الحنين يجمع بين شوقى والبحترى فى "السينية "

أمير الشعراء أحمد شوقى
أمير الشعراء أحمد شوقى
كتب أحمد إبراهيم الشريف
وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتى إليه فى الخلد نفسى

أحمد شوقى أمير الشعراء 1868-1932، واحد ممن أعادوا الحياة للشعر العربى بعد سنوات من التآكل الذى أصاب القصيدة العربية، وهو أحد أعمدة مدرسة الإحياء والبعث التى ترأسها رب السيف والقلم محمود سامى البارودى، وقد تميز شوقى بغزارة الإنتاج وجودته، كما كان له باع طويل فى المسرح الشعرى.
وهنا سنقف عند مقولته الشعرية:
وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتى إليه فى الخلد نفسى

والبيت ينتمى إلى قصيدة شوقى المسماة بسينية شوقى، والتى مطلعها:
اخـــــتلاف النــــــهار والـــــليل ينسى اذكــــــرا لـــى الصبا وأيـــــام أنسى

والتى عارض فيها الشاعر العباسى الكبير (البحترى) فى سينيته والتى مطلعها:
صُـــنتُ نَفسى عَمّا يُدَنِّسُ نَفسى وَتَرَفَّعــــــــــتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ

والذى يجمع بين الشاعرين أمر كبير يتجاوز فكرة الوزن والقافية واللغة والمعجم، فالذى يجمعهما هو "الحنين"، فالبحترى بعد مقتل الخليفة العباسى المتوكل الذى كان البحترى يمدحه وينتمى إليه، ولما كانت علاقته بالمنتصر بالله "الابن" غير جيدة ومتوترة لما كان يحسه البحترى من خيانة قام بها الابن أدت لمقتل الأب، حينها حمل البحترى رحاله إلى مدينة "المدائن" فى بلاد فارس، فلما دخلها البحترى الشاعر تذكر دورها القديم عندما كانت عاصمة الفرس ذات يوم، وكيف كان إيوان كسرى يحتل مكانة القلب منها، ورأى بقايا رسوم جميلة على جدرانها تصف معركة "أنطاكية" التى دارت بين الروم والفرس، كل ذلك أثار فى نفس البحترى حب الوصف والشجن.

بينما شوقى وهو فى أوج وجوده على الساحة الثقافية تم نفيه لإسبانيا 1915 نظرا لعلاقته الشديدة بالخديو عباس حلمى الثانى، وظن الإنجليز أنهم بنفيه سيبعدونه عن مصر ليعاقبوه، لكنهم فجروا بهذا النفى سيلا من الشعر و"الحنين" .. وعندما وطئت قدما "شوقى" أرض الأندلس/ إسبانيا ورأى آثار الحضارة العربية المتبقية التى كانت تدل على عظمة وفن العرب البنائين الذين كانوا يشكلون حضارة العالم حينهاأصابه الحنين تجاه مصر ، فصاح:
يا ابنة اليم ما أبوك بخيل ماله مولع بمنع وحبس

إنه "الحنين" الذى يمسك بزمام الشاعر ويحركه ناحية التفاصيل التى تشكل القصيدة، حتى إذا ما اكتملت فى جوفه خرجت ممتلئة بالعاطفة والصدق ليظل الناس يهتفون من بعده:

وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتى إليه فى الخلد نفسى
و
شهد الله لـــــم يغب عـــــن جـــــفونى شخـــــصه ساعـــــة ولم يخل حسى



...

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

انتحار شرطى إسرائيلى بمدينة سيدروت فى غلاف غزة

مبابى يسجل هدف الريال ضد ريال أوفييدو بالشوط الأول فى الدورى الإسبانى

تعليم القاهرة تفتح باب التحويلات المدرسية مرة أخرى لمدة أسبوع

الزمالك يشكر الرئيس السيسى بعد التصديق على قانون الرياضة


أوسوريو.. مدرب الزمالك السابق بدون ناد

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

وزارة الدفاع الأمريكية تمنع أوكرانيا من استخدام صواريخ طويلة المدى

"ارسل ابنك".. عائلات الرهائن يحذرون نتنياهو من عرقلة أى اتفاق لوقف حرب غزة


خروج 15 فتاة من مصابي حادث غرق أبو تلات من المستشفى بعد تقديم الرعاية الطبية

6 مليارات جنيه استثمارات فى الصحة بسوهاج والمديرية ترفع شعار "المريض أولا".. وكيل الوزارة: القضاء على 90% من قوائم الانتظار.. إنجاز 11 ألف جراحة وافتتاح أول وحدة للحروق بصعيد مصر.. وحياة كريمة كلمة السر

اعترافات صادمة لقاتلة أسرة دلجا بدير مواس: وضعت لهم السم والسبب ضرتي

زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

تعرف على ملعب مباراة مصر وبوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم

محافظ بنك إنجلترا: بريطانيا تواجه تحديا كبيرا بسبب ضعف النمو

إخماد حريق محدود فى فيلا الفنان محمد صبحى بمدينة 6 أكتوبر

ناشئو اليد يغزون صالات أوروبا

نصيحة خاصة من "فيريرا" لـ موهبة الزمالك خوان ألفينا.. تعرف عليها

جينيفر لوبيز تطوى صفحة بن أفليك وتبدأ فصلا جديدا من النجاح والسعادة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى