لا مكان فى الجنة

سهير جودة
سهير جودة
سهير جودة
يذهبون فيبتلعهم البحر ويغرقون وأحلامهم فيه، أو يعودون بانكسار الحلم محطمة قلوبهم.. وتبقى الأحلام وتتكاثر الأعداد الحالمة بالوهم تبحث عن فرصة للهرب أو للموت.

فإلى متى الصمت على تجار بيع الوهم.. يبيعون الجنة الموعودة ويلقون بهم فى البحر وفى البحث عن جنة أوروبا وإيطاليا رزق المهومين والطامعين على الشياطين التى لا تهتز ضمائرهم، وهم يسرقون أحلام وأعمار الأطفال والشباب.. والدولة صامتة أو عاجزة.

إلى من يهمه الأمر، الأطفال تذهب أيضا إلى إيطاليا وبعض المدرسين فى قرى ومدن الدلتا، يفضلون مهنه السمسرة ولا يقدمون علما ولا تربية ففاقد الشىء لا يعطيه، يزينون الوهم للأطفال فى المدارس ويقبضون الثمن من الأهالى والمؤسف أن بعض الأهالى يشجعون ويتحمسون لغربة أبنائهم، ويدفعونهم دفعا نحو الهجرة حتى وهم يعلمون أن الأرجح أنهم عائدون فى تابوت.

وكأنهم يحبون المال حبا جما، حتى ولو على حساب التضيحة بأرواح الأبناء، ويستدينون الآلاف ويدفعونها بكامل إرادتهم لسماسرة يلقون بأبنائهم فى البحر والمصير مظلم ومجهول.

والمثير والمؤسف أن إحدى القرى فى الغربية استقبلت 18 من أبنائها فى تابوت الموت، وأقامت حدادا جماعيا، وفى اليوم التالى كانت تودع مجموعة أخرى من شبابها ذاهبة إلى المجهول، وكأن شيئا لم يكن وكأن شبابا لم يمت.

والمذهل أيضا أن هناك شبابا عادوا من الموت بعد أن عاشوه فى كل لحظة وبعد تجربة التخزين فى ثلاجة الأسماك، وفكروا وجربوا أكثر من مرة ومازال لديهم إصرار على التكرار إذا ما جاءت الفرصة، وكأن الحياة أصبحت إما الوصول إلى الجنة الموعودة أو الانتحار.

مؤكد أن البطالة شكل من أشكال الموت البطىء، ولكنهم يتركون الموت إلى الانتحار هربا منها، أو طمعا فى ثراء تحقق مع أعداد قليلة من الشباب، ولكن هذه الأعداد القليلة أصبحت هى الطموح، بينما لا يتعظون من التجارب المريرة لأغلب من تمكن منهم شيطان السفر والهروب من الفقر، وخاصة أن أغلبهم ذهب ولم يعد.

الإدانة هنا لمن؟ لأهالى يعانون شدة وبؤس الفقر، أم لشباب اتسعت أحلامه، وضاقت إمكانياته، أم لدولة عجزت عن تقديم تعليم حقيقى وعجزت عن إقامة صناعات تستوعب فيها أعداد الشباب؟.

وتبقى الأسئلة فى احتياج لتحليلات خبراء النفس والاجتماع، لماذا يكرر الشباب بإصرار المحاولات رغم مخاطرها؟ هل أبواب الأمل موصدة أمامهم بإحكام، أم أن أبواب الطمع مفتوحة على مصراعيها؟.

هل الغرق فى زورق أو الإصابة برصاصة من خفر السواحل الأوروبية أو الاحتجاز فى زنزانة ضيقة أرحم من البقاء والبحث والجد والتعب للتحقق والنجاح فى الوطن؟ وهل البطالة موجودة لانعدام الفرص، أم لعدم الرغبة إلا فى أعمال معينة؟.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد جمال يبدأ حفله فى مهرجان القلعة بأغنية حلوة الأجواء

وزير الثقافة يحضر عزاء الدكتور يحيى عزمى بمسجد الشرطة

بعثة رجال طائرة الزمالك تتوجه إلى الإمارات الإثنين للمشاركة فى دورة ودية

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447


دار الإفتاء: غدا الأحد أول أيام شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

رافعين الأعلام.. الجالية المصرية بالنمسا ينظمون وقفة لدعم مصر وقيادتها.. فيديو

أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

جيش الاحتلال ينتشر فى مطار بن جوريون لاعتقال من يحاول الهروب خارج إسرائيل

البحوث الزراعية تحذر من منتجات زيت زيتون يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي


الطقس غدا.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

إيران: نحتاج إلى حزب الله كحاجته لنا ولا نفرض شيئاً عليه

جينيفر لوبيز تستمتع بحياتها بعد الطلاق وتعلن انتهاء رحلتها مع الزواج

"بكالوريا ولا ثانوية؟".. 10 فروق بين النظامين.. البكالوريا تجمع عدة مسارات وتعدد مرات دخول الامتحان.. تمنح فرصا محلية بمعايير عالمية وتنهى كابوس الثانوية العامة.. تؤهل لسوق العمل وقواعد التنسيق واحدة بالنظامين

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

زلزال بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر يضرب سواحل كامتشاتكا الروسية

الأهلي يتمسك باستمرار حميد حارس اليد بعد عرض ماجدبيرج الألماني

تفاصيل الاعتداء على شاب أثناء سيره بصحبة زوجته فى الحوامدية

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى