الإمام زيد.. قتل وصلب وأحرقت جثته أسقط المسلمون الدولة الأموية

صورة تعبيرية للإمام زيد بن على زين العابدين
صورة تعبيرية للإمام زيد بن على زين العابدين
كتبت دينا عبد العليم
ولد الإمام زيد بن على زين العابدين بن الحسين السبط بن على بن أبى طالب، عام 78 ﻫ فى المدينة المنورة، ونشأ فى أحضان والده زين العابدين وأخيه الأكبر محمد الباقر، ودرس على يديهما العقيدة المحمدية، فكانَ الإمام زيد مضرب المثل فى العلم بشهادة أخيه الأكبر محمد الباقر، وشهد زيد فترة مهمة جداً فى تاريخ الدولة الإسلامية، وهى انتهاء الخلافة الراشدية وبداية الدولة الثانية فى الإسلام، وهى دولة الخلافة الأموية التى تأسست على يد معاوية بن أبى سفيان الذى كان والى الشام فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين على بن أبى طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لمعاوية بعد مقتل أبيه، فتأسست الدولة بذلك، وشهدت انتشار الاسلام خارج الجزيرة العربية، وانتقلت فيه العاصمة الإسلامية إلى دمشق.

عاصر الإمام زيد أزهى فترات الدولة الأموية، فى عهد الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية الذى تولى الخلافة عام (71-125 هـ) (691 م - 741 م)، وكان عاشر خلفاء بنى أمية، حيث امتدت حدود الدولة الإسلامية فى عهده أقصى اتساعتها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند، حيث حارب البيزنطيين واستولت جيوشه على ناربونه وبلغت أبواب فرنسا، حيث وقعت معركة بلاط الشهداء، لكن الشأن الداخلى للدولة الإسلامية وقتها لم يكن مثل الخارجى، فقد شهدت هذه الفترة تزايد العصبية القبلية بين المضرية واليمانية، واشتعلت فتن وثورات عديدة فى أنحاء الدولة وكان إمامنا زيد هو قائد أحدها، وهى ثورة الخوارج والشيعة فى الكوفة، والتى قامت بسبب السياسة الظالمة التى انتهجها هشام بن عبد الملك وغيره من حكام الدولة الأموية الذين فرضوا ضرائب إضافية كالرسوم على الصناعات والحرف، وحتى ضرائب على الزواج، فشهدت الدولة تدهورا اقتصاديا وسوء توزيع للثروة مخالفا لمبادئ الإسلام وقوانينه، بالإضافة إلى الظلم السياسى والقتل والإرهاب، وهو ما دفع زيد إلى الثورة ضد هشام بن عبد الملك.

شهدت الدولة الأموية العديد من الإنجازات قبل ثورة الإمام زيد بن على زين العابدين مثل تعريب الدواوين، وإنهاء العمل باللغة البيزنطية كلغة دولة والعمل باللغة العربية، وتكون المجتمع من خمس طبقات، الأولى هى الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا فى الدولة ولهم الصلاحيات المطلقة بها، يليهم كبار الولاة والقادة وكاتبو الدواوين، ثم فى الطبقة الثالثة العلماء، وكان احترام العامة لبضعهم يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم، ثم كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر، وأخيراً تأتى الطبقة الخامسة وهى عامة الناس، مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم، كما ازدهرت الحركة العلمية للدولة الإسلامية فى عهد الخلافة الأموية، فعلى الرُّغم من أن العصر الذهبى للعلوم والحضارة الإسلاميَّين كان فى العهد العباسى فقد كان للأمويين دورٌ بارز فى التمهيد لهذا الازدهار والتهيأة له، إذ أنهم أرسوا أسس التراث العلمى الذى بنى عليه العباسيون، كما شهد العصر تطور معمارى كبير حيث أنه قبل العصر الأموى كان فن العمارة العربى بسيطاً جداً ولم يتسم بالفن ولا المعالم المميزة، ولم تبدأ العمارة الإسلامية باكتساب نمط مختلف أكثر تعقيداً إلا فى العهد الأموى، حيث جاءت متأثرة كثيراً وشديدة الشبه بالعمارة البيزنطية التى كانت سائدة قبلها فى بلاد الشام، وبعد كل هذا التقدم والرقة شهدت الدولة الأموية العديد من الثورات الداخلية التى قامت لتدهور وضعها الداخلى ومن بينهم كانت ثورة الإمام زيد كما ذكرنا من قبل الى اختار الكوفة منطلقاً لثورته ودعا المسلمين لمبايعته، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تبايعه حتى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلا، واستشهد فى سبيل ذلك سنة ( 122 هـ)، وأمر الخليفة هشام بإخراج جثته من قبره وصلبه عرياناً، حيث بقيت جثته مصلوبة على جذع الشجرة أربعة سنوات، ثم أمر الخليفة بإحراقها، فكانت شهادته والتمثيل به حدثاً مروعاً هز وجدان الأمة الإسلامية، وأزكى فيها روح الثورة، ويمكن القول بأنه عجل سقوط الحكم الأموى، إذ لم يمض على استشهاده أكثر من 11 عاماً مليئاً بالثورات والأحداث والانتفاضات حتى إنهار الحكم الأموى وولى إلى الأبد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسام البدرى لـ"اليوم السابع": نتوجه إلى مصراته وفي طريقنا للعودة إلى مصر

فى معلومات.. الفرق بين زلزال 1992 وزلزال كريت المفزع

سيراميكا يؤجل الرد على عروض لاعبيه لنهاية الموسم

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

الدوحة تتزين للترحيب بترامب.. واستعدادات مكثفة بالديوان الأميرى.. فيديو


أزمة مباراة القمة.. الزمالك يترقب قبل التصعيد للمحكمة الرياضية

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

أمير الكويت: نؤكد ضرورة قيام الدولة الفلسطينية بناء على المبادرة العربية للسلام

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه


باتشيكو يرفض تقسيط مستحقاته في الزمالك

زى النهارده.. مانويل جوزيه يظهر للمرة الأخيرة مدرباً للأهلى

الحوثيون: استهدفنا مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ فرط صوتي

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

مملكة الحرير يجمع أسماء أبو اليزيد وكريم محمود عبد العزيز للمرة الثالثة

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى