طبعة جديدة من "كل رجال الباشا" للمؤرخ خالد فهمى

كتاب "كل رجال الباشا محمد على وجيشه وبناء مصر الحديثة"
كتاب "كل رجال الباشا محمد على وجيشه وبناء مصر الحديثة"
كتب وجدى الكومى
أصدرت دار الشروق، الطبعة الثانية من كتاب "كل رجال الباشا محمد على وجيشه وبناء مصر الحديثة" للمؤرخ خالد فهمى، الأستاذ المشارك فى قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة نيويورك، ورئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وفى هذا الكتاب الذى صدرت طبعته الأولى عام 1997 بقسم النشر، بجامعة " كامبردج" وقام بترجمته شريف يونس، عام 2001، لا يتناول فهمى تاريخ مصر فى النصف الأول من القرن التاسع عشر، أو جيش محمد على وانتصاراته، بل يهدف حسبما يشير المترجم إلى إسقاط تقاليد الكتابة التاريخية المصرية، حيث يتتبع فهمى، عبر فصول الكتاب، حياة جندى مفترض من جنود محمد على، ويقدم فى مواجهة الفخر الوطنى السائد بمحمد على وعهده وجيشه وانتصاراته وإصلاحاته، المهانة والعنف والاستغلال الذى تعرض له الفلاح المصرى، بينما يتم انتزاعه من أهله وقريته، ليخدم مخططات الجيش النظامى، أو كما يصفه المترجم بـ" الآله الجهنمية".

ويؤكد المترجم على أن الكتاب يحيى صورة بشعة للحياة اليومية للجندى فى المعسكرات، ويعرض للفلسفات السلطوية التى أتاحت تدريبه، ليحقق لسادته هذه الانتصارات.

وحسب مقدمة المترجم، فإن مؤلف الكتاب ينحاز لعشرات الآسر الفلاحية التى تم تقديمها قرابين على مذبح النهضة الوطنية، حيث يوافق خالد فهمى على أن الجيش النظامى الذى أنشأه الباشا لخدمة أطماعه الخاصة، شكل القوة الدافعة خلف إقامة الدولة البيروقراطية الحديثة.

ويلفت المترجم النظر إلى أن خالد فهمى لا يدين الفلاحين المصريين على كرههم لذلك الجيش الوطنى، ولا يحاول أن يلتمس لهذا الكرة أعذاراً، مؤكدا على أن الفصل السادس من الكتاب يغلب عليه نبرة قوية معادية للحرب، وهو الفصل الذى تناول فيه فهمى جيش محمد على وتكوينه.

ويشير يونس إلى أن الدراسة تصوب طلقة أخرى إلى أسطورة عزيزة على قلب الرواية الوطنية لتاريخ مصر الحديث، وهى القصة التى تؤكد أن بريطانيا كانت معادية لتوسعات الباشا، أو حروبه مع السلطان، حيث يوضح يونس أن الوثائق تؤكد أن مشكلة بريطانيا لم تكن مع إصلاحات محمد على، وإنما مع تهديده لتوازن القوى الأوربى والآسيوى بإضعافه للدولة العثمانية.

ويؤكد يونس على أن سبب هيمنة الوطنية عن عهد محمد على، هو أن أعضاء العائلة الخديوية ثم الملكية، قاموا بتطعيمها بالجانب الوطنى، وتأييدها بالنفوذ والأموال والتصريحات.

ويؤكد مؤلف الكتاب الدكتور خالد فهمى، على أن أمين سامى، واضع كتاب "تقويم النيل" أظهر محمد على بالحاكم المهموم بمصالح شعبه، الغيور على رفاهيته، لكنه أخفى عن عمد خطابات أخرى، عبر فيها محمد على عن ازدرائه للمصريين واحتقاره لهم، ويدلل فهمى على ذلك، بالإشارة إلى واقعة طلب محمد على من أحد موظفيه ألا يقوم بترجمة أحد القوانين الأوروبية، لأنها لا تناسب المصلحة، وحسبما أورد أمين سامى هذه الواقعة، فإن طلب محمد على جاء لرؤيته أن محمد على مصلح مستنير، ينتقى ما يناسب شعبه، ويؤكد فهمى على أن الأصل التركى لهذا الخطاب المحفوظ فى دار الوثائق القومية، تفسر سبب رغبة محمد على الحقيقية، وهى أن القانون يناسب الأوروبيين لأنهم شعب متنور، ومتحضر، أما شعبنا، فهم مثل الوحوش".

ويذكر فهمى نموذجا آخر لخطاب من خطابات محمد على المحفوظة فى دار الوثائق القومية بأصلها التركى، يتحدث عن أنواع شعب مصر، ويقسمهم إلى ثلاث، أولهم أناس لا يعنيهم سوى أنفسهم، وثانيا أناس يفتقرون لأى قدرة على التحفظ وإن كانوا من الممكن أن يكونوا مخلصين وطيبين، والثالث لا يختلفون عن الحيوانات.

ويشير فهمى إلى أن قراءاته للمكاتبات التركية جعلته يدرك الثمن الفادح الذى دفعه المصريون لكى يحقق محمد على أطماعه والفظائع التى كان رجال الباشا يرتكبونها باسمه، وأن شغله محمد على الشاغل، لم يكن أبدا العمل على رفعة أهل مصر ورفاهيتهم، بل وكما أسر هو نفسه لابنه "إبراهيم" نحت مكان لأسرتى وسلالتى فى التاريخ لتظل فى الذاكرة لأربعة أو خمسة قرون.

فى هذا الكتاب يحاول خالد فهمى، أن يكتب تاريخ مصر "من أسفل" على حد قوله، متحاشيا الوقوع فى فخ تصوير حياة المصرى العادى، بذلك الشكل الرومانسى الذى تتسم به بعض الكتابات الوطنية.

واهتم فهمى فى الكتاب بتتبع ممارسة الجنود لحياتهم اليومية، وكيفية تعاملهم مع ممارسات وخطابات هذه السلطة، حيث يوضح فهمى أن الكتاب يولى اهتمامه الأساسى للجنود عبر الإجابة سؤال: هل يمكن كتابة تاريخ جيش مصر من وجهة نظر جنوده، لا قادته وضباطه؟ وكيف سيبدو تاريخ هذا الجيش إذا رويت قصته من تلك الزاوية؟.

يحوى الكتاب سبعة فصول، سعى خلالها المؤلف إلى تسليط الضوء على عدة حقائق، أبرزها أن محمد على كان يسعى لتأمين وتأسيس حكمه الشخصى وحكم بيته لمصر، بدلا من الرأى القائل بأنه كان يناضل لتحقيق الاستقلال لصالح الأمة المصرية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حاملة الطائرات الأمريكية هارى ترومان فى طريقها لمغادرة الشرق الأوسط

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

معاينة النيابة: سفاح المعمورة دفن جثمان بمسكنه واستأجر مسكن لإخفاء الجثامين الأخرى

النيابة العامة: «سفاح المعمورة» قتل موكله بعد خطفه وزوجته خشية افتضاح أمره

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الجمعة 16 - 5 - 2025


ترامب: "لا أعرف إن كان نتنياهو راغبا فى التوقيع على صفقة رهائن أم لا"

الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة طرفها محامى

صفقة القرن واستيقظت حرم الفنان.. هكذا احتفل يوسف حشيش ومنة القيعي بعقد قرانهما

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

الفاتيكان يعرض استضافة محادثات سلام أوكرانيا بعد غياب بوتين عن قمة إسطنبول


الزمالك: نتواصل مع فيفا لرفع إيقاف القيد بعد سداد مستحقات بوطيب وباتشيكو

اليوم آخر فرصة للتقديم على وظائف بالسعودية بمهنة مندوب مبيعات براتب 7000 ريال

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

ضبط سائق توك أنهى حياة شاب رمياً بالرصاص فى المحلة

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

القاهرة 37 درجة فى الظل.. تحذير عاجل من الأرصاد بسبب طقس الساعات المقبلة

ضبط 42 ألف مخالفة مرورية فى 24 ساعة

خطة برشلونة للاحتفال بالثلاثية مع الجماهير

الطقس اليوم الجمعة 16-5-2025.. موجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

الأهلي يفاوض زد لتخفيض تسعيرة بيع العش نهائياً

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى