مارينا فارس تكتب: غُرف صغيرة

شاب يفكر - أرشيفية
شاب يفكر - أرشيفية
ذكريات طفولتك، أغنيات شبابك، قصص صغيرة، خيبات أمل ويأس رمادى يتأرجح بين الشك واليقين. كل تلك الأشياء تقبع فى غرفة صغيرة داخلك. مكونات سحرية لغرفة صغيرة مغلقة. لها مفتاح واحد فقط دائماً بحوزة صاحبها، وفى أحد زوايا الغرفة حزن قديم كأنه جرح مُندمل، أو بقايا ندم يأكل قلبك، أمنيات صغيرة سقطت منك سهواً. هوايات دفعك ضغط الدراسة والعمل وأعباء الحياة إلى التخلى عنها. لكنك إذا دققت النظر ستكتشف أنها كانت كل حياتك قبل فترة.

أما أنا فأحب التجوال فى تلك الغرف الصغيرة، أحب أن (يفتح - يشرع) أحدهم غرفته، يحكى عن ذكرياته عن أشياء تساوى لديه الكثير حتى لو كانت خارج نطاق اهتمامى. إلا أنى أنبهر ببريق عيون أعين تتذكر عهدها الأول. بمجرد أن يفتح أى شخص تلك الغرفة يتحول إلى طفل غرير تهرب فراشات البهجة من صوته وتلمع عينه بضحكات لا مثيل لها فى روحه، أو قد يبكى على حلوته وألعابه الضائعة. أشعر بشىء إنسانى فريد شىء ما لأجله نسمى بشراً، شعور يؤكد لى أنه لا داع للكراهية. يجعل الحروب والصراعات الدائرة شىء أشبه بنكران جميل الحياة، فهلا شرعت نافذتك لعل الحياة تتسرب إلى قلبك، دعنى الأمس حدودك كما تقبل الأمواج أطراف الشاطئ.

هناك من يفتح غرفته بسهولة. دائماً ما يوزع سعادة على من حوله، هؤلاء الأشخاص يشبهون مكعبات السكر. وهناك أشخاص يعتبرون تلك الغرفة شىء لا قيمة له فلا يهتمون بها أو قد يسخرون من مكوناتها.. أما النوع الثالث فذلك الذى أغلق غرفته الصغيرة وأضاع مفتاحها فى عالم معبأ بأناس يركضون فى كل اتجاه نحو اللاشىء. سقطت منهم أثناء ركضهم وراء أشياء لا تجلب إلا العناء، هؤلاء أراهم كأشباح باهتة لهم وجود أشبه بالعدم.

هناك خلف الوجوه المتشابهة أرواح تختلف، هناك أناس تحتفظ قلوبها بنهايات القصص. هناك أناس أرواحهم تنير وقلوبهم تطرح خير ورحمة، وآخرون فارغون مهما طال عمرهم.. أما أنا فقد أحبب لعثمتى فى حرف الراء وغفرت لسنتى الأمامية تمردها. لكن ماذا أفعل فى غرفتى الصغيرة المزدحمة دائماً بأشياء لا قيمة لها إلا لدى!، شئون صغيرة لكنها تصنع لى أعياد. تملتئ غرفتى الصغيرة بأفكار لا أصداء لها إلا فى روحى.. وقوعى على كنز من الأغانى النادرة، مقال فى زاوية الجريدة صنع يومى، إخفاقى المتكرر فى حل الكلمات المتقاطعة، نبتة الفل التى ازهرت فى شرفتى..
وأنت.. ماذا لديك فى غرفتك الصغيرة ؟!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

ثورة تطوير فى اتحاد اليد استعدادا للموسم الجديد

الاتحاد السكندرى يختبر ثنائى نيجيرى لتدعيم صفوفه فى الموسم الجديد

اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقتل طالب فى مشاجرة فى منطقة الزيتون


طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

سيدة تطالب زوجها بنفقة 50 ألف جنيه بعد شهر زواج بمصر الجديدة.. التفاصيل


بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى