البابا شنودة يفقد سيطرته على الكنيسة

نار وحجارة ورصاص فى معركة ماسبيرو
نار وحجارة ورصاص فى معركة ماسبيرو
على حسان ونادر شكرى - تصوير: عصام الشامى
◄◄ الأقباط المعتصمون أمام ماسبيرو رفضوا نصائحه وتعليماته بفض الاعتصام. وأكدوا أن مكانة البابا فى قلوبهم غالية ولكنه لا يملك أى وصاية عليهم
الأمر فى أحداث العنف التى شهدتها منطقة ماسبيرو التى اتخذها الأقباط مقرا لاعتصامهم- تخطى حاجز أعمال البلطجة والفتنة والمؤامرة، ووضع مصر كلها وأقباطها على وجه التحديد فى موقف غريب ومثير وخطير ربما يكون الأول من نوعه، فإذا كانت الأحداث قد كشفت عن توغل تنظيم البلطجية، ورعب الأسلحة المنتشرة فى الشارع واستمرار حالة الانفلات الأمنى فإنها كشفت أيضا عن حالة ارتباك تعيشها الكنيسة المصرية التى طالما اتسمت بقدرتها على السيطرة وحث الأقباط على اتباعها والالتزام بتعاليمها وتعاليم البابا، فلأول مرة فى التاريخ القريب، بل تاريخ البابا شنودة، تظهر حالة العصيان والتمرد التى حدثت بعد اشتباكات ماسبيرو، فيما يخص رفض الشباب المعتصم تنفيذ تعليمات ونصائح البابا شنودة بفض الاعتصام، والتى تمثلت فى بيان أذاعه التليفزيون المصرى للبابا شنودة قال فيه «إن صبر الحكام قد نفد.. وأنتم الخاسرون إذا استمر اعتصامكم»، وقال مضيفاً فى البيان الذى ألقاه الأنبا يؤانس، نيابة عن البابا شنودة: «أطالبكم يا أولادى المتواجدين أمام ماسبيرو بفض الاعتصام، نظرا لاندساس عناصر بينكم قامت بضرب النار وإلقاء الحجارة، وبذلك يكون الاعتصام خرج عن نطاق التعبير عن الرأى، كما أصبح هناك شجار وضرب نار وكل هذا يسىء إلى سمعة مصر وسمعتكم أيضا لذلك يجب فض هذا الاعتصام فورا».

العادة جرت أن بيانا مثل هذا وتعليمات واضحة من البابا يقابلها التزام سريع من جانب الشباب القبطى وأقباط مصر عموما، ولكن ماجرى فى هذه المرة أن المعتصمين الأقباط أمام ماسبيرو رفضوا نصائح البابا وبيانه وقالوا: «قداسة البابا شنودة فى قلوبنا ونحبه، لكنه لا يفرض علينا أى وصايا تتعلق بحقوقنا المدنية، فهو الأب الروحى للكنيسة فيما يتعلق بالأوضاع الكنسية والعقائدية»، مؤكدين أنهم يكنون كل الاحترام لقداسته، لكنهم لن يفضوا اعتصامهم حتى ينالوا حقوقهم التى لن يتنازلوا عنها بعد اليوم.

حالة الرفض المثيرة هذه لتعليمات البابا أثارت حالة من القلق داخل الكنيسة التى بدت أمام الجميع وكأنها فقدت السيطرة على جموع الأقباط المصريين، وهو الأمر الذى اعتبره عدد كبير من المقربين من الكنيسة والشأن القبطى بمثابة الصدمة التى تشكل حالة من الخوف بسبب ما سموه ضعف قبضة البابا شنودة على الكنيسة المصرية فى ظل حالة الفوران التى تعيشها مصر، وفى ظل الأوقات الصعبة التى يعيشها المسيحيون المصريون والتى تشكلت فى سلسلة الأحداث الطائفية الأخيرة.

بعد أحداث إمبابة خرج الأقباط وأعلنوا غضبهم ونظموا اعتصامهم الثانى أمام ماسبيرو. وتجمهروا وأغلقوا الكورنيش وشكلوا لجانا تنظيمية يشرف عليها اتحاد شباب ماسبيرو الذى تأسس مع الاعتصام الأول، وافترشوا شارع الكورنيش، وأقاموا الخيم، ووضعوا الأسلاك الشائكة حول مداخل ومخارج الشوارع المؤدية للتليفزيون، وترددت الهتافات ضد الحكومة والسلفيين.

ومنذ اليوم الأول شهد ماسبيرو اشتباكات أسفرت عن وقوع 42 مصابا تم إسعافهم فى موقع الحادث، و تحويل 6 مصابين إلى مستشفى المنيرة العام.

فى ثانى أيام اعتصام الأقباط اشتباكات بينهم وبين المارة، عشرات المواطنين القادمين من جانب ماسبيرو، وبدأ الأقباط المتظاهرون فى ثانى أيام اعتصامهم بعرض مطالبهم، وكان أولها إصدار قانون ضد التمييز، والقبض على مثيرى الفتنة الطائفية والمحرضين عليها، والمتواطئين من شيوخ السلفيين، وتشكيل لجنة تضم شخصيات عامة مسلمة ومسيحية، لتقصى الحقائق فى كل الجرائم والأحداث قبل وبعد 25 يناير، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الأقباط فى مسرة وصول وأبوقرقاص وإمبابة، وأكدوا أنهم أبرياء، وأيضا ضرورة العفو عن المسجونين الذين تم القبض عليهم فى اعتصام ماسبيرو خلال شهر مارس الماضى، مع فتح ملف الكنائس المغلقة، والبدء بكنيسة السيدة العذراء بعين شمس الغربية.

ويوم الأربعاء رابع أيام الاعتصام، التقى الدكتور عصام شرف بوفد من الأقباط المتظاهرين لحل مشكلتهم، وأعطى أمراً بتشكيل لجنة خاصة، لحل المشكلات المتعلقة بقضايا الأقباط، ووعدهم بفتح جميع الكنائس المغلقة، رفض الأقباط المعتصمون أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون التفاوض مع القيادات الأمنية لفتح الطريق لتسيير حركة المرور لحين تحقيق مطالبهم المشروعة.

وتجددت الاشتباكات يوم الأحد الماضى بسبب قيام مجهولين بإطلاق أعيرة نارية على الأقباط المتظاهرين ووقوع مصابين، فى حين لم توجد أى حالات وفاة، ثم تجددت الاشتباكات مع مجموعة من البلطجية، بعد سماع أصوات إطلاق الأعيرة النارية، بالقرب من مبنى الإذاعة والتليفزيون، وقنابل المولوتوف، كما تبادل الطرفان القذف بالحجارة، مما أدى إلى وقوع إصابات بين المتظاهرين، كما أسفرت الاشتباكات عن حرق عدد من السيارات بمنطقة الكورنيش، وتصدى لهم الأقباط بتبادل القذف بالطوب والحجارة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قبل الحكم عليه.. التفاصيل الكاملة لأزمة صالح جمعة مع طليقته فى ساحات القضاء

إنتر ميلان يستضيف لاتسيو لمطاردة نابولى على لقب الدوري الإيطالي

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

نظر استئناف المتهم بقتل اللواء اليمنى على حكم إعدامه.. اليوم

أرسنال فى صدام قوي مع نيوكاسل بالدوري الإنجليزي


موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

لجنة التخطيط تجتمع مع المدير الرياضى لرسم خارطة الطريق فى الزمالك

بكاء نور الشربينى وفرحة والدها بعد تتويجها ببطولة العالم للاسكواش.. فيديو وصور

موعد مباراة مصر ونيجيريا اليوم لتحديد المركز الثالث بأمم أفريقيا للشباب

متحف التحنيط فى الأقصر يفتح أبوابه أمام المصريين بالمجان اليوم


هيفاء وهبي تُنهي تسجيل ألبومها الجديد وتستعد لإطلاقه قريبًا

الزمالك يدرس التعاقد مع محمد علاء حارس الجونة فى الميركاتو الصيفى

هدايا منحت الأهلى قمة الدورى.. فاركو بدأها والبنك أكملها

أهم المعلومات عن الأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى.. إنفوجراف

الأهلي يزيد أوجاع الخلود في الدوري السعودي برباعية مثيرة.. فيديو

لحظات فارقة أبقت على حظوظ الأهلي في التتويج الدوري.. إنقاذ ياسر وهدف رضا

اعرف خطوات الحصول على إعانات ومساعدات من بنك ناصر الاجتماعي

باريس سان جيرمان يتأخر أمام أوكسير في الشوط الأول بختام الدوري الفرنسي

جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى