نشأت زارع يكتب: التفكير فى زمن التكفير‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
أنت تفكر إذن أنت متهم، من سرق مالك فقد ظلمك، ولكن من سرق عقلك فقد قتلك، وإذا أصيب القوم فى أفكارهم وعقولهم فأقم عليهم مأتما وعويلا، حينما تختلف مع آخر فى الفكر أو فى السياسة أو فى الدين أو فى العلم فيتهمك بالكفر والخروج من العقيدة فالطم فأنت فى القرون الوسطى ..المال قد يعوض والمصائب قد تهون، لكن سرقة العقول وتجريف العقول هى المصيبة والكارثة الكبرى،إن الأمم تقاس حضارتها بما تركت من علم وما تركت من فكر ينفعها وينفع البشرية، والتخلف الحضارى نتيجة تخلف فكرى على طول التاريخ تعرض المفكرين للاضطهاد ووالتعذيب والتشريد والقتل، والسبب فى ذلك هو الجهل فأخطر مايصيب أمة هو الجهل، وأى أمة تقدمها مرهون بعقول أبنائها فإذا كانت أفكارهم وعقولهم سليمة، فهنيئًا لهذه الأمة الأمم التى تريد نهضة بلادها أول ماتهتم تهتم ببناء العقول والأفكار، لأن أعظم ثروة لأمة أن تكون أفكار شعوبها وعقولها سليمة من العلل والمرض فكما يمرض الجسد يمرض العقل ومرض العقل هو الأخطر أو لايقل خطورة عن مرض الجسد، وهى معركة ليست سهلة أو مضمونة، ولكن لأن تنقل جبلا من مكانه أهون من نقل فكر موروث، إنها مسألة تحتاج سنين طويلة، اليابان حينما أرادت أن تبنى نفسها وضعت لنفسها هدف وغاية ولسان حالها يقول الحل هو العلم ثم العلم ثم العلم، فبناء العقول السليمة والأفكار الناضجة هو الذى يجعلك تعيش فى أمن واستقرار ورفاهية، لأنه سوف يجلب لك المال أيضًا دكتور مهاتير محمد صاحب نهضة ماليزيا له تجربة عظيمة فى بناء الفكر والعقل، قال حينما أردنا أن نصلى توجهت قبلتنا إلى مكة، وحينما أردنا أن نبنى الدولية توجهت قبلتنا إلى اليابان، حينما يصاب الهارديسك فى الكمبيوتر بفيروس فإنه يعطل قدرات الجهاز، ويكون الجهاز بطيئًا كسولا، هنا لابد من التدخل للعلاج حتى لايصاب الجهاز بالشلل التام فان استطعت أن تزيل الفيروس عاد الجهاز إلى طبيعته وإلى كفاءته، وأحيانًا تضطر للأسوأ وتفرمت الهارد وتنزل نسخة جديدة خالية من الفيروسات هذا المثال نسقطه على الإنسان، فالعقل فى الإنسان يصاب بفيروسات الجهل والخرافة والتخلف، ويصبح الإنسان أسير أفكار بائدة وأحيانًا يعطى عقله إجازة مفتوحة أو يسلمه لغيره يفكر له، وهو ينفذ هذا الإنسان فى هذه الحالة خطرًا على نفسه وعلى المجتمع بأكمله، ويحتاج للعلاج والتدخل السريع هنا دور المفكرين وأصحاب الرأى والعلم والثقافة والفكر، إنهم أطباء العقول والأفكار الذين لا يقلون شيئًا عن أطباء الجسد بل هم أسباب نهضة الشعوب والحضارات ولنا فى التاريخ دروس وعبر فى زمن الاستبداد الدينى، وسيطرة الكهنوت ورجال الدين على مقاليد الأمور، فإن المفكرين وأصحاب الرأى والثقافة هم أعداؤهم، لأنهم يسحبون البساط من تحت أقدامهم ويعرضون السبوبة للتوقف، وهنا تكون المعركة بين العلم والجهل والأمة يتوقف مصيرها ويتوقف الزمن عند هذه المرحلة، فإذا انتصر العلم على الجهل فإن الأمة تكون همتها قوية وعزيزة الجانب ولا يستطيع اختراقها أى شىء، وإذا انتصر الجهل على العلم فإن البيئة تكون خصبة للعنف والجريمة والفقر وكل الموبقات تفرخ وتبيض وتفقس وتنمو مهددة بضياع الأمة، هذه أوروبا انكوت بنار تجريف العقول وسرقتها 5 قرون تتخبط فى الجهل والفقر والعنف والجريمة معركة طويلة بين التنويريين والظلاميين انتهت بعد 5 قرون بانتصار العلم والفكر على الجهل والغباء، ومثال لما كان يحدث فى أوروبا ( جيرانو بورونو ) مفكر وعالم فلك توصل إلى دوران الأرض حول نفسها، وخالف رأى رجال الكنيسة فكان مصيره هو الإعدام حرقًا فى ميدان الزهور وسط روما فى عام 1798 وسط صيحات المخدرين، وهم يرددون الموت للكفار الموت للكفار وفلت من الإعدام جاليليو مخترع المنظار، لأنه خالف آراء الكنيسة وأجبروه على الاعتراف بأنه كبر وخرف للأسف الشديد انتقلت فيروسات التخلف والجهل إلى بلادنا، وأصبحنا نعانى أكثر منهم استوطنت بلادنا وفرخت وفقست فيه ومصير المفكرين وأصحاب الرأى والفكر هو الاضطهاد والتشويه، وأحيانًا القتل وبدلا من أن نساعدهم ونأخذ بأيديهم يثورون عليهم وياليتهم يثورون معهم، ولكن عليهم وأختتم مقالتى بقصة رمزية وهى إن صديق قال لصديقه زوجتك بتخونك فذهب ليتحرى، فوجد أن الخبر صحيح فبدلا من أن يبحث فى مصيبته ومشكلته ذهب وقتل صديقه الذى أخبره، فقال له تقتلنى لأنى بصرتك بالحقيقة قال له نعم لأنى كنت مرتاحًا وسعيدًا هو بجهله مرتاح ولما علم كانت الكارثة أن الحل يكمن فى العلم ثم العلم ثم العلم، ومحاربة فيروسات العقل والتصميم فى الانتصار على الظلاميين لكى تستنير حياتنا، فاللهم انصرنا على الغباء .

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يبدأ الاستعداد للموسم الجديد الأسبوع الأول من يوليو

فريق بيونسيه يوضح تفاصيل الحادث المرعب أثناء عرضها الغنائي في هيوستن

ضمانات حكومية في تطبيق قانون الإيجار القديم.. لا طرد للمستأجرين.. الالتزام بتوفير بدائل سكنية بعد 7 سنوات بقواعد خاصة تراعي السن.. وتؤكد: "عدم إصدار القانون سيكون له ضرر بالغ علي المستأجر"

مصدر بالزمالك: الإعلان عن المدرب الجديد خلال ساعات

تحركات دولية لاحتواء الحرب فى السودان.. اتصالات أممية لتأمين هدنة إنسانية لمعالجة الأوضاع المتدهورة بالفاشر.. جلسة مجلس الأمن تحذر من اتساع رقعة الصراع.. ومبعوث "إيجاد" يبحث سبل خفض التصعيد مع الأطراف المعنية


زفاف فى المسجد الأقصى.. الاحتلال يحول باحاته إلى قاعة احتفالات للمستوطنين

محافظ القاهرة يعتمد تنسيق القبول بالثانوى العام بحد أدنى 230 درجة

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر

المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

انضمام أوفا إلى البنك يُعجل بإتمام صفقة أسامة فيصل للنادي الأهلي


انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

محمود الشناوى يستفسر عن مصيره فى الزمالك.. اعرف التفاصيل

الأونروا: مؤسسة "غزة الإنسانية" ستفشل وما تقوم به ليس له علاقة بالعمل الإنساني

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

الأهلي يضع الرتوش الأخيرة على صفقة بيع خالد عبد الفتاح لنادى زد

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

حبس أب صاحب واقعة التعدى على ابنه فى البلكونة وإخلاء سبيل الأم بكفالة

مان سيتي ضد الهلال فى قمة نارية بمونديال الأندية.. مرموش فى صدام عربى أوروبى

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 30-6-2025 والقنوات الناقلة

أرقام لا تفوتك من رباعية بي إس جي ضد إنتر ميامي في مونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى