الإذلال

عمرو جاد
عمرو جاد
بقلم عمرو جاد
يصعب على أى عاقل أن يترك كرامته وسمعته رهنا لـ«سى دى» مسرب، أو تسجيل مسروق أو صورة مختلسة، تتحول لفضيحة بمجرد أن تقع فى يد شخص يملك القدرة عل استفزازك، ثم يجذبك لعراك يتسلح هو بخبايا القانون، مخترقا ثغرات الحقوق الشخصية ومبادئ الحريات، وتتمترس أنت بالغيظ، ولا شىء أصعب من أن يقتنع الناس بأن السب والمشاتمة هما الأسلوب الأمثل لاسترداد الحقوق، حينئذ تنسحق كل آداب الخلاف، ويعتبر فائزا من استطاع أن يتفوق فى استعراض القبح والانحطاط.

يتضاحك بعض الناس الآن مما جرى لرئيس نادٍ شهير تعرض للاعتداء بإلقاء الفضلات عليه وهو غافل، صدقونى أن فضلات العقل وصديد النفوس أشد خطرا وأكثر قذارة، أكثر من نصف هؤلاء على الأقل يضحكون على خصوم الرجل حين يشبعهم شتما وانتهاكا لكراماتهم وأعراضهم، نسوا أن الديون معلقة على أستار السماء لا تسقط إلا بأدائها، لا تحسبوه خيرا، لأن الشماتة فى العار لا تجلب إلا العار ومعه قدر وفير من الكراهية، لا خير فى كلا الفريقين طالما استهوتهما الأساليب الرخيصة.

ليست الخلافات بين الأفراد فقط هى التى تذكى نيران الحقد والكراهية..بين الناس وأوطانهم قد ينشأ ما هو أكثر إيلاما من ذلك، قد لا يفقد الشخص منا وطنيته بفعل الظلم أو الفقر وحدهما، بالتأكيد سيعلن كفره بهذه الوطنية بمجرد أن يختلط الاثنان بالمهانة، الآن تضع الأنظمة أيدٍ ثقال على مواطنيها ممن لا حول لهم ولا قوة ولا حتى تنظيم، يقول الناس إنهم أبرياء وتحلف يد القانون أنهم متورطون، وحتى إن صدقتهم فإنها تتعمد أن تنزع عنهم كرامتهم، وتتجسس عليهم فى السجون، وتطعن فى وطنيتهم إمعانا فى «الإذلال»، لا أعرف إذا ما كانت الكلمة لائقة أم لا؟..ربما تتضح أكثر لو اعتبرنا أن أمواج السخرية والتجريح التى تجرى على ألسنة أشخاص من المعارضة تتعمد إذلال الدولة، وتذكيرها بالعجز والفشل، بعضهم يتطرف وصولا إلى النقد خارج حدود السياسة واللياقة والإنسانية.

تتضخم مخاوفنا كل يوم من تزايد حالة الإذلال المتبادل هذه حتى تصبح عقيدتنا فى الخلاف، وتتشوه معها إنسانيتنا يوما تلو الآخر، حينها سندرك أن كل اختلاف بيننا لم نراع فيه الأخلاق أسقط جزءا من حقوقنا لدى الآخرين بأن يراعوا حرماتنا، ثمة أساليب كثيرة لحسم الصراعات بين الناس ليس من بينها على الإطلاق سب الأمهات أو الرجم بالفضلات.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترتيب الحذاء الذهبي.. مبابي يقترب من حسم الجائزة متفوقا على محمد صلاح

اعرف أسعار الفائدة على شهادات الادخار ببنك مصر

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

حبس مطرب المهرجانات إسلام سنوفة سنة لاتهامه بإصابة شاب خلال مشاجرة بالهرم

المصرى يهزم البنك الأهلى بهدف قاتل ويقفز للمركز الرابع بجدول الدورى


العالم هذا المساء.. الرجل الحامل.. قصة أحمد فاتح أول رجل عربى يخوض تجربة الحمل والولادة.. فلسطينى يروى كيف استخدمه جنود الاحتلال درعا بشرية فى شمال غزة.. تسريب 184 مليون كلمة مرور من "آبل" و"فيسبوك" ومنصات أخرى

75 دقيقة.. الزمالك يحافظ على التقدم وبتروجت يبحث عن التعادل

الرجل الحامل.. قصة أحمد فاتح أول رجل عربى يخوض تجربة الحمل والولادة

التعادل الإيجابي يحسم الشوط الأول من مباراة بتروجت والزمالك

فلسطينى يروى كيف استخدمه جنود الاحتلال درعا بشرية فى شمال غزة


الريال ضد ريال سوسيداد.. مبابى يفتتح أهداف اللقاء ويقترب من الحذاء الذهبى

أخبار مصر.. ارتفاع جديد فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 38 درجة

مياه الشرب بالقاهرة تعلن قطع الخدمة مساء اليوم 8 ساعات بعدة مناطق

فيلم المشروع X لـ كريم عبد العزيز يحقق 15 مليون جنيه خلال 3 أيام عرض بالسينمات

الأهلي يقدم إقرارا ضريبيا لـ"فيفا" والسلطات الأمريكية لمواجهة أزمة الضرائب

عن احتمالية حدوث زلزال عنيف فى مصر.. مسئول بمعهد البحوث الفلكية يوضح

10 أيام تفصل بيراميدز عن إنجاز تاريخي بحصد 3 ألقاب.. السماوي يواجه صن داونز فى نهائي دوري أبطال أفريقيا.. ويترقب قرار المحكمة الدولية لفض الصراع على الدوري مع الأهلي.. ويدافع عن لقب كأس مصر أمام الزمالك

تقرير الطب الشرعى يكشف مفاجأة فى واقعة تعدى جد على حفيده بشبرا الخيمة

أحمد السقا يستأنف حياته الطبيعية ويظهر لأول مرة بعد انفصاله.. اعرف القصة

فركش فيلم "روكي الغلابة" لـ دنيا سمير غانم وعرضه بالسينمات بموسم الصيف.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى