قنا.. قبائل الأشراف والهوارة والعرب يقهرون حكومة عصام شرف على مزلقان عبدالرحيم القنائى

أهالى قنا تجاوزوا الأحتجاج السلمى وقطعوا خطوط السكك الحديدية
أهالى قنا تجاوزوا الأحتجاج السلمى وقطعوا خطوط السكك الحديدية
دندراوى الهوارى
◄◄ اكتفاء شرف بـ«التويتر» و«الفيس بوك» أدى إلى عجزه عن معالجة القضايا خارج ميدان التحرير
انتصرت إرادة قبائل الأشراف والهوارة والعرب فى محافظة قنا برفض تعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظا لمحافظتهم، على إرادة حكومة الدكتور عصام شرف التى هددت وتوعدت المتظاهرين هناك بالويل والثبور وعظائم الأمور، وأثبتت الأحداث، وبالدليل القاطع، أن أى معالجة بعيداً عن رؤوس القبائل والعائلات هناك سيكتب لها الفشل، ولن تجدى معها القوة، أو التحدى.

المعالجة السيئة لأزمة قنا خطر يمكن له أن يتسلل إلى 11 محافظة أخرى على غرارها، ولكن بسيناريوهات مختلفة، ومنها شمال سيناء، وجنوب سيناء، ومرسى مطروح، والوادى الجديد، والبحر الأحمر، وأسوان، والأقصر، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، والفيوم، وهى المحافظات ذات التركيبة السكانية التى قوامها العائلات والقبائل، والتى لا تعترف بالأيديولوجيات السياسية، وأن كل أهدافها الدفاع عن أبنائها ومصالحها الخاصة، دون النظر إلى الأيديولوجية التى ستدير البلد، لكن مكمن الخطورة الوحيد أن تتسلل إلى صفوف هذه العائلات والقبائل جماعات تجيد العزف على أوتار المشاعر الدينية، هنا يمكن أن يكتب لها النجاح إذا لم تتعارض مع مصالح هذه القبائل والعائلات.

لذلك فإن هذه المحافظات تغنى بعيداً عن سرب ميدان التحرير، وترتكز إلى قاعدة قوية من القوة متمثلة فى أبنائها، وما تتسلح به من أسلحة متطورة، ولها قوانينها الخاصة المستمدة من العرف والمنظومة الأخلاقية، ولا تعترف بأى أيديولوجيات تتعارض مع معتقداتها وتقاليدها، وتدافع عنها حتى الموت، مسخرة عددها وعتادها وعامل الطبيعة الجغرافية الوعرة لصالحها.

لذلك فإن حل المشكلات فى مثل هذه المحافظات، يوجب مجابهتها على الأرض من خلال الحوار والنقاش، والتحرك سريعاً، وليس عبر صفحات «التويتر» أو «الفيس بوك».

أحداث قنا تصاعدت عندما خرج الأهالى هناك فى مظاهرات صاخبة ترفض تعيين عماد شحاتة ميخائيل محافظاً، وروّج خفافيش الظلام مقولة إن النظام السابق كان يكرس لقضية توريث المناصب من الوريد إلى الوريد، وحكومة الدكتور عصام شرف الثورية تكرس توريث المناصب حسب العقيدة، فى إشارة إلى تعيين قبطى ليخلف قبطيا كمحافظ لقنا، وهى الشائعة المغلوطة التى أججت مشاعر القنائيين، وقرروا قطع خط السكك الحديدية لمدة 10 أيام كاملة، بجانب قطع الطريق الزراعى السريع القاهرة- أسوان، والتهديد بقطع خط المياه النقية عن البحر الأحمر، وقطع الكهرباء عن المصانع الحيوية بالمحافظة، ومنها مصانع السكر التى تنتج ثلثى السكر فى مصر، ومصانع الألومنيوم والورق والأسمنت والأخشاب.

ورغم تصاعد الأحداث، تجاهلت حكومة الثورة الأمر، وكأن قطع خط السكة الحديد أمر عادى، ولا يُعد خطاً أحمر أو أمناً قومياً، إذا وضعنا فى الاعتبار أن خط السكك الحديدية هو الشريان الرئيسى والحيوى الذى يربط البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وبعد مرور ثلاثة أيام كاملة فكرت الحكومة الثورية أن هناك مواطنين يبلغ تعدادهم ما يقرب من 4 ملايين نسمة، لهم مطالب، فأرسلت جنرالين من جنرالاتها الأمنيين، وهما اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية وأحد أبناء قنا السابق، والأقصر الحالى!، واللواء محسن النعمانى وزير التنمية المحلية الحالى ومحافظ سوهاج السابق، وضلا الطريق، وبدلاً من الجلوس مع رأس الحكمة، وأصحاب القرار من كبار العائلات والقبائل، جلسا مع عدد من قيادات المتظاهرين الذين أملوا عليهم مطالبهم، وما كان من الجنرالين إلا تدوين طلباتهم، ويؤكدان تفهمهما لهذه الطلبات، وعاد العيسوى ورفيقه النعمانى بخفى حنين.

وانتظر القنائيون الرد على طلباتهم، ففوجئوا بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأربعاء الماضى، بقرار أن محافظ قنا الجديد مستمر فى منصبه، وأنه لا تفاوض مع أهالى قنا إلا بعد إعادة الأمن، وفوض وزير الداخلية بوضع حد لأحداث قنا، وهى القرارات التى أشعلت غضب القنائيين، وتيقنوا أن حكومة «الثورة» التى اكتسبت شرعيتها من ميدان التحرير عندما قررت إخراج لسانها و«تحمير» عينيها، لم تجد إلا أبناء قنا لتمارس معهم هذه الطقوس، وتفرد ريشها على استقامته، وتتعامل معهم بنفس النهج الذى تعاملت به كل حكومات مصر عبر عصورها المختلفة، فى غسل أيديها من الفاسدين والمهملين، وترضية المضطهدين، عبر الممرات المائية القنائية، وكأن قنا عبارة عن «مزرعة» لا تنبت فيها إلا النباتات والأعشاب الشيطانية، ولا يستحق أبناؤها زرعا يثمر لهم الخير الوفير.

وأعلن أبناء قنا عن تعلية سقف مطالبهم، وهى إقالة «شرف» و«الجمل»، وخرج قرابة 300 ألف قنائى فى مظاهرات حاشدة الجمعة الماضى، وأدوا الصلاة على خط السكك الحديدية، إمعانا منهم بأن الأمر وصل إلى ذروته، وأنهم لن يقبلوا بميخائيل محافظاً لقنا إلا على جثثهم جميعاً.

القنائيون فى حلوقهم مرارة وغصة من جميع حكومات الأنظمة التى تعاقبت على حكم مصر، على الأقل خلال قرن من الزمن، فعندما كان يُهمل طبيب فى أداء عمله تتم مجازاته بنقله إلى قنا، وعندما يُضبط موظف يرتشى تتم مجازاته ونقله إلى قنا، وعندما يمارس ضابط شرطة التعذيب ضد الأبرياء فى الأقسام المختلفة، يتم نقله إلى قنا، وعندما حاول النظام السابق أن يُرضى الكنيسة بتعيين الأقباط فى المناصب المهمة، لم يجد إلا قنا، وعين محافظا قبطيا، هو اللواء مجدى أيوب، وعندما جاءت حكومة الثورة، سارت على نفس نهج كل حكومات العهود الغابرة، وعينت محافظا قبطيا أيضاً.

وانطلاقاً من هذه القناعات، أعلنوها صريحة، مدوية.. لن نقبل بعد اليوم، أن تتحول قنا إلى ملاذ تمارس الأنظمة والحكومات المتعاقبة فيها لعبة ترضية معارضيها، وتحويل أراضيها لمقابر دفن فاسديها ومهمليها، وأنه وبعد اليوم لن يسيروا فى ركب شريعة السمع والطاعة، وأنهم سيعلنون التمرد على تابوهات الذل والهوان والتراجع والتخلف.

اليوم العاشر من سير الأحداث فى قنا شهد تطوراً خطيراً فى الأحداث، فخرج أهالى مركز أبوتشت، وهو المركز الذى يقع على حدود محافظة قنا مع نظيرتها سوهاج، ويبعد عن مدينة قنا بمسافة 70 كيلومترا شمالا- يقطعون السكك الحديدية، فى إعلان عن «تحزيم» المحافظة وفصلها عن باقى المحافظات، فى الوقت الذى كان يجلس فيه الدكتور عصام شرف يخاطب شباب الثورة عبر صفحته بموقع «تويتر»، ويكشف بقوة أن الجالسين خلف الستائر الوثيرة بالغرف المكيفة فى مقرات أصحاب القرار بقاهرة المعز إنما جاءوا ليتبوأوا مقاعدهم إرضاء لميدان التحرير فقط.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اصطدام سفينة بجسر بروكلين فى نيويورك وإصابة 19 شخصا.. فيديو

تعرف على موقف رامي ربيعة من البقاء فى الأهلي وسر استبعاده من مباراة البنك

اليوم.. سفر أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى المدينة المنورة

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا فى مباراة برونزية أمم أفريقيا للشباب

أنغام تحيى حفلا اسثنائيا بالكويت يوم 20 يونيو المقبل


موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

مباراتان تفصلان المصري عن حسم المربع الذهبي بالدوري

صراع الأبطال.. يوفنتوس يواجه أودينيزي وروما يتحدى ميلان فى الدوري الإيطالى

قانون العمل الجديد.. غرامة 50 ألف جنيه عقوبة تشغيل العامل سخرة أو ممارسة العنف اللفظى والجسدى عليه وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت فى شأنهم الجريمة.. حظر التمييز بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس


النحاس يبحث مع معاونيه برنامج الأهلي استعداداً لـ فاركو فى ختام الدوري

مواعيد مباريات اليوم الأحد 18- 5 - 2025 والقنوات الناقلة

الإسماعيلى يترقب 3 مباريات مصيرية فى الدوري وكأس عاصمة مصر

هدايا منحت الأهلى قمة الدورى.. فاركو بدأها والبنك أكملها

مباراة واحدة اليوم فى ختام الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

حالة الطقس المتوقعة اليوم الأحد 18 مايو 2025 فى مصر

طارق مصطفى: حزين للخسارة أمام الأهلى.. وهذا سبب تعثر مفاوضاتى مع الزمالك

النحاس: القتال حتى اللحظات الأخيرة أهم سمات الأهلي.. وهذا سبب إشراك معلول

جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

صدمة فى واشنطن.. الحوثيون كادوا يسقطون طائرة F-35 أمريكية.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى