مادة الأخلاق.. لماذا نتجاهلها؟

علا عمر
علا عمر
كتبت علا عمر
ربما هى كلمة عابرة، ومن المؤكد أننا نتجاهلها، والحديث عنها يستحوذ على سخرية البعض بمرور الوقت وكثرة الأزمات والمواقف الحياتية التى نتعرض لها، والخبرات المكتسبة نتيجة تقاليد موروثة، أو ثقافات مكتسبة. ربطت مقالى هذا بكتاب للمؤلف (ڤاليرى كيرتس) مؤلف كتاب don't look" don't touch يتحدث فى كتابه عن أزمة الأخلاق، بالرغم من أن الموضوع مهم، وشائك ونواجه أزمة فى المجتمعات العربية ولا استثنى منها أحدا، تدهور وانحدار السلوكيات وتدنى مستوى الحوار، وانتشار مظاهر العنف، والقسوة والشذوذ فى تناول الجرائم، تناولى ما يطرحه الكاتب فى كتابه عن الأخلاق ليس فقط لمجرد كتابة المقال، وتناول عنوان كتاب بالنسبة للمجتمعات العربية غريب، ومبتذل، وموضوع ثانوى ولكن الهدف هو نشر الفكر الأخلاقى، التعريف بالفكر، وماهو، وكيفية التعامل به، واستخدامه.

علم الأخلاق دراسة، وكانت مادة الأخلاق تدرس فى المدارس فى الخمسينيات (أيام ما كان فيه أخلاق) اختفى الكتاب وحذفت المادة ونحن فى أمس الحاجة إليها.

يرى ڤاليرى كيرتس أن الفرد فى المجتمع الذى يشكل كيانا له حقوق (إنك إذا وجدت فى عالم بلا أخلاق فهو عالم لا يستحق أن تعيش تحت آفاقه) ويجب عليك إما أن تترك العالم، تنتحر!! أو تغير فيه!! من خلال تشبيه بمنزل أو بيت قذر أم أن تترك المنزل، أو تبذل ما فى وسعك لتنظيفه وترتيبه، وإعادة مستواه للآدمية، وإلا ستقضى عليك الميكروبات، الأخلاق متجذرة فى الحياة بشدة وبرغم حاجتنا الشديدة إليها، إننا فى نهاية المطاف لا نلحظها، ولا نبحث فيها.. هى سلاح أساسى فى حربنا ضد الأمراض، فعلى سبيل المثال أخلاقيات الحديث تتطلب إذا أصيبت بميكروب معدى أن تتجنب الحديث مع الآخرين عن قرب، وإلا أنت تتعمد نقل العدوى إليهم حتى لا تصيب الآخرين بالضرر، وإذا أردت أن تتفاعل مع الآخرين يجب أن لا تحمل أو تستخدم آلات حادة حفاظا على حياتك وحياتهم أثناء الحديث، أو الرفاهية، (طلبة المدارس فى مصر مثال إذا استحوذت على عقلك السخرية والضحك، من أمثلتى استوقف أى طالب مدرسة ٧ أو ٩ سنوات وقم بتفتيشه!!!!!!

أشار الكاتب فى أحد المفاهيم إلى أنه يجب أن نتحدث بهدوء ودون إشارات وتلويح، وإيماءات سلبية بتعبيرات الوجه لأنها تعكس رد فعل قد يؤدى إلى جريمة!! هنا لا نحتاج الذهاب فى جولة إلى الشارع (فقط شاهدوا قنوات التلفاز المصرية، وكم يكلف الإنتاج تكسير الأكواب ولعبة الكراسى الطائرة!).

تحدث عن نقطة هامة (هى أن تهتم) أن تهتم فى علم الأخلاق تساعد فى قدراتنا على الاستمرار باعتبارنا كائنات متعاونة، أن تهتم بنفسك، أن تهتم بمحيطك أن تهتم بعقلك، أن تهتم بالفريق، أن تهتم بالآخرين، أن تهتم بالأرواح، أن تكون كائنا مسئولا.. نقطة هامة يشير إليها الكاتب (ڤاليرى كيرتس) فى كتابه فى تعريف الأخلاق وطرق تلقينها لأطفالنا يتحدث كيرتس، إنها أبعد ماتكون عن مجموعة مفاهيم عتيقة تحدد أى شوكة تستخدم على مائدة الطعام، وفى أى اتجاه هنا يتوقف رأى كيرتس لدقائق، فأنا أصر على تطعيمها فى المناهج، وتلقينها للأجيال، ليست بطريقة فلسفية، ولكن أهميتها ودراستها وتدور حولها محور حياتنا جميعا فهى لا تقل أهمية عن اختراع النار، أو تعلم اللغات، ودراسة الطب، والعلوم.

اكتساب الأخلاق وتعلم مفاهيمها هى إحدى الخطوات التى تضع البشر على تعاون واسع النطاق، أخيرا يرى الكاتب أن التعاون عندما يكون فى وسط أخلاقى، فهو قفزة كبرى للأمام تسمح للبشر أن يكونوا كائنات ضمن مجتمع كبير، ومنذ ذلك الحين يستطيعون العمل معا للسيطرة على هذا الكوكب. وأخيرا أقول وأنا على يقين، ما من كاتب إلا سيفنى، وسيبقى الدهر على ما كتب، لا تكتب بيدك شئ لا يسرك أن تراه، أو تقرأه أو أن تؤمن به نصف إيمان، الأخلاق لا تتمثل فى على أى دين أنت، ولا لأى قبيلة تنتمى، أو فى أى لون تظهر، لا يوجد عرق سامى، وعرق أسمى، وعرق ترابى متدنى فقط اسأل نفسك. هل ترشد ضالا إلى طريق يهديه؟؟؟ هل تعفو عن من أساء إليك، هل لا تستطيع كراهية أحد أم تحمل فى قلبك ورأسك ودمائك كراهية تورثها؟؟ هل تصدر أحكاماعلى أشخاص قبل أن تتأكد منها؟؟ هل تعطى وعود وتخلفها أم تقطع وعدا وتصدق به؟؟ هل تصل من هجرته لأن لايوجد هناك مصلحة ما؟ هل تسيطر على نفسك وقت الغضب ولديك القدرة!! هل تبتسم فى وجه من يقابلك؟ وقتها ستحدد البوصلة فى أى اتجاه انت ومن أى نقطة تقترب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الأربعاء 9-7-2025

زوج يلاحق زوجته بدعوى تخفيض نفقات بعد حصولها على حكم سداد متجمد 610 ألف جنيه

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول


قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025


الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

أخبار الرياضة المصرية اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

هبة عبد الغنى تستقبل واجب العزاء وتطلب عدم التغطية والتصوير

الاهلى يستقر على تمديد وتعديل عقد أليو ديانج في معسكر تونس

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

العالم هذا المساء.. ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 82 قتيل و41 مفقودا.. وانطلاق فعاليات مهرجان سان فيرمين لمصارعة الثيران فى إسبانيا.. ليفربول يبدأ الاستعداد للموسم الجديد بتكريم خاص لـ جوتا.. صور

‌مصر تطلق أول برنامج لمكافحة نواقل الأوبئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

اليد يكلف مؤمن صفا بالإشراف علي خطة إعداد منتخب سيدات اليد إلي بطولة العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى