد المصادر أنه ليس شرطا الأخذ بنهج هذه الدول، فإن النظر إليها ودراستها يوفران الخبرة الكافية للتجربة المصرية الوليدة المتمثلة فى «جهاز الأمن الوطنى»، فما التجارب التى تتم الآن دراستها من قِبل وزير الداخلية؟

التجربة الأولى تأتى من بريطاينا، حيث يعمل جهاز الأمن الداخلى فيها على أساس قانون خدمة الأمن لسنة 1989، وقانون الاستخبارات 1994، وينص على حماية الديمقراطية البرلمانية البريطانية، والمصالح الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب والتجسس داخل المملكة المتحدة، ورغم أن مهمته الأساسية تعنى بالأمن الداخلى، فإنه يلعب دورا فى الخارج لدعم عملياته، وتمتلك الـ«MI 5» تسعة مكاتب فى جميع أنحاء المملكة المتحدة بما فى ذلك مقر رئيسى فى أيرلندا الشمالية، أما الوكالة الثانية المختصة بالأمن فى بريطانيا، فهى شرطة سكوتلاند يارد، وهى متخصصة فى التحقيقات الداخلية فى البلاد، وتعمل بشكل رئيسى باعتبارها دائرة شرطة العاصمة لندن.

أما التجربة الثانية فهى من الولايات المتحدة الأمريكية التى أسست فى نوفمبر 2002، عقب أحداث 11 سبتمبر، جهاز الأمن الداخلى الذى يتحمل مهمة حماية الأراضى الأمريكية من الهجمات الإرهابية، والاستجابة السريعة للكوارث، ويعد الـ«DHS» وزارة مستقلة يتبعها عدد من الوكالات الفيدرالية، وتخضع جميع الأجهزة الأمنية بالولايات المتحدة حاليا لرقابة مستمرة من الكونجرس، حيث تم وضع الكثير من الضوابط، ومع ذلك تبقى مسألة مكافحة الإرهاب دون ضابط أو قانون، تسودها جميع الممارسات التى تنتهك حقوق الإنسان.

أما فى فرنسا فيوجد جهاز الـ«DCRI»، أى الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية، والتى تأسست عام 2008، وتتبع مباشرة وزارة الداخلية، وهى ناتجة عن اندماج جهازى الـ«DST» الفرنسى، المختص بحماية الأمن الداخلى الذى يتولى مكافحة التجسس والإرهاب ومراقبة التهديدات المحتملة على الأراضى الفرنسية، والجهاز المركزى للاستخبارات العامة، ويمكن لأى مواطن أن يتقدم بشكوى للمحكمة الإدارية فى أى مخالفة ضد الأمن الداخلى، إلا أنه فى سبتمبر 2010 تم اتهام الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى باستخدام أجهزة الأمن الداخلى فى التجسس على صحفيين فرنسيين اعتبرهم مزعجين له.

وأشارت الصحافة الفرنسية وقتها إلى أن ساركوزى يوجه بانتظام أوامر لرئيس جهاز الأمن الداخلى بالتحقيق والكشف عن مصادر أى صحفى يكتب قصصا محرجة للحكومة، بل ذهبت إلى أن الرئيس الفرنسى كوّن فريقا من عملاء الـ«DCRI» لقيادة هذه التحقيقات، خاصة أن برنار سكوارنسى، رئيس الجهاز، أحد أقوى الموالين له، ويقودنا ذلك إلى التأكيد على أنه بالرغم من أن هذه الأجهزة تعمل فى ديمقراطيات عريقة، فإن هناك تجاوزات تقوم بها فى عملها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق الجامعات 2025.. الإجراءات التنظيمية لاختبارات القدرات.. تشكيل لجان متابعة داخلية للوقوف على سير الاختبارات.. توفير الدعم المادى للكليات لشراء جميع مستلزمات الاختبارات.. وهذه قائمة المحظورات

أيمن الشريعي: عبد الناصر محمد عليه فلوس "سُلف" لإنبي لابد من تسويتها

كواليس جلسة جون إدوارد ويانيك فيريرا وعبد الناصر مع لاعبى الزمالك

عبد الناصر محمد: أعمل بكامل طاقتى مع الزمالك ولا أعلم مغزى تصريحات رئيس إنبى

تطورات مفاوضات الأهلى والريان بشأن صفقة وسام أبو على


تحويلات مرورية بالدائرى الإقليمى لتنفيذ أعمال تطوير ورفع كفاءة الطريق

الداخلية تضبط سائق سيارة عرض حياة المواطنين للخطر باستعراضات فى شوارع الجيزة

بسبب امسحوه لما أموت.. فيلم عليا الطرب بالتلاتة يتصدر الترند بعد 18 عاما

أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو

بشائر خير فى الزمالك خلال 24 ساعة


غلق اتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع إسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس أسبوعا

تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة

بايرن ميونيخ يعلن رسميًا إصابة موسيالا بكسر في الكاحل وغيابه لفترة طويلة

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

ردود أفعال رائعة من الجماهير والفنانين بعد ظهور الزعيم عادل إمام

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد القوة البحرية لحماس شمالى قطاع غزة

لأول مرة.. حديقة أمريكية تزرع أكبر ناب معدنى فى العالم لـ دب بنى "صور"

9 آلاف دولار للفرد بإجمالى 5 مليارات.. شركة أمريكية تضع تكلفة تهجير الفلسطينيين

تعرف على الأغنية الأكثر استماعا من ألبوم عمرو دياب بعد 3 أيام من طرحه

حزب أمريكا.. إيلون ماسك يستهدف عددا قليلا من المقاعد فى الكونجرس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى