سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 24 أكتوبر 1260.. بيبرس يقتل قطز فى «الجعافرة» بالشرقية.. والحزن يعم القاهرة بعد تزينها لاستقبال بطل «عين جالوت»

معركة عين جالوت
معركة عين جالوت
«تزينت القاهرة لقدوم الملك المظفر قطز، والناس فى فرح مسرات بقتل التتار، فلما طلع النهار نادى المنادى فى الناس: «ترحموا على الملك المظفر، وادعوا لسلطانكم الملك القاهر ركن الدين بيبرس، فغم الناس ذلك»، هكذا لخص تقى الدين المقريزى طريقة إبلاغ الناس بمقتل «سيف الدين قطز» الذى ارتفع إلى المجد بانتصاره على التتار فى عين جالوت.

يذكر المؤرخ الدكتور قاسم عبده قاسم فى كتابه «عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى والاجتماعى»، أن المشهد الذى ذكره «المقريزى» كان هو الأخير فى قصة بطل «عين جالوت»، ويضيف قاسم: «يبدو للناظر فى كتب التاريخ التى حفظت لنا هذه القصة أن سيف الدين قطز جاء لأداء مهمة تاريخية محددة، فما أن أنجزها توارى عن مسرح التاريخ بعد أن جذب الانتباه والإعجاب الذى جعل دوره التاريخى على الرغم من قصر فترته الزمنية كبيرًا وباقيًا».

قاد النصر على التتار فى «عين جالوت»، وبقى لفترة فى بلاد الشام لترتيب الأمور، ثم خرج من دمشق عائدًا إلى مصر، ولما وصل إلى بلد القصير وهى الآن «الجعافرة مركز فاقوس الشرقية»، بقى مع عدد من خواصه ورحل بقية الجيش إلى الصالحية، وفيها أقيم الدهليز السلطانى الخيمة السلطانية، وفى الوقت نفسه بلغت مسامع الأمير «ركن الدين بيبرس البندقدارى» أنباء عن أن قطز يضمر له السوء فبالغ فى الحرص والحذر، وبات الغريمان يتربص كل منهما بالآخر.

فى رواية «المقريزى» عن قصة مقتل «قطز» ويرجحها الدكتور قاسم أن قطز حين اقترب من الصالحية، انحرف فى مسيرة عن الدرب للصيد ومعه الأمراء، فلما فرغ من صيده وعاد طلب منه الأمير بيبرس امرأة من سبى التتار فأنعم بها عليه، فأخذ يد السلطان ليقبلها، وكانت إشارة بينه وبين الأمراء، فبدره الأمير «بدر الدين بكتوت» بالسيف، واختطفه الأمير «أنس» وألقاه عن فرسه، ورماه الأمير «بهادر المعزى» بسهم أتى على روحه، ودفن بالقصير «الجعافرة»، وفيما بعد تم حمله إلى القاهرة، فدفن بالقرب من زاوية الشيخ «تقى الدين»، ثم نقله الحاج قطز الظاهرى إلى القرافة، وتم دفنه بالقرب من زاوية «ابن عبود».

يظل قطز «المقتول»، و«بيبرس» بطلين فى تاريخنا، لكن هذه الدراما التاريخية والإنسانية بين البطلين تطرح السؤال: «كيف نضع هذه الجريمة فى ميزان التاريخ؟»، ويقدم قاسم عبده قاسم إجابة لافتة قائلاً: إن البناء السياسى لدولة سلاطين المماليك قام تطبيقا لمبدأ «الحكم لمن غلب»، وكان طبيعيا أن يفكر الأمير بيبرس فى إزاحة قطز من طريقه صوب العرش، ويرجح «قاسم» أن بيبرس ظن أنه الأحق بالعرش من قطز، لاسيما أنه صاحب دور كبير فى هزيمة الصليبيين بقيادة لويس التاسع فى المنصورة، ولعب دورًا كبيرًا فى هزيمة التتار فى عين جالوت، وكان بيبرس ابن عصره وتلك هى الأفكار التى كانت سائدة وقتئذ.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أهداف مباراة منتخب مصر واليابان الودية مواليد 2009.. فيديو

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

تغييرات جديدة على جدول مباريات الدورى الإنجليزى

القبض على شخص يوزع أموالا بمحيط لجان القصاصين

باريس سان جيرمان بالقوة الضاربة أمام فلامنجو فى نهائى كأس القارات


حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

رويترز: المملكة المتحدة تعفى حقل ظهر من العقوبات المفروضة على روسيا

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها


قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

نهائى كأس العرب 2025.. تفوق عرب أفريقيا على آسيا فى النهائيات

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى