عنترة بن شداد .. أسطورة الحرية فى التاريخ العربى

مقولة عنترة بن شداد
مقولة عنترة بن شداد
كتب أحمد إبراهيم الشريف
لا تسقنى كاس الحياة بذلة بل فاسقنى بالعز كاس الحنظل

ماءُ الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيبُ منزل

عنترة ابن شداد العبسى، النموذج العربى الأشهر، فى أن يملك الرجل قدره ويصنع مستقبله، لم يعترف بالقيود ولا بالظروف المحيطة، وآمن بأن الإنسان يحمل قدره وأن قلبه وأفعاله هما ميزان وجوده فى هذا العالم.

عاش عنترة ابن شداد فى الفترة بين 525 – 608 ميلادية، ويعد أشهر فرسان العرب، كما أنه من الشعراء المعروفين أصحاب المعلقات، وتكمن قيمة عنترة فى "حريته" وإصراره عليها، فهو يقف بقوة بجانب الشخصيات العالمية فى هذا الشأن مثل سبارتاكوس الذى سعى لتحرير العبيد، وإبراهام لينكولن وغيرهما، فعنترة ابن شداد قاتل بكل السبل كى يصبح حرا يملك إرادته.


ومن هذا المنطلق تعددت أسلحته التى استخدمها فى إثبات ذاته، ومنها:
الشجاعة فى الحرب: فهو الرمز الملقب بأبى الفوارس، حيث قال:

سيذكرنى قومى إذا الخيل أقبلت وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر

قول الشعر: والشعر سيد كلام العرب ولا يليق إلا بالسادة من أبنائه خاصة أن قصائد عنترة كانت ممتلئة بالفخر، وهنا يجب الإشارة إلى أن عنترة غيَّر فى معجم الفخر وحوله إلى الفخر بالذات بعد أن كان يتعلق بالعائلة وبما لا يملكه الإنسان، كما حرص "عنترة" أن تكون قصائده فى وضع مميز لا مجرد أن يكتب الشعر، لذا فإن معلقته الشهيرة التى مطلعها:

هل غادر الشعراء من متردم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم

دخلت فى عيون الشعر وأصبحت واحدة من المعلقات السبع والتى يروى أنها كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة.

"الحب": دليل الإنسانية الأشهر، رمز رقة القلب وصفاء النفس، فعنترة يعلِّم "السادة القاهرين" أنه "إنسان" يدرك ظلمهم وقسوتهم، وأن عليهم أن ينظروا إلى قلبه، وعندما أحب "عبلة" ابنة أحد أسياده، خاض فى سبيل هذا الحب الصعاب، كى يؤكد قدرته على تحمل المسئولية:

هلا سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـى
يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـى أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

ثم ربط كل ذلك بقيم وأخلاق أحب أن تكون معروفة عنه كى تصبح صورته عند النخبة والعامة كما يريد هو أن تكون، ومن أخلاقه احترامه لأعدائه وانتماؤه لقبيلته، وبامتلاكه لهذه الأسلحة أصبح ندا للسادة، واستحق فى النهاية أن ينال حريته، ويتحول إلى رمز فى تاريخ العربية، ويدخل فى دائرة الأساطير ويصبح جزءا من التراث الرسمى والشعبى للعرب.



...

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

تفاصيل سقوط تاجر مواد مخدرة قبل ترويج بضاعته فى الوراق

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 22 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

جدول ترتيب الدورى الممتاز.. الزمالك والمصرى يتقسمان الصدراة يتصدر


جدول ترتيب هدافى الدورى الممتاز.. دغموم ينفرد

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

خالد منتصر: أنغام ليست مصابة سرطان وألمها بدون تفسير بعد جراحة بالروبوت

سيدة تطلب زيادة نفقتها بعد 7 أشهر زواج إلى 33 ألف جنيه.. التفاصيل

إعلان نتيجة تنسيق القبول برياض الأطفال والصف الأول الابتدائى.. السبت القادم


استولى على أموال مواطنين.. استجواب متهم بإدارة كيان وهمى لمنح شهادات دراسية مزورة

العالم هذا المساء.. ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة لـ62.192 شهيدا و157.114 مصابا.. 21 دولة ترفض الاستيطان بالضفة الغربية في بيان رحبت به فلسطين.. وإيطاليا تعتقل شخص أوكرانى فجر خط "نورد ستريم"

الطفلة حنين القصاص.. ضمور بالمخ يهدد حياتها مع استمرار الحرب فى غزة

الرئيس السيسى يعود إلى أرض الوطن بعد لقائه ولى العهد السعودى

عمر مرموش يُفاجئ الجميع بأصعب مدافع واجهه فى الدورى الإنجليزى

محمد الشناوي: أشكر كل الناس اللي جت تعزيني في وفاة والدي

فيديو وصول الرئيس السيسى مطار نيوم والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

ذا أتلتيك: ريال مدريد يجهز أردا جولر لخلافة مودريتش وكروس

كل ماتريد معرفته عن مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدورى

رودريجو يحسم مستقبله مع ريال مدريد ويقرر البقاء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى