قصور الثقافة.. والوعى المفقود

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم عادل السنهورى
فى مرحلة التعليم الابتدائى أتذكر أن المدارس فى مدينتى دسوق بمحافظة كفر الشيخ كانت تخصص وقتا من حصص الدراسة للذهاب إلى قصر الثقافة بالمدينة وكان وقتها يطل على نهر النيل – تم نقله الآن إلى مركز الشباب وتحول إلى مكان مهجور - وكان الهدف هو مشاركة الطلاب الصغار فى أنشطة المركز من موسيقى ورسم وتمثيل وفنون يدوية وغيرها ومع الوقت ارتبطنا بأنشطة قصر الثقافة بالمدينة إلى ما بعد منتصف السبعينيات بقليل وتكونت فرقة مسرحية تابعة للقصر بطلها الفنان الصديق علاء مرسى. وكثير من طلبة المدارس الابتدائية التحقوا بأنشطة قصر الثقافة وبرزت مواهبهم فى الرسم والموسيقى والتمثيل إلى جانب المحاضرات والندوات التى كانت تنظم داخله وساهمت بشكل كبير فى تشكيل الوعى الوطنى والتنوير والارتقاء بالوجدان.
تدريجيا اختفى قصر الثقافة من حياتنا ولم يتبق سوى الفرقة المسرحية التى عانت قلة الإمكانات حتى اختفت هى الأخرى لتترك الساحة لشيوخ النكد الذين احتلوا الزوايا والمساجد الصغيرة مع منتصف السبعينيات وبدأوا فى بث أفكارهم الغريبة عن طبيعة الشخصية المصرية والمجتمع المصرى الذى كان خارجا للتو من مرحلة الستينيات وتظلله بقايا أفكارها وسلوكياتها.
التحول من قصر الثقافة إلى الزوايا والمساجد الصغيرة بعيدا عن سيطرة الدولة كان بداية لمرحلة تغييب الوعى لأجيال قادمة تبنت أفكار هؤلاء الظلاميين الذين استغلوا تصالح الدولة فى زمن السادات مع تيار الإسلام السياسى لمواجهة التيار القومى واليسارى الذى كرهه السادات.
المسافة من «القصر» إلى «الزاوية» هى ذاتها المسافة التى انحدر فيها كل شىء فى مصر اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، وظهرت مفاهيم الفهلوة والاعتماد على «الدراع» فى الحصول على المكاسب بالقوة بعيدا عن النظام والقانون ودون انتظار للدولة. وبفعل فاعل اختفى دور قصور الثقافة بأهدافها فى خلق الوعى الصحيح بقضايا الوطن وانزوى تأثير الثقافة الجماهيرية التى شاهدنا من خلالها كلاسيكيات السينما المصرية فى مساحات الفضاء وعلى الجدران فى القرى والمدن خارج القاهرة، ولم يخل لنا سوى وجوه كئيبة مكفهرة تبث سموم أفكار شاذة.
التحدى الذى كنا نأمل أن يواجهه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة أن يعيد لقصور الثقافة - 550 قصرا فى مصر- والثقافة الجماهيرية دورها التنويرى فى نشر الوعى بآليات العصر وأدواته ووسائله حتى نعيد العلاقة المفقودة بين الدولة بأذرعها الثقافية والمواطنين، خاصة الأجيال الصغيرة وإعادة الوعى المفقود لدى المصريين طوال 40 عاما.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلى وغزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر

جمع أربع زوجات سرا.. زوجة أمام محكمة الأسرة بعد حرمانها من الأمومة

بعد فتح باب تسجيل استمارة الدبلومات.. تعرف على موعد امتحانات 2026

طقس أوروبى فى بلاد الخليج.. موجة قطبية تضرب العواصم الخليجية.. ضباب وأمطار غزيرة بالإمارات وقطر.. شتاء قارس بالكويت.. ثلوج فى الرياض.. وأخرى تكسو قمم تروجينا وحائل بالمملكة بمشهد لم يتكرر منذ 3 عقود.. فيديو

علاء نبيل: حذرت أبو ريدة من الصدام بين طولان وحسام حسن قبل كأس العرب


حالة الطقس اليوم الأحد 21 ديسمبر.. انخفاض جديد بالحرارة وأجواء شديدة البرودة

ألفيركا البرتغالى يطلب شراء الستة شهور المتبقية فى عقد كوكا مع الأهلى

تحريات المباحث وتقارير.. قرارات النيابة في واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه

وزير الشباب ومحافظ بورسعيد يقدمان واجب العزاء لأسرة السباح يوسف محمد بمنزله

تعرف على موعد أذان فجر أول أيام شهر رمضان المبارك


ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه أمام مطعم الشيخ زايد

الإدارية العليا تستقبل 47 طعنا على نتيجة 30 دائرة ملغاة بانتخابات مجلس النواب

شقيق ناصر البرنس يحرق نفسه أمام المطعم الجديد بالشيخ زايد بسبب خلافات بينهما

إيمى سمير غانم تكشف موقفها من زواج حسن الرداد عليها

تعرف على موعد أول أيام شهر رمضان وفقا للحسابات الفلكية

دار الإفتاء تعلن غدا الأحد أول أيام شهر رجب لعام 1447 هجريا

عقد قران محمود بنتايج على ابنة أحمد سليمان بمصلحة الشهر العقاري.. اعرف السبب

أحمد الفيشاوى يغيب عن جنازة والدته سمية الألفى.. اعرف السبب

إقامة كأس أمم أفريقيا كل 4 سنوات وإلغاء بطولة المحليين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى