صالح المسعودى يكتب: أسير المعروف

 ورقة وقلم
ورقة وقلم
ما أجمل تلك الكلمة وأبلغها، وما أحوجنا إليها ولمعانيها العظيمة، أكاد لا أصدق نفسى وأنا أبحث فى مفهومها ودلالتها، فقد بدأت أتفحصها بعدما سمعت قولهم "هنيالك يا فاعل الخير" ما أجمل تلك الكلمات وأشملها!

أخذت تلك الكلمات وذهبت إلى والدى. ذاك الشيخ الكبير الذى تجاوز منتصف العقد الثامن من العمر أى أنه عاصر الشىء الكثير من التاريخ القريب.. فوجدته يختم صلاته وهو يدعو لبعض الأشخاص بالمغفرة والجنة بل ويقرأ ما تيسر من القرآن ويهدى ثوابها لهم.

فبادرته بسؤالى "من هؤلاء الأشخاص الذين تدعو لهم فى صلاتك يا والدى العزيز؟" فيجيب بصفاء سريرة. هم بعض أصدقائى كان بينى وبينهم (معروف كبير) فقلت له . يا والدى لقد مات أصدقاؤك ونسيهم أولادهم وأحفادهم وأنت مازلت تذكرهم. فيقول لى يا ولدى المعروف أصبح عملة نادرة ولا يقدر المعروف إلا أهل المعروف وأتمنى على الله يا ولدى أن تكون وذريتك من أهل المعروف.


فأقول له.. هل من المعقول أن تظل (أسير المعروف) كل تلك السنوات؟ فيقول شرف لى يا ولدى أن أحتفظ بالمعروف لأنى أعرف قيمته، أم أنك تريد من والدك أن يساير العصر ليكون إنسانا عصريا (كما يقولون) ففى هذا العصر الحديث الذى تتشدقون بتقدمه كادت مبادؤنا أن تندثر ولم يعد يتذكر أحد قيمة (العيش والملح) أو قيمة المعروف (إلا من رحم ربى).

فأقول لوالدى لهذه الدرجة المعروف شىء مهم؟ فيقول وكيف لا؟ وقد أمرنا به ديننا الحنيف ألم تقرأ الحديث الذى يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن صح عنه) (صنائع المعروف تقى مصارع السوء) أى أن صناعتك للمعروف تجعل عليك حماية من رب العالمين، وهل نسيت يا ولدى ذاك القول المأثور العظيم الذى يقول (اصنع المعروف فى أهله وفى غير أهله.. فإن صادف أهله فهم أهله وإن لم يصادف أهله فأنت أهله)، ثم يقول "ما قلته لك عن فضل المعروف قليل من كثير يا ولدى فلو تحدثنا عنه تفصيلا لن تكفى مجلدات عدة لوصفه".

تركت والدى ليكمل تسبيحه وورده، وجلست أحادث نفسى هل نستطيع أن نعيد ذاك الزمن الجميل الذى يقدر فيه الناس معنى وقيمة المعروف؟ ولماذا نتخلى عن ثوابتنا العظيمة التى توارثناها وكانت جزءا من التاريخ الإنسانى العظيم لأهل مصر المحروسة؟، هل الخطأ أصبح فينا وفى طريقة تربيتنا لأجيالنا المتعاقبة؟ حيث أهملنا ربط حاضرنا بماضينا المشرف.

أم أن دوامات الحياة وظروف المعيشة كانت لها دور فاعل فيما وصلنا إليه الآن من نسيان أو تناسى ثوابتنا الجميلة التى تكاد تندثر من حياتنا؟

عزيزى القارئ المحترم نحن لا نحتاج لثورات أخرى لتغيير الأنظمة بقدر احتياجنا لثورة على أنفسنا وتصرفاتنا. نحتاج من تلك الثورة أن تعيدنا إلى قيمنا النبيلة وسلوكياتنا الجميلة من تقدير للمعروف، والمروءة، وأشياء كثيرة فقدناها وافتقدناها فى خضم أمواج الحياة المتلاحقة. فهل نستطيع تغيير أنفسنا؟.



Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

16 يوليو .. "الاسئناف" تحدد مصير رجل الأعمال المتهم بالنصب على "أفشة"

كيران كولكين ينضم لفيلم The Hunger Games: Sunrise On The Reaping

روسيا تدعو إلى التحقيق في تقرير الأمم المتحدة حول وضع المدنيين في أوكرانيا

الصحة العالمية: النظام الصحى على وشك الانهيار فى غزة مع تصاعد الأعمال العدائية

موعد مباراة الأهلى ووادى دجلة فى نهائى كأس مصر للكرة النسائية


وزارة العمل تعلن عن وظائف بشركة أغذية بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه شهريا

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى ذهاب نهائى دورى أبطال أفريقيا

بيراميدز بين إنجازين "التأهل لنهائي أفريقيا وحصد اللقب التاريخي من صنداونز"

تعرف على المستندات المطلوبة من مرشحى المجالس النيابية وفقا للتعديلات

توجيه اتهامات بـ"قتل مسؤولين أجانب" لمنفذ هجوم المتحف اليهودي بواشنطن


وزارة العمل تعلن عن فرص عمل بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا

موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدورى الممتاز والقنوات الناقلة

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

نجم أمريكا السابق: الأهلي جاهز لتحدى مونديال الأندية والجالية العربية على الموعد.. فيديو

الطبيعة تكشر عن أنيابها بالزلازل والفيضانات.. المركز الأوروبى يحذر من وقوع تسونامى بعد زلزال كريت.. وفيضانات تاريخية فى أستراليا.. وأخرى أدت لمصرع 3 أشخاص فى فرنسا.. وإجلاء الآلاف فى الأرجنتين جراء العواصف

دمار فى كاليفورنيا.. شاهد النيران تلتهم عشرات السيارات والمنازل جراء تحطم طائرة

نتنياهو يعين اللواء دافيد زينى رئيسا للشاباك خلفا لرونين بار

وفاة شقيقة محمود الخطيب بعد صراع مع المرض فى قنا

قناة أون سبورت تذيع حفل تسليم محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى