كاميليا بين حضن السلفيين وحصن الكنيسة

لم يعد لدى شك بأن فتنة الرئيس المخلوع مبارك اختفت وتلاشت نهائيا أمام تنامى فتنة كاميليا شحاتة، ولم يعد شغل الشارع السلفى بكل طوائفه باستثناء جماعة الإخوان المسلمين إلا قضية كاميليا شحاتة، وقصة اختفائها وحكاية ديانتها، وهل أسلمت أم مازالت مسيحية، وأصبحت على يقين أن كل ما ينسج من أساطير بدون دليل حول هذه المرأة، يهدد أمن مصر ويحرق ما بقى منها من استقرار حتى أصبحت بالفعل كارها لها ولقصتها، وللسلفيين الذين تركوا كل مشاكل مصر، وتعلقوا بتلابيب هذه السيدة التى لن تزيد الإسلام شيئا بإسلامها، ولن تنقص المسيحية شيئا بخروجها منها.

ولكن أشعر أن استمرار المظاهرات للمطالبة بكاميليا من قبل السلفيين هو مجرد استعراض للقوة، أمام تحدى الكنيسة للأحكام القضائية ولقرارات النياب،ة والغموض المريب حول مصير تلك الكاميليا.

ليس مصادفة أن يشعل السلفيون الشارع بمظاهرات ترفع شعارا طائفيا، كما أنه ليس غريبا أن ترفض الكنيسة استلام قرار النيابة العامة بإعلان كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية لحضور السيدة كاميليا التى كانت قد قامت بإشهار إسلامها، إلى النيابة العامة والمثول أمامها للاستماع إلى أقوالها حول البلاغ المقدم، فى شأن ما أثير حول واقعة احتجازها من قبل مسؤولى الكنيسة، فكلا الطرفين أرادوا شرا بهذه الأمة فلا يحق للسلفيين أن يهددوا باقتحام الأديرة والكنائس التى يظنون أن كاميليا وأخواتها محجوزات فيها. ولا يصح أن ترفض الكنيسة طلب النيابة باستدعاء كاميليا للشهادة حول قضيتها المشتعلة فى الشارع، فالجميع يضغط على القنبلة الموقوتة لكى تنفجر فى وجه الجميع.

فالسلفيون يريدون أن تكون كاميليا المسلمة فى أحضانهم، ولكن الكنيسة ترفض، وتؤكد أن كاميليا المسيحية فى حصنها وما بين حضن السلفيين وحصن الكنيسة، فإن أمن مصر فى خطر، ووصل إلى قمته بالزيارات المكوكية التى يقوم بها كبار المشايخ والمسؤولين للكنيسة وللبابا شنودة لبحث مصير هذه السيدة الفتنة، وكان آخرها زيارة مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة، واستمرت لمدة ساعة، للتناقش حول المظاهرات التى قام بها السلفيون، وبدلا من بحث قضايا وهموم الأمة فوجئنا بأن الشيخ والبابا يبحثان مصير كاميليا، وكأننا اختزلنا كل الهم الطائفى فى هذه الكاميليا التى أرى أنها وهم من الأوهام يضاف لأوهام هذا الوطن، التى بدأت بعودة مليارات مبارك حتى ما يطلق عليه الثورة المضادة، وكلها أوهام هدفها عودة مؤشر الوقت إلى ما قبل 25 يناير، وهو من رابع المستحيلات، فلا كاميليا ولا فلول الثورة المضادة، ولا مظاهرات السلفيين سيأخذون من مصر شيئا، لأننا أكبر من أى فتنة بشرط أن التوحد على هدف واحد هو الوقوف ضد أية محاولة للنيل من استقرار مصر.

وأصبحت على يقين أن هناك أيادى خفية تلعب فى ملف أمن مصر، ومن السهل أن تجد تلك القوى الخارجية أصحاب النفوس الضعيفة ممن يحملون الجنسية المصرية لتنفيذ أجندتهم. فأصحاب اللحى ينفذون أجندة النظام الوهابى فى المملكة العربية السعودية، وأصحاب الصليب ينفذون مخططا أجنبيا يقوده أقباط المهجر.

الجميع اجتمعوا على إفساد فرحتنا بثوره 25 يناير، وأتساءل هل يريد السلفيون والمتشددون فى الكنيسة عيون كاميليا فى مقابل أن تضيع مصر؟ وهل أمن كاميليا أهم من أمن مصر؟ أسئلة لن تجد إجابة لدى الطرفين إلا بعد أن تشتعل حرب غير مقدسة من أجل حضن كاميليا. > >
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ضبط مسجل حاول استدراج طفل للتعدى عليه فى الشرقية

كيف تحمي نفسك من النصب خلال التسوق الإلكتروني؟.. التفاصيل

أردا جولر يتصدر التشكيل المثالى فى ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

نيمار يرزق بابنته الثانية من برونا بيانكاردي ويطلق عليها اسم "ميل"

سعد الصغير وعمر كمال ومصطفى حجاج فى عزاء أحمد عامر.. صور


عبد الناصر محمد: أعمل بكامل طاقتى مع الزمالك ولا أعلم مغزى تصريحات رئيس إنبى

تحويلات مرورية بالدائرى الإقليمى لتنفيذ أعمال تطوير ورفع كفاءة الطريق

الداخلية تضبط سائق سيارة عرض حياة المواطنين للخطر باستعراضات فى شوارع الجيزة

مصر تفوز على الجزائر وتتأهل لنهائي البطولة العربية لسيدات السلة

أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو


35 مترشحًا يتقدمون لخوض انتخابات مجلس الشيوخ في اليوم الثاني لتلقى الأوراق

ثيو هيرنانديز يغيب عن معسكر ميلان تمهيدًا لانتقاله إلى الهلال السعودى

بشائر خير فى الزمالك خلال 24 ساعة

غلق اتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع إسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس أسبوعا

تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة

الداخلية تضبط سيارة تسير عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

جماهير ليفربول تطالب برحيل لويس دياز لرقصه تزامنًا مع جنازة جوتا

يسرا تعلق على صورة الزعيم عادل إمام بصحبة أسرته: مبروك لحبيبي الكبير وزوجته

محمد الضاوي كريستو يقترب من النجم الساحلى بموافقة الأهلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى