(افتح قلبك مع د. هبة يس)... أعمل ايه فى نفسى؟

د. هبة يس
د. هبة يس
أرسلت ( ... ) إلى افتح قلبك تقول:

أنا متزوجة حديثًا من أقل من سنة، زواجًا تقليديًا، لم أكن أعرف زوجى من قبل، و بعدما تزوجنا وعرفته لا أعيب عليه شيئا فى الحقيقة، بالعكس هو شخص طيب ومحترم ويحسن معاملتى، ولكن المشكلة عندى أنا، وأنا أعترف بذلك، فأنا أشعر بعدم قبول تجاه زوجى من أول يوم، وللأسف فإن الأمر يزداد سوءا مع الأيام، أشعر بالغربة عنه، وعدم الانسجام أو التناغم، قاومت الأمر فى البداية وقلت لعل ذلك بسبب أننا لا نعرف بعض جيدا، لكننى الآن قاربت على السنة وأنا بنفس الحال، بل وأسوأ كما قلت فى البداية، فأنا الآن دائمًا ( مخنوقة) وحزينة وأفكر فى الانفصال ليل نهار، ولا أستطيع التخلص من هذه الفكرة على الرغم من عدم وجود سبب واضح.

واستطردت أنا حامل على فكرة، وأعرف أن كثيرات يتمنين أن يكن مكانى مع صعوبة الزواج فى هذا الزمن، لكنى فى نفس الوقت لا أستطيع التحكم فى تفكيرى ودفع هذا الشعور السلبى عن رأسى... أمى ترى أنى محسودة، ولكنى لا أحب أن أفسر الأمور من هذا المنطلق دائمًا، ألم يحدث ذلك قديمًا فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، حينما شكت له زوجة من عدم رغبتها فى الاستمرار مع زوجها، على الرغم من أنها لا تعيب عليه شيئا، فحكم الرسول بأن ترد له حديقته التى قدمها كمهر لها على أن يطلقها؟... إذا فالأمر ليس بجديد، ولا علاقة له بالحسد من عدمه... بماذا تنصحيننى؟.
و إليكى أقول:

كثيرون ممن سيقرأون رسالتك هذه سيعتقدون أنك (بتتدلعى )، و إنك غير مقدرة للنعمة التى أنت فيها، لكننى سأستبعد هذا الاحتمال، فكون أنك تعترفين بأن زوجك شخص طيب ومحترم، وأنه يحسن معاملتك، وأن المشكلة عندك أنت... كل هذا يجعلنى أشعر بأنك مقدرة لنعمة الله عليك، ولكنك غير قادرة على الاستمتاع والتنعم بها، و لكن ما السبب؟...

قد يكون رأى والدتك أحد الاحتمالات، فالحسد أمر حقيقى ولا يمكن إنكاره، فربما تزوجت أنت قبل إحدى قريباتك أو جاراتك أو زميلاتك الأكبر سنًا، ومنَّ الله عليكى بالحمل سريعًا، فأصبحتى محط أنظار البعض... وارد، لهذا علينا أن نبطل هذا السبب بالطريقة الصحيحة قبل أن نفكر فى غيره، من المؤكد أنك تعرفين أن هناك ما يسمى بـ(الرقية الشرعية)، وهى مجموعة من الآيات والأحاديث والأدعية المعروفة لدى كل الشيوخ الثقات، ابحثى عنها وأقرأيها على نفسك وعلى زوجك، وفى بيتك، بالطريقة وعلى النحو المطلوب، وأكثرى من قراءة وسماع القرآن الكريم فى بيتك، واخرجى صدقة بنية ( داووا مرضاكم بالصدقة)، وأكثرى من الاستغفار بنية رفع الكرب والغمة، و استمرى على ذلك فترة لا تقل عن شهر مثلا، وانظرى هل شعرتى بتحسن أم لا، فإذا لم يحدث انتقلى للمرحلة التالية...

وهى استشارة طبيب نفسى، فإلحاح فكرة الانفصال على ذهنك، وعدم قدرتك على مقاومتها أو السيطرة عليها، بحيث أحالت حياتك إلى حزن و كآبة.. كل هذا يجعلنى أفكر أن ما تعانيه، ربما يكون نوع من أنواع الوسواس القهرى غير التقليدى، والذى يعانى فيه المريض من سيطرة أفكار معينة على تفكيره، مثل النظافة أو الطهارة أو التأكد من الأشياء أو تكرار الأفعال، وما إلى ذلك من الأمور التى نعرفها جميعا، فبزيارتك وعرض حالتك على طبيب مختص سنتأكد من الوضع، هل أنت مريضة وسيتحسن حالك بالعلاج أم لا؟... فلو لم تكونى كذلك، فلننتقل إلى المرحلة التالية...

وهى أن تجلسى أنت مع نفسك _ وأنصحك باستخدام ورقة وقلم_ وتحددى ما هى الصفات التى كنتى تتمنيهنا فى شريك حياتك؟، اكتبيها لتكون واضحة ومحددة أمام عقلك وعينيك، وقارنى بين هذه الصفات وبين صفات زوجك، هل به منها أى نسبة؟، إذا كانت به من 60_70% من مواصفات أحلامك، فأنت مع الرجل الصحيح بكل تأكيد، لأنك واقعيًا لن تجدى شخصًا به كل المواصفات أو حتى 90% منها، دعك من الخيال والرومانسيات الحالمة، كلنا نحلم ونبالغ فى أحلامنا، لكننا يجب أن نتحلى بالعقل وبالموضعية والواقعية عندما يتعلق الأمر بالارتباط و الزواج.

أما لو كانت مواصفات زوجك تتنافى مع مواصفات أحلامك _ وأن كنت أشك_ ففكرى فى مميزات زوجك وإيجابياته، وكونى على وعى وإدراك حقيقيين بهذه الإيجابيات التى ربما يفتقدها الكثيرون غيره، وأعيدى التفكير فيه على أساس هذة المميزات... أما لو وجدتى نفسك وبعد كل هذا لا زلتى تشعرين بالنفور أو عدم القبول، فلك مطلق الحرية حينها، ولو إنى أرى أن وقت هذه الخطوة قد تأخر جدًا، فأنت الآن زوجته وحامل منه، وكان عليك التأكد من أنه الشخص المناسب لك من قبل كل هذا.

بقى فقط أن أُنبهك إلى أن سنة مدة غير كافية فعلا للاندماج التام بين أى زوجين، فقد يتطلب الأمر وقتًا أطول من ذلك، بحسب طبيعة شخصيتك وشخصية زوجك، وبحسب قابليتكم للانفتاح والتفاهم.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr. Heba Yassin
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء البريطانى يبحث هاتفيا مع ولى العهد السعودى الأزمة فى قطاع غزة

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

الأرصاد: انكسار الموجة الحارة غدا.. ودرجات الحرارة تعود لطبيعتها السبت

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

تذكرتى تروج لحفلات مهرجان القلعة فى دورته الـ33 قبل انطلاقه غدا

بريطانيا: خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة انتهاك صارخ للقانون الدولى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل


كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

البوستر الرسمى للموسم الخامس من سلسلة Only Murders in the Building

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

هنادى مهنى مذيعة بودكاست فى حكاية "بتوقيت 28" والعرض السبت على dmc

جوزيف عون: لبنان ليس مفلسا بل مسروقا ومشكلتنا تكمن بشكل كبير فى الفساد

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

بعد انتهاء تصويره.. كواليس جديدة من فيلم السادة الأفاضل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى