الفيل فى المنديل

يوسف الحسينى
يوسف الحسينى
يكتب: يوسف الحسينى
«هل رأيت الفيل يا نبيل؟!».. كان هذا سطرًا افتتاحيًا فى أحد دروس القراءة بكتاب القراءة الرشيدة منذ ما يزيد على 70 عامًا مضت، وأتى السطر الافتتاحى بتساؤل من طفل لصديقه بعد زيارة حديقة الحيوانات فى إطار التعجب من منظر مهيب للحيوان الضخم، إلا أنه حمل بين طياته حالة قد توصف بالبلاهة التى قد يوصم به الطفل الأول، لأنه لا جدوى من سؤال إجابته السريعة والبديهية «نعم» إلا لو كان الطفل الثانى هو الأبله الذى لا يعرف الفروق بين أنواع الحيوانات والزواحف والطيور التى من المفترض أنه شاهدها. وقد يرى الكاتب أن هذا الدرس وأمثاله من دروس أخرى قد ساهمت فى خلق عقليات تُعرف الماء بالماء، أو تتخرج من المدارس والجامعات تحمل على ظهورها أسفارًا لا تفقه من محتواها شيئًا إلا من رحم الرحمن واستثناه، وقد لا يكون محمد إبراهيم، وزير الداخلية الحالى، من هؤلاء المستثنين، بل يكاد يكون مثالًا واضحًا نذهب به كنموذج للدراسة وعمل الأبحاث عليه لدراسة قدراته العميقة ببعض من علامات الاستفهام.
هل يعانى الوزير من عدم الفهم أو الاستيعاب مثلًا؟
ولعل أساس الدراسة يكمن فى عدد من الأسئلة لا تحتمل الجدل، طرحها الشاعر مايكل عادل بمنتهى الهدوء استنكارًا، لماذا لم يقم وزير الداخلية بتأمين:
مديرية أمن الدقهلية
مديرية أمن القاهرة
دار القضاء العالى «سبحان الله» ! مين كان يتوقع أن محيط دار القضاء مستهدف!
المترو
قصر الرئاسة
ساحة السيد البدوى بطنطا
ركابه الشخصى
السؤال الذى يطرحه الكاتب فى غير استهزاء إنما بكل أمانة:
هل يستحق هذا الضابط الرتبة بدرجة وزير، ويحتاج إلى محلول الفطنة المركز، والذى انعدمت رؤيته الأمنية، أن يظل فى موقعه، خاصة بعد أن تكبد الوطن جراء قدراته المحدودة دفع فاتورة باهظة من أرواح المدنيين وضباط وأفراد الشرطة؟!
السؤال الثانى الذى يطرحه الكاتب أمام السيد الرئيس:
لماذا أعطيت ثقتك لهذا الرجل بعد 30 يونيو، فقد كان محل ثقة الإخوان لأنه أشبه بشخصية «زكى قدرة» التى جسدها الراحل عادل أدهم، فقط يمتثل للأوامر، فقام بضرب وسحل المتظاهرين المدنيين ضد الإخوان لمدة 5 أشهر كاملة منذ توليه مهام منصبه بعد مجزرة الاتحادية 5 ديسمبر 2012، حتى قيام ثورة يونيو التى شاركت الشرطة المصرية فى دعمها بسبب بيان نادى ضباط الشرطة، لا بسبب الوطنية المفرطة لدى هذا الوزير؟
أليس من حقنا أن نفهم يا سيادة الرئيس؟
لماذا جددت الثقة لهذا الرجل من خلال حكومة الببلاوى ثم حكومتى محلب؟
ألا يعى وزير داخليتكم أن هيبة الوطن هى تأمين منشآته الحيوية وميادينه الكبرى، لا أن ينشغل بطبيعة العلاقة بين شاب وفتاة يستقلان سيارة فى طريقهما للعين السخنة أو الساحل الشمالى ما داما لم يقوما بفعل فاضح؟
ألا يعى وزير داخليتكم أن جلب استثمارات للبلد مرهون بتأمينه للبلد وليس ببحث هل ينتقل أحمد دومة للمستشفى أم لا؟
سيدى الرئيس لقد فعل الإخوان بوزير داخليتكم ما لم يفعله الحُواة بطفل يسيل لعابه على جانب فمه، فالحاوى كان يصرف انتباه أطفال حتتنا عن خفة يده بمقولة «بص العصفورة»، أما ما فعلوه بوزير الداخلية فقد كان «تعالى نوريك الفيل إزاى بيتصر فى المنديل»، والكارثة أنه صدق! وكاد يسأل: أين المنديل؟ ولم يلتفت لوجود الفيل من عدمه!
سيدى الرئيس هل أنت راضٍ عن «نبيل»؟
سيدى الرئيس الذى قمت بانتخابه بل وساهمت فى إقناع آخرين به، ودعنى أقول، بل دافعت عنه مقتنعًا، اقرأ ما كتبه مايكل عادل بصوت مسموع بينك وبين نفسك:
فى قلب الشارع المليان بألف كمين
ونقطة شرطة الأخلاق على الناصية
ولا بتسمح بلمسة عشق بين اتنين
ولا بتمنع جريمة لمس بالعافية
فيه كام مليون أمل مسروق من الماشيين
ولقمة عيش بتتقسم ومش كافية
وليلة صيف بلا نسمات ومش دافية
ونظرة خوف ورا الشباك بتتدارى
فى قلب الشارع المليان بألف كمين
هنا مبدور على الأسفلت أحلامك
هتهرب م الشمال، هتلاقى غيره يمين
وتلقى الكف فوق جسمك وقدّامك

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يتقدم في تصنيف أندية أفريقيا.. وصن داونز يتصدر قبل لقاء بيراميدز

موعد مباراة نهائى كأس مصر للكرة النسائية بين الأهلى ووادى دجلة

فيلم عسل أسود يتصدر قائمة الأكثر مشاهدة في مصر علىWATCH IT بعد 15عامًا

موعد إعلان الأهلي عن صفقة محمد علي بن رمضان

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة


كريم عبد العزيز: سعيد بفيلم المشروعx لاعتماده على حضارتنا وصورناه في 9 أشهر

المعاينة: مصرع شخص وإصابة 15 فى تصادم 7 سيارات بدائرى البساتين.. صور

ذكرى ميلادها.. مها صبري صوت الزمن الجميل ونجمة السينما الغنائية

ذكرى رحيل الفنان شعبان حسين.. صاحب "أبو تلاتة" وأيقونة الكوميديا المصرية

"أكسيوس": البيت الأبيض فى ولاية ترامب الثانية بات خطرا وفخا للزعماء والرؤساء


أمريكى يقتل 2 من موظفى سفارة إسرائيل بواشنطن صارخا الحرية لفلسطين.. فيديو

لقطات تشويقية للموسم الرابع من The Bear.. فيديو

روبيو يعترف بأن الولايات المتحدة غير قادرة على التأثير فى سياسة الصين

مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن

المستشار الألمانى يدعم تخصيص 5% من الناتج المحلى الإجمالى للدفاع

فرقة "نظرة" للإنشاد الدينى بقبة الغورى.. غدا

إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر

رالف فاينز أحدث المنضمين لفيلم Hunger Games: Sunrise on the Reaping

"تشات جي بي تي" يورط محامين في الولايات المتحدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى