يا وزير الداخلية.. فلتستعن بالجيش

احتفل الشعب هذه الأيام بمرور 100 يوم على ثورة 25 يناير، لكن للأسف هذا الاحتفال كان غير كامل، ففى ميدان التحرير مثلا كان المواطنون يحتفلون وهم فى حالة من الاضطرابات، لاندساس بعض عناصر البلطجية والمسجلين خطرا، ومشاهدتهم وهم يحملون الأسلحة البيضاء والسوداء، وما خفى كان أعظم، فلابد من عمل حفل تأبين لجهاز الشرطة، لعدم مشاركته فى تأمين الشارع المصرى، والذى تسبب فى توفير مناخ البلطجة والمسجلين خطرا، الذين أصبحوا منظمين أحسن مائة مرة من رجال الشرطة.

يا وزير الداخلية، هل أنت مقتنع بما صرحت به أثناء هروب ثمانين مسجل خطر، وتم القبض على واحد وأربعين منهم؟ كنت أظن عندما رأيت صورتك أنه تم القبض على جميع المسجلين، وبجانبهم مئات الهاربين سابقا.

وماذا فعلت للبلطجية الذين اقتحموا المستشفيات؟! أإلى هذا الحد وصل الأمر، إلى الهجوم على المرضى؟! ووصل الأمر إلى معركة فى شارع عبد العزيز، وأمام أهم مبنى فى مصر، وهو مبنى التليفزيون المصرى، وقد استمرت المعركة أكثر من ساعتين، ولم يتدخل رجل أمن واحد.

يا وزير الداخلية، ما رأيك عند ذهابى إلى أحد أقسام الشرطة، لتقديم بلاغ عن سرقة سيارتى، لم أجد غير عسكرى واحد وأمين شرطة، أما الضباط فهم فى مأموريات.

يا وزير الداخلية، ما رأيك عندما يصرح لى أحد ضباط الأمن بأن عدد السيارات المسروقة منذ شهرين بلغ 140 ألف سيارة، وقال لى الضابط: «إنسى أيام زمان، أن يقوم معك ضابط للقبض على مجرم، لأن إحساس الضابط أن المجرم معه أسلحة وإمكانات أكثر من الضابط.. خلى الثورة تدافع عن الناس».. أهذا كلام مسؤول؟!

يا وزير الداخلية، دعنى أقل: إن التقصير الأمنى يتسبب فى عدم تذوق طعم الثورة، الذى راح فداءه دماء الشهداء، فالثورة لابد أن تطرح أفضل ما فيها، والأمن يحتاج إلى إعادة هيكلة وإصلاح ويد من حديد ضد البلطجة، ولابد من وضع معايير وقوانين جديدة لضباط الشرطة، وعليك أن تفسح المجال لمن يريد البقاء، مع إعداد وتجهيز أفراد آخرين وتدريبهم على تأمين البلد وأمن المواطن، ورجوع هيبة الشرطة ورفع شعار «ارفع رأسك.. أنت شرطى».
أكرر.. وعدتنى على إحدى الفضائيات بسرعة ضبط الجناة سارقى سيارتى.

وأخيرا، إن لم تستطع السيطرة على البلطجية، فما عليك إلا أن تستعن بالجيش.. ويا ولاد الحلال، اللى يلاقى سيارة سوداء ماركة شيفروليه لانوس لوحات معدنية رقم 9126 يقولى عليها!