صفوت عبد الهادى يكتب: الطائفية بيـن الوهم والحقيقة

أحداث الطائفية فى إمبابة
أحداث الطائفية فى إمبابة

بعيدا عن القراءات الخاطئة لمدلول الأحداث المؤسفة، والحزينة فى مسلسل الوقيعة بين المسلمين والأقباط، علينا أن نعرف أن جسد الوطن أصيب بجرح عميق، وعلينا أن نكون جادين فى تنظيف الجرح وتضميده والعناية به حتى يعود الوطن معافيا سليما فتيا.

تتوالى الأحداث وتبقى الكتابات الدقيقة معدومة، دون أن نعى الحقيقة الواضحة بأن روح الدين واحدة فى الإسلام والمسيحية، وأن لا تشدد أو تطرف عند المتدين الحقيقى، وحتى نستطيع أن نفهم أسباب الجراح علينا أن نبحث عن الأصابع التى تحرك تلك الأحداث.

اهتمام إسرائيل بالملف الطائفى بدأ مبكرا منذ عام 1954م، ورشحت لبنان كدولة مسيحية خالصة تقع شمال الدولة اليهودية الوليدة! وبرغم قناعة قادة الكيان الصيهونى بمتانة النسيج المصرى وتماسك التعايش الإسلامى المسيحى فى منظومة حضارية واحدة لها نفس العادات ونفس التقاليد.

لم تيأس إسرائيل فى الاحتفاظ بالأوراق الطائفية، والتى ترى الاستراتيجية الإسرائيلية أن خلق دولة مسيحية فى صعيد مصر سيكون له عامل السحر فى تفتيت الدول العربية الحالية، والطامحة للوحدة الآن، وأن تفتيت مصر يؤدى إلى تطور تاريخى تلعب فيه الدولة الصهيونية دورا مركزيا.

تمتلئ الساحة الآن برموز الفكر الوهابى يقابله فريق أميريكى شديد الفهم للواقع المصرى.. وكل من الفريقين يسابق الزمن والأحداث للفوز بمسلسل (توريث بديل)، يرث فيه أحد الفريقين النظام السابق بنفس الآليات ونفس الأدوار، والأحداث الطائفية السابقة تعزز من الرصيد السياسى للفريقين.

المؤامرة التى يقود أحداثها المتعصبون من الجانبين تمثل خطرا حقيقيا فى زعزعة استقرار مصر، وذلك عن طريق المخطط الخارجى الذى يتمثل فى:

1- إجهاض أى تجربة ديمقراطية تحدث فى مصر.
2- ضرب مبدأ "المواطنة" فى مقتل، وذلك بتحويل الكنيسة الأرثوذكسية إلى ممثل سياسى للمسيحين فى مصر، وعزلهم عن المجتمع، وتحويل الكنيسة إلى دولة داخل الدولة.
3- تفعيل الفهم الوهابى للدين وحصره على الطقوس وتوظيف الدين لتبرير قرارات الحاكم والدفاع عنه، كما حدث فى مصر فى العقود الأربع الماضية.
4- العودة بمصر للوضع السياسى السابق ـ نظام فاسد متعاون مع رجال أعمال فاسدين ويحظى بدعم إسرائيلى أمريكى.
5- إخراج مصر من الصراع العربى الإسرائيلى وطمس دورها الحضارى والإقليمى، وأضعاف مصر اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا والعمل على تفتيتها طائفيا.
6- استمرار مسلسل الخوف من الإسلام (اسلاموفوبيا) وتعميقه فى وجدان الرأى العام الأوربى والأمريكى وربط العنف والإرهاب بالإسلام.

هذا مخطط أعداء هذا الوطن، وعلينا نحن من نزعم أننا نحب مصر أن نتفهم جيدا ما يحتاجه هذا الوطن:

1- خطأ فكرة الديكتاتور العادل (التى ينادى بها البعض)، وعلينا باستبدالها بديكتاتورية القانون، ونصبح جميعا أمام القانون سواء، لا فرق بين مسلم ومسيحى.
2- الإسلام لم يعرف فى تاريخه الدولة الدينية.
3- الوقوف بحسم أمام أى دور سياسى لأى مؤسسة دينية!
4- فضح دور الفريقين "الوهابى والأمريكى"، والتمسك الكامل بطريق الديمقراطية.
5- الدولة الدينية الوحيدة فى العالم الآن، وذات مرجعية دينية هى إسرائيل، ولذلك هى كيان عنصرى يطمع فى اعتراف العالم بيهودية الدولة!

كل هذه الجرائم التى ارتكبت داخل الملف الطائفى فى مصر بالأمس واليوم ما هى إلا مخطط شديد الإتقان لإجهاض التجربة الديمقراطية للشعب المصرى العظيم، والتى ننتظر نتائجها غدا!

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النيابة العامة تعلن إجراءات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس وصولًا لأسبابه

"روسأتوم" توقع خلال زيارة "ليخاتشوف" لمصر على الاتفاق التكميلى لمحطة الضبعة

الزمالك يستقر على إقامة معسكره فى العاصمة الإدارية استعدادا للموسم الجديد

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا


الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الرياضة

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

حريق سنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات.. عمرو طلعت: عودة الخدمة تدريجيا خلال 24 ساعة.. تعويض المستخدمين من تأثر الخدمة.. وخدمات "النجدة" و"الإسعاف" و"الخبز" بالمحافظات لم تتأثر بالحادث

النصر يراقب موقف مالكوم مع الهلال السعودى


الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

التعليم تكشف طريقة تغيير المسار الدراسى بالبكالوريا.. التفاصيل

رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى