مدحت الزاهد.. أفاق على وهم أنه سيقضى إجازة سعيدة فى المعتقل

مدحت الزاهد
مدحت الزاهد
سارة عبدالمحسن
زنزانة ضيقة منزوعة الفراش والغطاء، حالكة الظلام، كأنك فى مقبرة، وتم وأدك حيا.. هذا ما تعرض له الكاتب مدحت الزاهد، عندما تم إلقاء القبض عليه مع مجموعة من زملائه، هم محمد السيد سعيد، وهشام مبارك، وكمال خليل، بعد حدوث واقعة اقتحام مصنع الحديد والصلب عام 1989، وقتل أحد العمال بالمصنع، والذى كان يدعى «عبدالحى».

يروى الزاهد أنه استيقظ يوم العاشر من أغسطس عام 1989 على طرقات مفزعة، وما إن فتح الباب، كأن ماسورة قد انكسرت واندفعت منها مجموعة من ضباط أمن الدولة المسلحين فى زيهم الأسود، وفى محاولة منه لإقناعهم بعدم وجود ما هو سرى وممنوع من أوراق أو منشورات، لكن لم يكترث لكلامه أحد، وسرعان ما انقلب المنزل رأسا على عقب.

وأثناء تواجده فى سيارة الشرطة التى أقلته من منزله، جال فى ذهنه شريط من الذكريات، استرجع من خلاله ما كتبه فى أحد التحقيقات الصحفية التى قام بها عن سياسة العقاب الجماعى، واختطاف الرهائن، والمانشيت الذى كتبه عن سياسة التوغل فى سلطات القضاء التى كان يتبعها زكى بدر، وزير الداخلية آنذاك، ومع استفزازات الضباط له داخل سيارة التراحيل، طاف بذهنه أيضا الدراسة التى كتبها محمد السيد سعيد الذى كان معه فى السيارة نفسها عن «الضابط الفتوة» الذى أفرزته حالة الطوارئ، والأحكام العرفية، وسياسة التجريدة، والجلد والضرب فى المليان، لكن طمأنه بعض من كانوا معهم فى السيارة، ممن تم اعتقالهم فى عهد السادات، بأن السجن مكان للاسترخاء، حيث بشره أحدهم بأنه سيقضى فترة من الراحة وقراءة ما فاته من كتب، وممارسة الرياضة، وبعد هذا الوصف تمنى أن يقضى إجازة سعيدة، لكن ما إن نزل من السيارة تبددت كل التصورات والأمنيات، فبدأ الضباط فى التحرش بهم، ونشبت أكثر من مناوشة، وبعدها قاموا بتوزيعهم على زنازين منزوعة الحياة، فطرقوا أبواب الزنازين وأذاعوا فى السجن شعار «إذا نمنا على البلاط لن ينام السجن»، فأثار هذا الشعار غضب إدارة السجن، وتخوفت من حدوث حالة تمرد شاملة، وبدأت فى إطلاق كلابها البوليسية عليهم، وسمعوا صوتا لقفزات رجال الأمن المركزى وهم يصرخون «هووه.. هووه»، كأنهم مقبلون على معركة.

فى الصباح الباكر من اليوم التالى استيقظوا على أصوات خبط وضرب فى الزنازين المجاورة، حيث كانت زنزانته آخر الممر، وأسرع بعض من هم خبراء فى الاعتقالات بارتداء أكبر قدر من الملابس، وبعدها بقليل قام جنود الأمن المركزى باقتحام زنزانته، وأمروه بالخروج إلى الممر، فوجد عساكر الأمن المركزى محملين بالعصى والسياط التى انهالت عليهم فى كل مواضع أجسادهم.

وذكر وقتها أن صديقه محمد السيد سعيد قد صاح فى وجه مأمور السجن قائلا «اضرب يا جبان»، فانهالوا عليه بالضرب حتى فقد وعيه، وكلما أفاق يكررون ضربه وتجريدهم له، وبعدها أمروهم بأن يديروا وجوههم إلى الحائط، وانهالوا عليهم بالسياط، ثم أمروهم مرة أخرى بالانبطاح على الأرض، حيث كرروا تعذيبهم الحيوانى، وقام أحدهم بالقفز فوق ظهر صديقه كمال خليل، وظل يقفز على ظهره الممدد على الأرض حتى خشوا أن يكون كمال قد فقد حياته.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد 245 يوما من محاكمة المتهمين.. أبرز محطات حادث تصادم قطارى الشرقية

هدايا منحت الأهلى قمة الدورى.. فاركو بدأها والبنك أكملها

بالصور.. رامي صبري والنجوم يحتفلون بعيد زواج المهندس محمد عطا وسيدة الأعمال فاطمة المهدى

لحظات فارقة أبقت على حظوظ الأهلي في التتويج الدوري.. إنقاذ ياسر وهدف رضا

باريس سان جيرمان يتأخر أمام أوكسير في الشوط الأول بختام الدوري الفرنسي


يبدأ من 5 جنيهات.. تعرف على أسعار تذكرة ركوب الأتوبيس الترددى

ترتيب هدافى الدورى بعد مباريات اليوم.. إمام عاشور يتساوى مع فيصل

الأهلي يهزم البنك في الوقت القاتل بقاضية وسام أبو علي ويقترب من حسم الدرع الـ45.. الأحمر يصل للنقطة 55 بالصدارة .. النحاس يحقق الفوز الخامس تواليا مع أبناء التتش.. وإمام عاشور رجل المباراة ويعتلي صدارة الهدافين

العالم هذا المساء.. إعلام عبرى يكشف مراحل عملية "عربات جدعون" فى قطاع غزة.. 21 قتيلا بسبب الأعاصير والطقس السيئ فى أمريكا.. وموقع ناشونال إنترست يكشف استهداف الحوثيين طائرة F-35 أمريكية

طارق حامد يشارك في تعادل الاتفاق ضد ضمك بالدوري السعودي


محمد رمضان يكشف عن صورة من كواليس فيلم أسد وعرضه بالسينمات قريبا

مفاجأة.. تغيرات سريعة فى درجات الحرارة خلال الساعات القادمة

العراق يقترح تشكيل لجنة مفتوحة العضوية لتضييق فجوة الخلاف بين الأشقاء العرب

ارتفاع عدد ضحايا الأعاصير فى أمريكا إلى 21 قتيلا.. وأضرار مادية واسعة

بين الإطارات وسخونة المحرك.. 15 نصيحة لسلامتك وأمان سيارتك فى الأجواء الحارة

بعثة الحج المصرية تسكن الحجاج بالقرب من الحرم وتقدم تيسيرات للحالات الإنسانية

هوفنهايم ضد البايرن.. البافارى يتفوق 1-0 فى الشوط الأول بالدوري الألماني

إعلان بغداد.. فلسطين عصب الأمة وقضيتها المركزية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى