نساء وأطفال الإيزيديين غنائم لمقاتلى «داعش»

سعيد الشحات
سعيد الشحات
«كان أبوبكر البغدادى قائد تنظم داعش شابا إخوانيا»، هكذا جاء اعتراف الدكتور يوسف القرضاوى فى الوقت الذى كان التنظيم يتباهى فيه بفعل آخر تناقلته بعض وسائل الإعلام ومنها جريدة الأخبار فى عددها الصادر أمس.

تباهى التنظيم بإقراره للمرة الأولى أنه احتجز وباع «الإيزيديين» كرقيق، وأكد من خلال مجلته الدعائية «دابق» أنه منح النساء والأطفال الإيزيديين الذين أسرهم فى شمال العراق إلى مقاتليه كغنائم حرب، وتفاخر التنظيم بأنه بعد أسر الناس والأطفال الإيزيديين تم توزيعهم وفقا لأحكام الشريعة بحسب ادعائه.
ينقلنا هذا الفعل الجاهل إلى فضاء واسع من فهم الإسلام، وفيه هؤلاء الذين يصدرون ممارساتهم السيئة والبشعة إلى العالم، مما يؤدى إلى تعامل الآخرين مع المسلمين وكأنهم أصحاب جاهلية، وأبناء دين لا يحترم الإنسان فى أى زمان ومكان.

«البغدادى» ومن معه لا يقترن فعلهم بإرهاب حمل السلاح وقتل الأبرياء وفقط، وإنما تحولوا إلى الاتجار فى البشر، أصبحوا تجار رقيق وعبيد، فمعنى أن يقوموا بتوزيع النساء والأطفال فيما بينهم كغنائم حرب، لا يحمل إلا تأكيدا على تجارتهم فى الرقيق والعبيد، وهم فى ذلك يخالفون وبوضوح القرآن الكريم الذى لم يرد فيه نصر يبيح الرق، وإنما جاء فيه الدعوة إلى العتق، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يضرب الرق على أسير من الأسرى، بل أطلق أرقاء مكة، وحين تم فتحها، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، فأى عظمة تلك، وأى قيمة إنسانية رفيعة يضربها رسولنا الكريم، وأى مثل عظيم هذا تركه ليس للمسلمين وفقط، وإنما لكل الأديان ولكل البشر.

لم نسمع عن الإيزيديين مثلا أنهم كانوا فى حرب مع المسلمين داخل العراق، ولم نسمع عن أى عراقيين من ديانات ومذاهب أخرى، أنهم كانوا فى حرب من قبل مع بعضهم البعض، أشتهر العراق بتكوينه السكانى المتنوع والفريد، فالمسيحيون أكثر من طائفة، والمسلمون ينقسمون بين سنة وشيعة، وكان فيها يهود، ومذاهب دينية أخرى مثل الإيزيديين وغيرهم، وكان العيش بين كل هؤلاء يمضى فى سلام، فلم نعرف حروبا بين المسلمين والمسيحيين واليهود والإيزيديين، أو بين السنة والشيعة، حتى دخلت أمريكا بجحافلها اللعينة واحتلتها فى عام 2003 بمساعدة عربية مالية وعسكرية واستخباراتية، وبعد إسقاط نظام صدام حسين تحول الوضع إلى المأساة التى نعيشها الآن.

صنعت أمريكا وأتباعها من النظم العربية المأساة العراقية، وتمددت المأساة لتنتقل إلى أقطار عربية أخرى، ليكون تنظيم «داعش» هو الإفراز الطبيعى لكل ذلك، وأصبح هو عنوان المرحلة العربية الآن.
ما فعله «التنظيم» بتوزيع الأطفال والنساء بين مقاتليه هو كارثة إنسانية بكل المقاييس، ولا يمت لمفهوم الجهاد بصلة، وليس له علاقة بديننا العظيم الذى يحض على المعاملة الكريمة لأسرى الحرب حين تكون هناك حرب بالفعل، لكن حقيقة ما حدث يتمثل أن «الإيزيديين» كانوا يعيشون فى سلام حتى جاءهم مقاتلو داعش كمعتدين، وبالتالى فإن الذين يجب حسابهم هو «داعش».

«البغدادى» ورجاله لا يختلفون فى شىء عن أمريكا فى فعلهم البشع بالعراق، هما وجهان لعملة واحدة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان الأحياء والرياضيات والإحصاء

وصول أسئلة امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات إلى لجان الثانوية العامة

حرارة الصيف تحرق سيارتك دون أن تدرى.. 7 إجراءات تحميك من الكارثة


وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

محمد شوقي يرفع الحمل البدني للاعبي زد للاستعداد بقوة للموسم الجديد

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة


موعد بداية استعدادات الأهلي للموسم الجديد وعودة ريبيرو من أسبانيا

تفاصيل اعترافات المتهم بالاعتداء على سائق توك توك فى المنيرة الغربية

تشييع جنازة المطرب الشعبى محمد عواد اليوم من المسجد الكبير بالقنطرة شرق

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

إنبى: حصل تضارب فى تصريحات عبد الناصر والشريعى

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

وزارة الكهرباء تعلن إعادة التغذية لجميع المناطق بالعاشر من رمضان

القاهرة تستضيف اجتماعا رفيع المستوى لمسؤولين من مصر وليبيا والسودان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى