د.سمير البهواشى يكتب: قبل فوات الأوان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
قال لصاحبه: ياااااااااااااه ألهذا الحد ضقت بأسرتك
قال: نع
م فالظاهر أن السن كلما تقدمت بالآباء خّرفوا وكثرت طلباتهم وأوامرهم وراحوا يشتكون من كل شىء ويضيقون بأى شىء.
قال صاحبه: أكفرت بمن جعلهما الله سببًا فى وجودك؟
قال: لم أكفر ولكنى أتضجّر
تتضجر؟ إن الضجر أعظم عند الله من كلمة أف التى نهانا عن قولها لآبائنا فى قرآنه الكريم، إن كنت لا تذكر كيف كانا لك وأنت بعد رضيع ثم صرت طفلاً يتعلم الكلام والمشى ثم تلميذًا فى أول أيام التحاقك بروضة الأطفال فانظر إلى نفسك واستحضر إحساسك تجاه ابنك الصغير؟ اسمع يا صاحبى لقد كان لى قريب من الربانيين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه فإن ناموا أو غفلوا تيقنوا أن الله يراهم.. هذا القريب ربى أولاده على الفضيلة وبذل الوسع فى إسعادهم صغارًا وكبارًا ثم كان يوم كشرت إحدى بناته فى وجهه وعامله ابنه الكبير معاملة جافة فبدل أن يقبل يده دفعها بعنف ناسيًا أنها يومًا ما حاولت إضحاكه ولما يبلغ الشهر من عمره فما كان من قريبى هذا إلا أن طلب ممن عقّوه الخروج من داره فجاءونى لأتوسط لهم عند أبيهم، فلما فاتحته فى العفو والمسامحة فهم فى النهاية لحمه ودمه قال لى: تأمل ما قاله الله فى كتابه الكريم: "أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير" فقد قرن الله شكر الوالدين بشكره جل فى علاه فلا ينفع واحد منهما بدون الآخر وقد جاء فى الحديث القدسى إن الله قال لعباده من لم يرض بقضائى ويصبر على بلوائى ويشكرنى على نعمائى فليخرج من تحت سمائى وليطلب ربًا سواى، وبما أن الله قد أوجدهم وأمدهم من خلالى فجحدونى ولم يشكروا لى وحملتهم ولاعبتهم وسهرت عليهم وجعت ليأكلوا وتعريت ليكتسوا وأرقت ليناموا وتعبت ليرتاحوا ولم اتضجر حتى إذا كبروا وكبرت معهم لم يتحملوا هفوات الكبر ولم يصبروا على أنات الضجر فخرجت الأف من أفواههم بصور شتى وما فعلت ما فعلت عند نفاد صبرى إلا استنادًا إلى فهمى الذى قد أكون مخطئًا فيه وقد أكون مصيبًا وما قلت لهم إلا أن من لم يرض بنظامى وكلامى - طالما لم يغضب الله - ولم يصبر على بلائى وكبر سنى ويشكر نعمائى وفضلى بعد الله عليه فليخرج من تحت عباءتى وليبحث عن أب سواى يرى أن الفضل له وبيتا غير بيتى يحتمى فيه! فما كان منى إلا أن اقتنعت بما قال خاصة أنه سرعان ما عفا عنهم وغفر لهم ودعا لهم ألا يشعروا فى كبرهم من أولادهم ما شعر هو منهم فى ذاك الموقف!! ورغمًا عنى سالت دموعى وتمنيت لو أن أبواى فى الدنيا لأرتمى تحت قدميهما وأغدق عليهما من الحنان بعضًا مما منحانى صغيرًا؟
قال: ألهذا الحد تحب أباك وأمك ياصديقى؟
قال: حتى تشعر بما أشعر به يجب أن تكون مثلى فأنا أحسدك على كنز الحسنات الذى عندك كيف لا تستثمره قبل فوات الأوان؟
- فوات الأوان؟
- نعم قبل أن يفوت الأوان فتذوق ما أذوق!
- كيف؟
- أي تصبح يتيمًا مثلي، لا أب ولا أم!
بعد الشر (بكسر الباء)، بل ادعو الله أن يمد فى عمريهما ويوفقنى إلى البر بهما بعيدًا عن الأنانية والكبرياء وتوهم أنى ولدت كما أنا عليه الآن؟


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إيلون ماسك يخسر 15.3 مليار دولار من ثروته بعد إعلان تأسيس حزب أمريكا

البنك يحتفظ بخدمات محمود الجزار بعد انضمام ياسين مرعي للأهلي

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

حسام أشرف ينضم لتدريبات سموحة غدًا بعد اتمام إعارته من الزمالك

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس


اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو

محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا

الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف

محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات


مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

طلب خاص من وسام أبو على للأهلى لإنهاء شرط العشرة ملايين دولار

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

اليونان.. إغلاق العمل حتى الخامسة مساء لتجاوز درجات الحرارة 40 درجة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

"أمبرى": تضرر كبير لأرصفة ميناء الحديدة اليمنى جراء غارات إسرائيل

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى