هى ثورة ولا مؤامرة؟

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين
أراقب باهتمام بالغ واندهاش أبلغ ما يدور من مهاترات وحوارات ساخنة بين المصريين قد تصل فى كثير من الأحيان إلى حد العراك وتبادل الاتهامات حول كون ثورة يناير مؤامرة محكمة أم ثورة شعبية خالصة!

ألم يتوصل أحد العقلاء إلى صيغة للتفاهم بين هاتين المعسكرين المتناحرين، واللذان قد غلف نزاعهما التخوين؟

هل يليق بالمصريين هذا المظهر غير الحضارى وهذا السلوك الذى لا يجب أن يسلكه كل من عاصر تجربة عريضة عميقة، قوامها ثورتين عظيمتين فى ثلاث سنوات؟

ما زال الجمود الفكرى متمكناً من عقول الكثيرين، لاغياً لإعمال العقل والتفكر وتدبر الأمور حسب ما يستجد من متغيرات كثيرة!

فمعسكر ثوار يناير: متشبسون برفض أى شبهة لمؤامرة خارجية قد تكون أحيكت لاستغلال حالة الغليان الشعبى التى استشرف المتآمرون أنها على أهبة الانفجار، وتصدر جمود أفكارهم وعدم قابليتهم لتفهم حقيقة الأمور كافة حلقات النقاش!

أما معسكر يونيو: فقد تشبث هو الآخر بنظرية المؤامرة البحتة فى ثورة يناير، وبادر بإعلان العداء والتخوين الذى وصل إلى حد الإتهام بالعمالة لكل من شارك بثورة يناير على الإطلاق!

ولم لا يكون هناك مزيداً من المرونة فى الفكر، ومزيداً من رحابة العقل واتساع الصدر فى تقييم الموقف؟

كانت هناك مؤامرة على المنطقة بأسرها وبالطبع كانت مصر فى أولوية الاهتمام، كان هناك عملاء وخونة وممولون ومتدربون فى بلدان أخرى على هدم نظام الدولة، كان هناك من باع ضميره ووطنه من أجل حفنة دولارات- إلى آخره.

لكن كل ما ذكرته لا يعنى أنها لم تكن ثورة شعبية كبيرة خرج فيها الملايين من المصريين الشرفاء الذين سنحت لهم فرصة التعبير عن آرائهم دون قيد والإعتراض على نظام قمعى مكمم للأفواه قوامه عقود!

وإن لم تخرج هذه الملايين الجارفة التى أطاحت بكل المؤامرات وغربلت كل الخونة، وجعلتها ثورة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، فلم تكن!.

كذلك كل من خرج فى ثورة يونيو رافضاً حكم الجماعة الخائنة، منتفضاً لإنقاذ ثورته السابقة ممن سرقها وانتزعها لمصالحه الشخصية، مستعيناً بالله وبجيشه الوطنى الذى لبى النداء وانحاز لإرادته مثلما انحاز لها من قبل، فكانت النتيجة ثورة عظيمة لتصحيح أخطاء الموجة الثورية الأولى وتصفيتها من الخونة والمتآمرين.

أرى أن الموقف بات واضحاً بما لا يدع مجالاً لكل هذا التناحر والصدامات التى لا أجد لها أى تفسير منطقى!!
فلم أكن يوماً ومن معى من أسرتى وأقاربى وأصدقائى من المممولين ولا المتآمرين حينما خرجت لأثور على استبداد و فساد نظام مبارك، كما لم أكن ومن هم مثلى، ممن تمت تسميتهم بالفلول المستفيدين من ثورة يونيو، ولم يكن لى ولملايين غيرى أية مطامع ولا مصالح فى هذا أو ذاك!

ولم هذا التشرذم والتعسكر الذى يحاول من خلاله كل المتخاصمين ومن أسموا أنفسهم رواد ثورة يناير أو رواد ثورة يونيو، بث الفرقة والخلاف بين أبناء مصر فى توقيت نحن أحوج ما نكون فيه لرأب الصدع ولم الشمل؟

بنى وطنى: نحّوا خلافاتكم جانباً، ولا تخذلوا مصر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيفية الاستفادة من مياه الصرف الزراعى.. تعوض 30% من احتياجات الرى بمصر بنحو 4.8 مليار متر مكعب سنويا.. نتصدر العالم بمحطة بحر البقر لمعالجة 5.6 مليون متر مكعب يوميا.. ومحطة الحمام تقود ثورة المعالجة فى الدلتا

تنسيق الجامعات 2025.. استمرار إتاحة التقدم لحجز اختبارات القدرات

الإمارات وألمانيا تطلقان فى برلين مجلس الأعمال المشترك لتعزيز العلاقات

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

زى النهارده.. الأهلي يكتسح الكروم بسداسية وأسامة حسنى يسجل 5 أهداف


بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة

مواعيد مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم قطر 2025

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد


هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

الزمالك يؤدى تدريبات بدنية خاصة بعد الفوز على أورانج وديا

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

مملكة الحرير الحلقة 10.. مقتل أسماء أبو اليزيد على يد شقيقة ريان

الاستماع لمالك دبى مول في الشيخ زايد بعد حريق المبنى

والد حامد حمدان يعلق على مفاوضات الزمالك مع نجله: "نصيبك هيصيبك"

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى