زينب عبد الوهاب تكتب: سر الخلطة الزوجية

زوجين أرشيفية
زوجين أرشيفية
احتار عقلى كثيرًا، لفهم هذا التناقض بين آدم وحواء، فبالرغم من أن الله خلقنا لبعضنا البعض، إلا إننا مختلفون، فتجرأت وسألت كيف يقيم الله الحياة بيننا على المودة والرحمة وبيننا هذا الاختلاف العميق؟

تعالوا معى فى رحلة قصيرة ندخل بيت آدم وحواء ونرى هذا الاختلاف من قريب، ها هو آدم يقترب القمر من الاكتمال فيدخل آدم فى دورته النفسية السيئة، فيرى كل ما حوله بمنظور ضيق سيئ حزين، فيحاول الهروب إلى كهفه لكى يحلل الأمور بهدوء وعمق، وماذا يريد فى كهفه؟ لا شىء لا أحد، نعم إنه يفضل الوحدة ولو حاولت حواء اختراق هذا الكهف للفضول الذى يمزقها سيؤذى هذا آدم جدًا ويجعله يحقن على حواء ويحاول أن يبعدها عن كهفه بقسوة تؤلم حواء وتسبب لها جرح يعجز آدم عن فهمه أو محاولة علاجه، ويستحيل أن يعلم آدم ما يدور فى عقل حواء فى هذا الوقت من أفكار سوداء شيطانية تمزق كل ما هو جميل داخلها، فتفسيرها لبعد آدم دائمًا يكون فى غير صالحها إما إنه يحب أخرى أو بدأ ينفر لوجودها فى حياته، وإما إنه لا يأتمنها على أسراره.

وبالتأكيد كل هذا خطأ، فتخيلوا كيف سيجد آدم حواء بعد أن يخرج من كهفه وقد عاد إليه الأمل والبسمة، سيجدها كائنًا حزينًا مجروحًا تخطط للهروب من هذه الحياة المقيتة مع شخص يكرهها، نعم يا آدم هذا ما يدور فى خلد حواء، وفى مشهد آخر تبدأ حواء دورتها النفسية التى تطاردها كثيرًا نتيجة للضغوط الشديدة التى وضعتها على أكتافها الحياة، وماذا تريد حواء لكى تستقر وتهدأ تريد أن ترنو إلى قوقعتها، نعم قوقعة صغيرة ناعمة، وماذا تريد فيها ؟ لا تتعجبوا عندما تعلموا أنها تريد آدم فقط داخل هذه القوقعة ولكن آدم حنون رءوف يستوعب كل آلامها وحزنها ويمحو كل هذا بضمة حب يملؤها الرحمة، حتى لو لم يستطع أن يحل لها مشاكلها هى فقط تريد من يشعر بها ويعلم ما بداخلها ويقدر حالها، ولكن آدم لعجزه أن يفهم هذا ولأنه يتخيل أن حواء مثله يقرر الابتعاد عنها وتركها بمفردها حتى تستعيد نفسها، ولا يعلم بهذا أنه طعنها بخنجر مسموم سيقضى على ما بينهم لا محالة.

وترى هل هذا هو الاختلاف الوحيد بينهم؟ لا فآدم يفضل الصمت وحواء ثرثارة، أدم كتوم وحواء فضفاضة، آدم عقلانى وحواء عاطفية، آدم يفكر فى شىء واحد ويفعل شيئًا واحدًا وحواء تفكر وتفعل أشياء كثيرة فى نفس الوقت، آدم لا يكتفى بحواء واحدة لأنه خلق على التعدد وحواء لا تحيا إلا بآدمها فقط، ولو ظللت أسرد لن انتهى، وهنا وجدت الإجابة عن حيرتى فمن اختلافنا تنشئ بيننا المودة والرحمة فالأشياء المتشابهة متنافرة والأشياء المختلفة متجاذبة، فأنا لا أحتاج أن أعيش مع شبيهى حياة روتينية قاتلة، ولكن يجب أن يكون الذى بيننا إختلاف وليس خلافًا حتى يغلف الله حياتنا بالمودة والرحمة، ليتك تفهم آدم ليتك تعلمى حواء.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الأربعاء 9-7-2025

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

بيلينجهام: مواجهة سان جيرمان صعبة.. وفخور بالمائة مباراة مع ريال مدريد


ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى


غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

وائل القبانى يعتذر لأيمن الرمادى على الهواء عن تصريحاته بأحد البرامج

نتنياهو: ما حدث في بيت حانون شيء صعب على إسرائيل

الاهلى يستقر على تمديد وتعديل عقد أليو ديانج في معسكر تونس

الحماية المدنية تواصل عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

ردود فعل إيجابية لـ فيلم Superman مع العروض الأولى

فدائي يأكل البسكويت سريعا ويعود للمشاركة فى إطفاء حريق سنترال رمسيس

تقارير: الدحيل القطرى يجهز 13 مليون دولار لضم ميشيل من فلامنجو

محافظة القاهرة: تركيب 4 كبائن أمام سنترال رمسيس لربطها بالسنترالات المجاورة

المنصورة يحصل على توقيع وحيد محسن لاعب بلدية المحلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى