الشهرة.. وأزمة تحطيم المرايا

لينا مظلوم
لينا مظلوم
بقلم لينا مظلوم
كانت أجمل أساطير هوليوود ريتا هيوارث حين تمر عيناها بالصدفة أمام أحد مشاهد أفلامها القديمة.. ثم تنظر فى المرآة لترى عمق الآثار التى خطها الزمن على ملامح الوجه البديع.. تنتابها "هستيريا" عصبية تدفعها إلى تحطيم المرآة بأى شئ أمامها. الأمثلة على ردود الأفعال تجاه تلاشى أو زوال النجومية، مع تعددها واختلافها، غالبا ما تنتهى إلى اضطراب فى الشخصية يدفع صاحبه إلى ارتكاب أى فعل لمجرد العودة إلى دائرة الأضواء والاهتمام، باستثناء عدد محدود من هذه الشخصيات التى نجحت فى اجتياز المرحلة المؤلمة لقدرتهم على التصالح مع النفس وعامل الزمن.

الحالات لا تقتصر على انحسار الشهرة بفعل السنين.. قد تحدث أحيانا بسبب عدم استيعاب حجم الشهرة الهائل التى تهبط فجأة نتيجة مجهود أو فكرة حققت رواج شعبى، ثم بعد الوصول إلى النجومية، يفشل صاحبها فى الاستمرار حين يُفقده بريق الأضواء الرؤية الصائبة، وتتعطل "بوصلته" عن تحديد اتجاه طريق البقاء على القمة.. لعل الضجة التى حاول إثارتها مؤخرا صاحب "برنامج" ساخر امتلك قلوب المشاهدين خلال فترة وجيزة عندما كان يتكلم "بالمصرى البلدى".. وكانت مقومات نجاحه انه جزء من نسيج البسطاء.. رفعوه إلى قمة النجاح حين نطقت سخريته بما فى قلوبهم، بعد وصوله إلى القمة.. توجه بنظره إلى قارة أخرى، مفرداتها شكلت كل عناصر الاستفزاز تجاه إرادة المصريين.. أصبح مجرد صدى للنغمة النشاز التى اختارها الإعلام الأمريكى – عن جهل- لمحاربة الإرادة المصرية، بالتالى لم يكن تراجع "برنامجه" مستبعدا بعدما حقق نسب مشاهدة قياسية.. لم يتوقف صاحب "البرنامج" أمام تساؤل بسيط حين يُقارن، متفاخرا نفسه و"برنامجه" مع صاحب أحد أشهر البرامج الأمريكية الساخرة.. هل خصص هذا المقدِم الأمريكى - بعد أحداث 11 سبتمبر مثلا - حلقات برنامجه للسخرية على المؤسسات الآمنية والعسكرية الأمريكية.. أم أن منظومة الإعلام بدون استثناء، حتى الساخر منها، رفعتهم إلى مرتبة الأبطال آنذاك؟؟.. لم يحتمل "الدكتور" الخروج من دائرة الشهرة، فأخذ يفتعل أى مواقف- حتى تبادل الشتائم علنا مع شخصيات معروفة لمجرد أن يعود ولو حتى خبر فى وسائل الإعلام.

هذه الأزمة النفسية لم تعد تقتصر على عالم الفن.. امتد تأثيرها أيضا إلى إعلاميين غاب عنهم بريق المنصب والشهرة، وعجزوا – رغم كل محاولاتهم- فى مجاراة من كانوا تلاميذ لهم.. حتى لم يبق لديهم سوى ورقة "اختلاق" حملات الهجوم على رموز سواء فى مجال الإعلام أو الاقتصاد، شخصيات نختلف معها ولا نختلف حولها، على أمل أن تُعيدهم "هستيريا" الهجوم إلى دائرة الأضواء مرة أخرى.

فى إطار التحولات التى تؤكد قرب حدوثها جميع ملامح الصورة الإعلامية الحالية، وانصراف المزاج العام عن الكثير مما كان يحظى بالمصداقية لديه.. نبقى فى انتظار انفجار المزيد من حالات "تحطيم المرايا".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

وداعًا للقلق والتوتر.. طلاب الثانوية العامة ينهون اليوم آخر الامتحانات


عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

احجز مقعدك الآن.. جدول قطارات القاهرة - الإسكندرية اليوم الخميس 10-7-2025

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

تشييع جنازة المطرب الشعبى محمد عواد اليوم من المسجد الكبير بالقنطرة شرق


محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

جيسوس يجهز النصر بخمس وديات استعدادًا للموسم الجديد

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

النيابة العامة تتحفظ على أجهزة المراقبة الآلية ووحدات التخزين بسنترال رمسيس

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

وزير الكهرباء يصل العاشر من رمضان لمتابعة آثار حريق محطة المحولات

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى