الصراع يحتدم حول منصب نائب وزير للثورة الحيوانية.. "البيطريين": الرئيس وعدنا بالمنصب وحكومة قنديل ترفض.. ووزير الزراعة: التعيين قرار الرئيس وليس قرارى.. و"الخدمات البيطرية": كثرة المناصب تعرقل العمل

على مدار الأيام الماضية اشتعلت الأزمة والصراعات بين نقابة البيطريين ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، حول تعين نائب وزير من الأطباء البيطريين، حيث اتهمت النقابة حكومة قنديل ووزارة الزراعة بتجاهل تنفيذ قرار رئيس الجمهورية، وأعطت فرصة للحكومة أواخر الشهر الحالى لتنفيذ مطالبهم.

وكان الأطباء البيطريون قد علقوا اعتصامهم داخل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، الأربعاء الماضى، لحين انعقاد الجمعية العمومية لنقابتهم وبحث مدى الاستمرار فى الاعتصام من عدمه أو اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد وزارة الزراعة، فى 30 مارس الجارى، فى حالة عدم تنفيذ مطالبهم، وإعطاء فرصة للحكومة بتحقيق مطالبهم بتعيين نائب وزير من الأطباء البيطريين وعدم عرقلة صدور القرار الجمهورى الذى يحدد صلاحيات نائب الوزير الجديد.

وأكد الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن وزارة الزراعة لا تملك قرار تعيين نائب وزير الأطباء البيطريين، وليست ضد تعين نائب للوزير يهتم بشئون الثروة الحيوانية، "قائلا" إن منصب نائب الوزير يحتاج إلى قرار جمهورى وليس قرار وزير بجانب موافقة مجلس الوزراء على التعيين أولا، لأن من سيتم اختياره سيحلف اليمين أمام رئيس الجمهورية وليس أمامى، مؤكدا أن دور وزارة الزراعة انتهى بمجرد إرسال مذكرة إلى مجلس الوزراء بناء على اجتماع مع نقيب البيطريين منذ شهر، مضيفا، أن رئاسة الجمهورية مازالت تدرس طلب البيطريين بتعيين نائب للثروة الحيوانية.

إلا أن مصدر مسئول بوزارة الزراعة أكد أن تعيين نائب سيخلق مشاكل كثيرة لرفض المستوردين ومسئول الطب البيطرى تحمل نائب الوزير مسئولية الثروة الحيوانية فى مصر، ما يعنى أنه فى حال تعيين نائب للوزير فى ظل ضغط البيطريين سيكون ديكورا بدون أى صلاحيات تذكر، وهو ما يرفضه البيطريين.

فيما أتهم الأطباء البيطريين الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة، بعرقلة صدور قرار جمهورى يحدد صلاحيات نائبه الجديد، ومطالبين بتدخل الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية لتنفيذ مطالبهم.

ومن جانبه، قال الدكتور سامى طه نقيب البيطريين، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تصريحات الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة بتعين نائب الوزير لشئون الطب البيطرى يحتاج إلى قرار جمهورى ليس له طعم ولا لون، مؤكدا أن لجوء الأطباء البيطرين للاعتصام داخل وزراة الزراعة الأسبوع الماضى، جاء بعد سلسلة لقاءات مع وزراء الزراعة وهم وزير الزراعة السابق المهندس رضا إسماعيل ولقاء الدكتور صلاح عبد المؤمن ولقاء مع وزير الصحة ومع وزير الدولة للشئون القانونية ثم لقاء مع الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، والذى جاء بتوجيهات من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعد لقائه بوفد من النقابة فى أكتوبر 2012 بضرورة تعيين نائب وزير للثروة الحيوانية كمقدمة لإنشاء جهاز مستقل للثروة الحيوانية.

وفى ذات السياق، قال الدكتور علاء الدمياطى نقيب الأطباء البيطريين بمطروح، إن الأطباء البيطريين أصحاب رؤية لحماية الثروة الحيوانية فى مصر، التى مرت بأزمات خطيرة فى قطاع الإنتاج الحيوانى والداجنى، ومنها دخول مرض أنفلونزا الطيور والحمى القلاعية إلى البلاد، بسبب تجاهل الدور الأصيل للأطباء البيطريين، مشدد على أن الأطباء لديهم شكوك حول محاولات لوزير الزراعة بعرقلة صدور القرار وعدم تنفيذ قرار الرئيس بتعين نائب لشئون الطب البيطرى، مشيرا إلى أن الوزير يسعى لتعيين نائب بدون صلاحيات كديكور بدون دور تنفيذي، وهو ما نرفضه جميعا لأنه ضد المصلحة الوطنية ويهدد الاقتصاد المصرى وخاصة ثروتها الحيوانية.

ومن ناحيته، قال الدكتور يوسف ممدوح رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، فى تصريحات لـــ"اليوم السابع"، أن الثروة الحيوانية لا تحتاج إلى نائب وزير بل تحتاج إلى تدعيم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية للنهوض بالثروة الحيوانية والداجنة فى مصر"، قائلا: إن كثرة المناصب تعرقل العمل.

وفى ذات السياق، قال الدكتور علاء المرشدى عميد كلية الطب البيطرى بالزقازيق الأسبق وأستاذ صحة اللحوم، لابد من تعين نائب لوزير الزراعة يختص بشئون الثروة الحيوانية، ويأخذ كل صلاحياته حتى يسال ويحاسب أمام الجهات الرقابية وإمام البرلمان القادم، ولابد من شخصية اعتبارية مستقلة بذاتها بعيد عن وزارة الزراعة، للنهوض بالثروة الحيوانية والداجنة فى مصر.

وعلى صعيد آخر، رفض محمد عبد القادر نقيب الفلاحين، أن يكون هناك نائب لوزير الزراعة للأطباء البيطريين، ولكن نطالب الحكومة بهيئة مستقلة منفصلة عن وزارة الزراعة تكون لها ميزانية خاصة، وكيان، ولها كوادرها، بالإضافة إلى تعين جميع الأطباء البيطريين لحماية الثروة الحيوانية وليس نائب، قائلا: 10% من الحيوانات نفقت بسب الأمراض المتوطنة وآخرها مرض الحمى القلاعية لعدم وجود أطباء بيطريين فى القرى والمراكز.