الفلاح تحت أقدام الحكومة

سعيد الشحات
سعيد الشحات
سعيد الشحات
لم تأت حكومة فى السنوات الأخيرة إلا وتحدثت بأفضل الكلمات عن الفلاح وضرورة حمايته، وأنه عصب الحياة وحارسها فى مصر، لكنها فى نفس الوقت تقدم له أسوأ المعاملة، وعلى سبيل النفاق ليس أكثر خصص الحزب الوطنى المنحل أحد مؤتمراته التنظيمية قبل ثورة 25 يناير لمناقشة قضايا الفلاح، وتبارى الحزب فى تقديم الدراسات وسط تغطيات إعلامية واسعة، وأصدر التوصيات فى النهاية، وبالطبع كان كل ما قيل عبارة عن حبر على ورق، فالفلاح بعد المؤتمر لم يتغير حاله قبله، بل أصبح أسوأ، لأنه ليس فئة منعزلة عن أحوال مصر بعمومها.

على نفس النهج المدمر، جاء قرار الحكومة قبل أيام برفع سعر شيكارة الأسمدة إلى 100، وجاء ذلك على أثر قرارها برفع الدعم عن الأسمدة بنسبة 33% ليصبح سعره 200 جنيه للطن، وفى السوق السوداء يرتفع السعر بين 3500 و4 آلاف جنيه، ويحدث ذلك دون أدنى مراعاة لظروف الفلاح القاسية، فلا الأرض أصبحت تدر عليه ربحا يعينه على مواجهة أعباء الحياة، كما أن ريعها لا يحقق فى كثير من الأحيان مقدار تكاليف زراعتها، ولا هو قادر على أن يتحول إلى جماعة ضغط تنتبه الحكومة إلى أنها قوة مؤثرة تعمل لها الحكومة ألف حساب، وهكذا تمضى حياة الفلاح المصرى تحت فكى الحكومة وجماعات المصالح التى تتحكم فى إنتاج مستلزمات الزراعة.

كان على الحكومة أن تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على قرار رفع أسعار الأسمدة، الذى يدر أرباحا طائلة لمنتجى الأسمدة، لكنه يرتب أعظم الأضرار على الفلاح المزارع، هى أقدمت على هذه الخطوة فى نفس الوقت الذى يشكو فيه الفلاحون بطول مصر وعرضها من الإهمال الشديد الذى عم قطاع الزراعة فى مصر.

ومن عجائب الزمن أن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، الذى يلف ويدور كل يوم فى محافظات مصر، لم يسترع انتباه مثلا حالة الترع الموجودة فى قرى مصر، وكم الإهمال الشنيع الذى وصل إليها، حيث تمتلأ بالقاذورات وتحولت إلى مخازن للزبالة، وإلى أماكن صرف مجارى، وبعد كل ذلك يتم الاعتماد عليها فى رى الأرض، مما يتسبب فى إصابتها بالأمراض، وإصابة أى محصول يتم زراعته بالمرض، مما يترتب على ذلك رفض الخارج للتصدير إليه، فيتبقى الاعتماد على السوق المحلى، ويحدث ذلك دون أى علاج من الحكومة بأجهزتها المحلية فى المحافظات.

لم تعد الحكومة سندا للفلاح كما هى تردد، وإنما أصبحت سوطا على ظهره، فلا هى تقدم الحماية اللازمة لمنتجه من الأرض، ولم تعد الجمعيات الزراعية مرشدا للفلاح كما كان، وبعد أن كانت بيت الحماية لأرض الفلاح أصبحت خاوية لا تقدم شيئا له قيمة حقيقية، ولم تعد الحكومة تتعامل مع الفلاح بوصفه أصل الحياة فى مصر، فلا هى مثلا تقدم خدمة صحية جيدة له، وبالطبع لا يوجد أى مظلة تأمينية على حياته، وإذا أصابه المرض تكون "أم المصائب" قد وقعت، لأنه لا يمتلك القدرة على مواصلة الإنفاق عليه، والمستشفيات العامة لا تحقق له أمل العلاج.

هكذا تمضى حياة الفلاح فى شقاء وبؤس طالما تصر الحكومة على وضعه تحت أقدامها.



Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استمرار تعليق مباراة بنفيكا ضد تشيلسي دون تحديد موعد لاستئنافها

تحفة معمارية جديدة تقدم لأهالى السيدة زينب.. "روضة السيدة 2" جاهز لاستقبال السكان.. 572 وحدة سكنية كاملة التشطيب تقدم لسكان منطقة الطيبى بعد إزالتها.. تضم ملعبا وحدائق وحضانة ومبنى إدارى.. صور

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

بالميراس أول المتأهلين لدور ربع نهائى كأس العالم للأندية بالفوز على بوتافوجو

رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد: بدء فترة الإعداد الإثنين.. وملف الصفقات بيد سامى


مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

شهداء الجوع.. مئات الفلسطينيين يواجهون الموت لإطعام أطفالهم.. أمين الأمم المتحدة: غزة تشهد أزمة إنسانية ذات أبعاد مروعة.. والصحة العالمية: انهيار أنظمة الرعاية الصحية وسط استهداف الباحثين عن الطعام

7 معلومات كشفتها النيابة العامة بتحقيقات حادث الإقليمي بالمنوفية.. إنفوجراف

حبس المتهمين بالتنمر على شاب والتسبب في وفاته بالغربية 4 أيام

كامل أبو علي يحضر اجتماع وزير الرياضة ومحافظ بورسعيد حول استاد المصري


احتجاجات فى تايلاند للمطالبة بإقالة رئيسة الوزراء بعد مكالمة مسربة

تغريم فتاة بتهمة إزعاج أشرف زكي وإساءة استخدام مواقع التواصل

محمد الشناوي يودع شيفو: كلنا بنتشرف بيك يا حبيبى ونتعلم منك الأخلاق

حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز تكلفته أكثر من 20 مليون دولار وخاتم الزواج 10 ملايين دولار.. فستان الزفاف بتوقيع دولتشي آند جابانا.. والعروس تغير اسمها على إنستجرام وتحذف منشوراتها القديمة

"مجمعة المركبات": الاكتفاء بصورة المحضر لصرف تعويضات حادث أشمون

فيلم ريستارت يحتل المركز الـ 11 ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

"اليوم السابع" يرصد باكورة حصاد "ملكة الفواكه" جنوب مصر.. المزارعون يقطفون ثمار "المانجو" فى قرية فارس بأسوان.. ويؤكدون: أشهر قرى الجمهورية فى زراعة المانجو.. "الزبدة والعويسى والصديقة" أشهر الأصناف البلدية

أحلام على الأسفلت.. حين ماتت الطبيبة والمعلمة والمجتهدة في حادث واحد.. أخر كلمات ضحايا حادث الإقليمى عن أحلامهن للمستقبل.. الموت غيبهن قبل ساعات من ظهور نتيجة الإعدادية.. وهذه اعترافات السائق المتهور

الطقس غدا.. ارتفاع بدرجات الحرارة واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

هيئة الشراء الموحد: مصر تمتلك 6 مصانع لإنتاج اللقاحات ومخازن استراتيجية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى