«سيلفى» مع الشيطان

عمرو جاد
عمرو جاد
بقلم عمرو جاد
يصعب على كثير من الناس أن يخرجوا غضبهم السيسى على محلب، لأن الرجل- كما تعلمون- نشيط لدرجة أنك لا تستطيع ملاحقته بالانتقاد، حتى فى الحج كان واقفا على جبل عرفات فى المساء، وفوجئنا به فى الصباح يصلى بالقاهرة، وليس أعجب من هذه النقلة السريعة إلا ذاك الجدل الذى لا طائل من ورائه حول إذا ماكانت حجة رئيس الوزراء وأعضاء حكومته سليمة أم لا، ناهيك عن أنها مقبولة أو مرفوضة.

هو تساؤل تافه فى الحقيقة، لكنه يكشف حجم المأساة التى نعيشها، فالشباب الذى أثاروا الأمر، حملت تساؤلاتهم تلميحا خفيا بأنه تعجل العودة للصلاة بالقاهرة خوفا من غضب السيسى، أنا شخصيا لا أعرف عن محلب أنه من هذه العينة، وإلا لكان مازال يعمل فى الخارج بآلاف الدولارات شهريا دون أن يعرض نفسه لهذا الحرج، لكن تحليلى الخاص للأمر هو أن النظام الحالى يعمل بدرجة عالية من التناغم يصر على إبرازها فى المناسبات المختلفة، وهذا التناغم يشمل أن يكون الرئيس و حكومته فى كادر واحد بالصف الأول من الصلاة.

فى الماضى كانت الصحف اليومية باختلاف توجهاتها تضع لنفسها خطوطا حمراء تبدأ عن عتبات ديوان الرئاسة وصولا لشخص الرئيس، فكان أولى الناس بالنقد هو رئيس الحكومة ثم الذى يليه من الوزراء، مع محلب يبدو الأمر أصعب قليلا، هو يخطىء طبعا، لكنه يعمل على الأرض أكثر مما يعمل منتقدوه، رغم هذا فإن «الثعالب الصغيرة»- كما يحب الأستاذ حمدى رزق أن يسميها- وجدت «فى جهلها» على ما أعتقد، فرصة لتقطيع الرجل على «الفيس بوك» بذريعة أن حجته ناقصة من أجل عيون السيسى، حتى بعد أن قال متخصصون إن الحجة صحيحة صبت عليهم تلك الثعالب سخريتها، واصفة إياهم بشيوخ السلطان، وعندما أصدر مجلس الوزراء بيانا يشرح فيه الأمر، اعتبروه «تافها» لأنه ترك مصالح الشعب ليدافع عن حجة رئيس الحكومة.

نحن أمام استبداد جديد إذن، يقوم على حرية الرأى ويتغذى بحرية التعبير، ويستند إلى السخرية وخفة الدم المنسوبة للمصريين، لا يتعلق الأمر بالفيس بوك فقط، بل يمتد للوعى العام، وكلاهما يبنى كثيرا من آرائه وقراراته على معلومات خاطئة ينشغل الناس كثيرا بها، هؤلاء المستبدون الجدد لن يقنعهم إلا أن ينشر إبراهيم محلب صورة«سيلفى» له مع إبليس ومن خلفهما جسر الجمرات.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعليم الجيزة تفند الشائعات حول البكالوريا: نظام تعليمى مجانى مثل الثانوية العامة.. يمنح الطالب شهادة معتمدة رسميا.. ويتمتع الحاصل عليها بحقوقه فى الالتحاق بالجامعة التي يرغب بها وفقا لما يعلنه مكتب التنسيق

حمادة صدقى نجم الأهلى الأسبق يحتفل بعيد ميلاده الـ"64" اليوم

نيكولاس كيج يقترب من المشاركة في True Detective بدلاً من ماثيو ماكونهي

خلال ساعات.. نظر محاكمة 11 متهما بخلية داعش الهرم الثانية

الآن.. بدء تصويت المصريين فى الخارج بأستراليا


بلجيكا: تعرُّض شخص للطعن خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في بروكسل

تفاصيل تعرض موكب وزير الكهرباء لحادث مرورى بصحراوى الإسكندرية أثناء توجهه لمدينة العلمين.. إصابة الدكتور محمود عصمت باشتباه فى كسر باليد وزوجته بكدمات طفيفة.. وتعرض اثنين من الحرس لإصابات خطيرة

سماع دوي انفجار ضخم في العاصمة السورية دمشق

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

حفل أنغام على مسرح ألبرت هول فى لندن مهدد بالإلغاء بسبب مرضها


الزمالك يشكر الرئيس السيسى بعد التصديق على قانون الرياضة

بعد تصدر داليدا التريند.. معلومات لا تعرفها عن المغنية الشهيرة

التعادل 1-1 يحسم مواجهة فولهام ضد مان يونايتد فى الدورى الإنجليزي.. فيديو

نتنياهو يلتقي المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان توم براك

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

أخبار مصر.. انخفاض بدرجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 35 درجة والإسكندرية 32

ريبيرو يستبعد 9 لاعبين من قائمة الأهلى لمواجهة غزل المحلة بالدوري

زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

تأجيل محاكمة 213 متهما بخلية النزهة لجلسة 9 نوفمبر

لماذا تسقط الشهب والنيازك بفعل الجاذبية الأرضية ولا تسقط الأقمار الصناعية؟.. هل كلما ابتعدنا عن كوكب الأرض بمسافة يمكن أن نرى أحداث الماضي؟.. أستاذ فيزياء فلكية يرد على المغرمين بعلوم النجوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى