د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: على هامش الحنين

غروب الشمس - أرشيفية
غروب الشمس - أرشيفية
للحنين فى حياتنا فصول.. تارة حين يحرقنا بشوقه.. وتارة حين يقف بنا على أطلال ذاكرتنا ويعيد علينا التاريخ حيا فيجدد مشاعرنا ويبكينا ويبكى من عاشوا فينا.

يلتهب فى ساعات الليل ويضج فى سكونه.. ويأبى على جفنك أن يقابل جفنك الآخر.. فلا هو يرتاح ولا يتركك تنعم بالراحة.. حتى يفقد قوته ويستسلم للإرهاق الذى تمكن منه فتخر عضلاته فى صمت معلنة نهاية يوم دامى بدموع لا تقل أهمية عن الدم.

حتى إن اخترت الصمت فها هى حواسك تخبرنا بكل شىء.. ذلك الحزن فى عينيك.. وتلك الرجفة فى يديك.. وهذه الابتسامة التى تنزل بك فجأة دون مقدمات لتفصح للجميع بمن مروا بخاطرك.. وجالوا فى أنحاء ذاكرتك
كالمريض الذى لا يُرجى شفاؤه حالك.. أو كالذى اكتفى من الحياة فقرر أن يعيش على هامشها.. زاهداً فى كل شىء إلا ذكرياته.

يتربص الأحلام حين تهديه طيفاً يلامس فيه الواقع بخيوط واهنة.. فتنفلت منه الخيوط بعدما ينتهى وقته.. ثم تتركه بخير أو هكذا يظن.. لكنها فى الحقيقة تعيده إلى حيث الماضى.. وحيث توقفت بهم الحياة .

غريب أنت وإن كنت داخل وطنك.. فى وسط كل شىء.. أنت فى الحقيقة لا شىء.. سوى حاضراً يعيش فى ماضى أُلتقط فيه أجمل المشاهد ليرتوى منها دون أن يبتل ريقه.. يروى ظمأً بظمأ.. وحنيناً بشوق.

كيف يعيش تحت سطوة كل هذا الحنين.. و كيف رغم كل هذا يكابر فيأبى أن يبدأ بالسلام بالعفو والصفح.
كيف لا يبادر هو وكل يوم يقتص منه الحنين لهجرانه ويفرض عليه ضرائب قسوته على نفسه وعليهم.
كيف لا يتصل بهم.. هل يستطيع أن ينسى ذات يوم أرقام هواتفهم.. أو مكان منزلهم.

إنه مصاب بذلك النوع من الحنين الذى يجعله ضعيفاً واهناً لا يستطيع أن يواجه.

يخاف من أن يفقد كل الذكريات الجميلة عندما يلتقى بصورتهم الجديدة التى نحتتها الحياة فغيرت فيهم طباعا واستحدثت فيهم صفاتا لم يتخيلوا يوما أن تكون فيهم.
إنها الرغبة فى رؤوية الكمال.. الذى لن ينبغى يوماً لبشر
واقعٌ فى شرك خطيئتك الأولى.. التى لن تغفرها يومـا لنفسك
تدفع كل يوم ثمن هذه المسافات التى استحدثتها.. والحدود التى اصطنعتها حول جزيرتك المعزولة.. لتثبت لأولئك البشر أنك تستطيع أن تعيش وحيداً.. لا تحتاج إلى بشر.. و لن تطلب العون من بشر
أن تثبت أنك بخير.. لأنك بمفردك
إنها الرهبة من البشر.. وتلك هى الآثار النفسية من الوحدة والغربة
ستصح ذات يومـاً.. أن سمحت للغرباء أن يدخلوا جزيرتك
وأن ينفضوا عنك عزلتك
ستشفى عندما تلامس بيديك الواقع وتحاول إعادة الود إلى ما قد سبق

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريكوبا أسطورة ميلان: مصر محظوظة بمحمد صلاح الاستثنائى

ورش عمل لتطوير مسابقات الناشئين 24 و25 مايو من أجل المنتخبات

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر

أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: صندوق النقد الدولى لا يضع شروطا على مصر

مواعيد مباراتي نصف نهائى كأس عاصمة مصر


بالأسماء.. قائمة ضيوف شرف فيلم المشروع x بطولة النجم كريم عبد العزيز

نتنياهو: هناك 20 رهينة حية و38 جثة فى قطاع غزة

رئيس الوزراء: المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل تشمل 5 محافظات

توتنهام ضد مان يونايتد.. أكثر 10 أندية فوزا بالدوري الأوروبي قبل النهائي

مجلس الوزراء يوافق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم.. مدة الدراسة في التعليم قبل الجامعى 12 سنة للإلزامي منها 9 للتعليم الأساسي.. و5 سنوات للتعليم التكنولوجى المتقدم وسنة واحدة أو 2 للتعليم الثانوى المهنى


الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

صراع المليارات داخل عائلة نوال الدجوي.. قصور تُباع ببصمة مشكوك فى صحتها.. شيكات بملايين الدولارات تشعل النزاع.. فيديو غامض يقلب القضية.. وماما نوال تنتظر جلسة حجر أحفادها عليها 26 يونيو المقبل

اتحاد الكرة يكشف تفاصيل تنصيب حلمى طولان مدربا لمنتخب مصر فى البطولة العربية

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

الطقس غدا.. أجواء ربيعية مائلة للحرارة معتدلة ليلا والعظمى بالقاهرة 32 درجة

رسالة محمود كهربا بعد العودة من ليبيا: عيش ببساطة وبنية طيبة

قيمة ذهب نوال الدجوى المسروق بالجنيه المصرى

عمر مرموش يتقدم في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي.. وصلاح يتمسك بالأمل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى