المنحنى «الأهبل» للثورة!

لا تنزعج مما يحدث فى مصر الآن، ولا تمنح تلك الفوضى السائدة فرصة أن تصيبك بـ«الخضة» أو الفزع، ولا تدع هذه البلطجة المنتشرة تخلق فى عقلك الباطن بعض الحنين للنظام السابق وأمنه وأمانه واستقراره وباقى القصيدة الكافرة الكاذبة التى لم نر منها مكسبا على أرض الواقع طوال سنوات مبارك الثلاثين.

باختصار لا تقل أبدا «ولا يوم من أيامك يا مبارك»، لأن الفوضى التى نعيشها الآن تم تغذيتها وتسمينها طوال سنوات حكم مبارك، ولأن أيام مبارك ليست أفضل من هذه الأيام، حتى ولو شوهت البلطجة والفوضى صورتها، أيام مبارك كانت رتيبة بلا أمل، وأيامنا الأن كلها أمل، أيام مبارك كانت فيها الكوابيس من نصيب الغلابة والأحلام تم تخصيصها للأثرياء وأهل السلطة، والأيام الخالية من مبارك الآن شبابيك أحلامها مفتوحة للجميع حتى ولو كان الأمر على أرض الواقع فى لحظتنا هذه تحت سيطرة الكوابيس.

لا تنزعج ولا تكره ميدان التحرير وماجاء به من ثورة مفاجئة، التاريخ نفسه يخبرك بأن الفوضى والدماء والارتباك من أهم الأعراض المؤقتة التى تظهر على البلاد التى تصيبها ثورة، وقال أيضا هى أعراض ضرورية حتى يتخلص جسم الوطن المريض من كل بلاويه، وتصبح خريطة أمراضه مكشوفة أمام الطبيب القادم لعلاجه.

ولكن هل تعنى دعوتى هذه ألا تنزعج من أداء حكومة الدكتور شرف وطريقة المجلس العسكرى فى التعامل مع الأمور؟..

على العكس تماما يمكنك هنا أن تبدى انزعاجك الكامل ودهشتك الأكثر كمالا من أداء الحكومة والمجلس العسكرى وفشل كليهما فى استيعاب أن ماحدث فى مصر كان ثورة شعبية حقيقية تستدعى تطويرا فى طريقة التفكير وشجاعة فى اتخاذ القرار، بدلا من السير على نهج وطريقة النظام القديم كما لو كان الأمر مقررا علينا حتى وإن غيرنا الوجوه والأشخاص، السادة فى الحكومة والمجلس فتحوا دولاب الحكم فى مصر واستخدموا نفس الشماعة القديمة لتبرير فشلهم مثلما كان يفعل مبارك، وأصبحت كل كارثة من صنع مخططات خارجية ومجهولين وعيون خبيثة مترصدة، وهو أمر منطقى قبوله فى ظل وضع المنطقة، ولكن لا يجوز استخدامه إلا بعد أن يجيب السادة فى الحكومة والمجلس عن هذا السؤال أولا.. هل اتخذتم مايكفى لحماية تلك الثورة وهذا الوطن، وهل لديكم تبرير لهذا الحضور الأمنى المتأخر باستفزاز أثناء كارثة إمبابة وماسبيرو وقنا التى كان من الممكن تلافى آثار كل حادثة منها لو تواجد أفراد الجيش والشرطة فى الموعد المناسب؟. وهل لديكم أى تفسير لاختيار سامى الشريف ابن النظام السابق رجلا أول للإعلام بكل ضعفه وارتباكه، واختيار مصطفى الفقى أحد رجال مبارك والذى قبل بمقعد برلمانى مزور ليكون مرشح مصر لجامعة الدول قبل أن تشطب قطر اختياركم وتجبركم على اختيار نبيل العربى فى حادثة لن يذكرها التاريخ إلا بكل سوء وعار؟ ألم تصلكم أنباء الثورة فى مصر، ألم يخبركم أحد أن الثورات مثلها مثل «جرافينا» فى الإعلان الشهير تنسف الحمامات القديمة بكل قرفها بحثا عن ألوان أكثر إشراقا ووضوحا؟!

الفلول الذين جعلتم منهم «لبانة» تمضغونها نعرف بوجودهم ولا ننتظر منهم إلا المصائب ولسنا فى حاجة إليكم لكى تخبرونا بأنهم أشرار، نحن ننظر منكم أنتم خطوات واضحة وحاسمة للحفاظ على تلك الثورة وليست تصريحات مقتبسة من خطابات مبارك فى عيد العمال وليلة القدر، ننتظر منكم صدقا فى الحديث بدلا من تلك الهتافات الحماسية التى علمناكم إياها فى ميدان التحرير، ننتظر منكم خططا واضحة حتى لا تأخذ الأمور فى مصر منحنى أكثر هبلا وهطلا من الذى تسير إليه الآن؟! > >
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إسرائيل تحشد نحو 100 ألف جندى احتياط لتنفيذ خطة احتلال كامل لقطاع غزة الفلسطينى.. رئيس الأركان الإسرائيلي: الجيش يكمل استعداداته لتعميق هجومه ضد حماس.. وإعلام عبرى: ترامب يطلب من نتنياهو تسريع العمليات العسكرية

فاركو عن مواجهة الأهلى::"مباراة لعلاج حموضة صفقات الصيف"

إعلان نتيجة الالتحاق برياض الأطفال فى القاهرة على هذا الرابط

عمر مرموش يسعى لضم وولفرهامبتون إلى قائمة ضحاياه في الدوري الإنجليزي

القوات المسلحة تواصل جهود إدخال المساعدات لقطاع غزة.. فيديو


دينا فؤاد تخطف الأنظار بإطلالة صيفية كاجوال فى شوارع كان الفرنسية

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

ترتيب الدورى المصرى قبل مواجهة الأهلى وفاركو الليلة

مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

رفع سعر دواء لإنقاص الوزن ببريطانيا 3 أضعاف بعد شكوى ترامب


مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

15 يوما على الاستفادة بتقسيط مخالفات المرور بدون فوائد حتى نهاية أغسطس

اليوم.. صرف تكافل وكرامة عن شهر أغسطس من الصراف الآلى

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

تعرف على الفرق بين اختصاصات مجلسى النواب والشيوخ وفقا للقانون

منتخب مصر للناشئات يواجه غينيا خارج الأرض 19 سبتمبر المقبل

حصاد تاريخي من الألقاب لـ فابيان رويز مع باريس سان جيرمان ومنتخب إسبانيا

91 مليون دولار عالميا لفيلم Weapons حول العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى