تسديد فواتير الجهل

عمرو جاد
عمرو جاد
بقلم عمرو جاد
كتب صديق شاعر ذات مرة: «الإخوان أصبحوا يشتمون السيسى أكثر مما يذكرون الله..»، صديق آخر كان رأيه أن «كثرة ما رأوه من دماء أفقدهم جزءا من الأخلاق، مثلما فقدوا بعضا من المنطق»..اعتبرهما ملحوظتين قيمتين تشرحان جزءا من مأساة أبناء التيار الدينى السياسى.

الجزء الغارق من المأساة أكبر من نظيره الطافى على السطح، سيتبدى لك أكثر لو أتعبت نفسك قليلا بتتبع تعليقاتهم على الأخبار السياسية ومقالات الرأى المذاعة على الفيس بوك، ستكتشف كم هى سهلة الشتيمة لو أتبعتها بضغطة زر ليقرأها المئات.

على الجميع فواتير يجب تسديدها، لا يعنينى منها سوى فاتورة واحدة يتحملها كل من تصدر للدعوة فى مصر، منهم علماء نجلهم ونحترمهم خاطبوا عقولنا وقناعاتنا، لكنهم لم يجاهدوا لتكون وسطيتهم وعقلانيتهم سلاحا هجوميا ينفض تلال الجهل، سمحوا لغيرهم أن يصنعوا من هذه التلال تماثيل ومقدسات، أسوأ ما خلفوه لنا كان النفاق، وأفضل ما فعلوه أنهم وصلوا إلى الحكم، فكانت كبوتهم الكبرى، فنسوا الدعوة وتمسكوا بالسلطة، أحبوا الله لكنهم قدسوا الكرسى.

فى التسعينيات من القرن الماضى دفعت وأخى جنيهات تبرعا لإنقاذ إخوتنا المسلمين المضطهدين فى البوسنة وكوسوفو، لم نكن نعرف أين يقعان بالضبط شرق النيل أم غربه؟، الحمد لله عرفت مؤخرا أن جزءا من هذه التبرعات أنفق لتدعيم شعبية تيارات بعينها، حينما كبرت عرفت أن أفضل التبرعات تكون بلا وسيط، وتعلمت أيضا ألا يخدعنى أحدهم باسم الدين، ستكون حينها حائرا بين أن تكون كافرا أم منافقا فلا منزلة بين المنزلتين.

أعرف كثيرين يتعاطفون مع المحاصرين من أبناء التيار الدينى، لا ألوم عليهم انتماءهم السياسى، لكن ما أراه من هؤلاء لا يجعلنى أصدق خوفهم على الدين كما يتظاهرون، وبالتالى فلن أصدق أن يكون مخلصا لإعلاء جوهر هذا الدين من تسبق شتيمته سلامه، ويغلب غضبه حلمه، هؤلاء نتاج طبيعى لخطاب أعرج ساوى بين الإخلاص والنفاق، هم تلاميذ أوفياء لدعاة واقفين على أبواب جهنم، حتى احترقت ثيابهم بلهيبها، فلا دنيا أصابوا ولا دينا أحيوا، ولسوء الحظ لم يتركونا وشأننا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طرح خراف وأبقار حية بشوادر الشركة القابضة للصناعات الغذائية.. اعرف الأسعار

ريفيرو يرفض ضم صفقة أجنبية للأهلي في الوسط أو الدفاع ويفضل الهجوم

تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز.. رمضان وإبراهيم وماييلى بالهجوم

اليوم.. رئيس الوزراء يحضر احتفالية مرفق الإسعاف المصرى

صفحات الغش الإلكترونى تنشر أسئلة امتحان التاريخ للصف الأول الثانوى بالقاهرة


الزمالك يواجه بتروجت الليلة بالجولة الثامنة من الدوري المصري

أحمد عيد يعود لتقديم الكوميديا السوداء فى فيلم الشيطان شاطر

بعثة الحج المصرية تحيط حجاجها فى المدينة المنورة برعاية كاملة.. استمرار التفويج لمكة لمكرمة وسط تسهيلات كبيرة.. والحالة الصحية للجميع جيدة.. وفرق دعم لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة

خنساء فلسطين.. طبيبة في قطاع غزة تفقد أولادها جميعا في قصف إسرائيلي

ماهى سيناريوهات تتويج الأهلى وبيراميدز بلقب بطل دوري nile ؟


استقالة محافظ السويداء بسوريا بعد "احتجازه كرهينة فى مكتبه"

مشهد ولا فى الخيال.. موسم هجرة الطيور يرسم لوحات الطبيعة بالبحر الأحمر.. آلاف من طائر اللقلق الأبيض يزينون الشواطئ.. أحد أكبر الطيور الأوروبية يظهر بمرسى علم ويضع أعشاشه على الجزر.. والمحميات تأمن مسارها.. صور

7 نجوم خارج أسوار كأس العالم للأندية 2025.. محمد صلاح الأبرز

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

امتحانات الثانوية 2025.. 320 مجموع المواد للنظام الجديد و410 درجات للقديم

ترتيب مجموعة البطولة فى دوري nile قبل مباريات الجولة الثامنة اليوم

أنطونيو كونتى أفضل مدرب فى الدوري الإيطالي

موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 24 مايو 2025 فى مصر

إنتر ميلان يخسر لقب الدورى الإيطالى رغم الفوز بثنائية أمام كومو.. فيديو

طبيبة أطفال فلسطينية تستقبل أطفالها الـ7 أشلاء متفحمين نتيجة القصف الإسرائيلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى