أميرة غريب تكتب: قهوة سادة

سبحة - أرشيفية
سبحة - أرشيفية
صمت مبهم.. حزن غير مؤكد.. رهبة مفتعلة.. أنوار مزعجة.. وصوت مرتفع ومندفع من مكبرات الصوت بتلاوات قرآنية مجزئة..

مقاعد زرقاء وحمراء يجلس عليها أناس يرتدون ملابس سوداء.. نساء متبرجات مفتعلات للحزن.. ورجال مختنقون برابطات للعنق السوداء أيضا.. متراصوان جميعهم على المقاعد صامتون أو يدعون الصمت.. باكون أو يدعون البكاء.. قد يكون اعتصر قلبهم الحزن أو لم يفعل.. لا أحد يستطيع الجزم بشىء محدد أو الحسم بما هو كامن فى دواخلهم.

وعلى الجانب الآخر يقف نادل أو نادلة ممن تم الاتفاق عليهم بأن يقوموا بخدمة وإدارة المدعون من تلقاء أنفسهم "المعزين والمعزيات"، ولكن قائمة مشروباتهم لا يوجد بها سوى شىء واحد فقط وهو.. قهوة سادة.

مزعجة جدا تلك المقدمة من الكلمات الباهتة.. ولكن يزعجنى أكثر منها أن أراها على الحقيقة.. وأن أنصت لما يقال بداخلها من مسميات ومن ترهات ومناقشات عقيمة وبعض الضحكات الخافتة أيضا والتى يسترقها البعض من مساحات الصمت والحزن المفتعل فى تلك المآتم والتى أرى أنها دعوة مجتمعية ساقطة وزهيدة الثمن خالية من روح الإسلام ومن قدسية الموت.
خالية من الحقيقة.. كل ما فيها افتعالات كاذبة وخيوط بالية بذريعة حياكة ثوب كاذب من الحزن.

دوافع البشر حتمًا مختلفة فى الوصول إلى الأشياء ومكنونات النفس لدى إنسان غير مطابقة لمكنونات النفس لدى إنسان آخر.. أعلم ذلك جيدا ولكن هذا بعد ما نجد من بين الكائنات الحية بيننا ما يطلق علية اسم إنسان!

قيود المجتمع قد تكون عارية تمامًا من الحقيقة، ولكننا مرتبطون بها ومصرون على السير وراء أحكامها المفتعلة.

ليتنا أخذنا من الدين ما يناسبنا وما نؤمن به وليس ما نطبقه دون تصديق وإيمان.. ليتنا لأخذنا من اللأحكام روحها وتركنا نصها.

ليتنا أنفقنا من قلوبنا على ما نؤمن به ونصدقه وليس ما قدم لنا على أطباق رثة ومهللة من العادات والتقاليد.. ليتنا لم نصغ لصوت قادم لنا من الخارج.. من فضاء وكون عار من الحقيقة وأصغينا فقط لصوت قلوبنا الذى لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، بل إنه يشعر فقط ويبنى أحكامه من ذلك البنيان الراسخ بداخله والمقام به.

التعزية والتصبير من تمام الإسلام.. الأخذ بيد المسلم فى محنته وضعفه وحزنه من تمام الإسلام..

الوقوف بجوار المحتاج والمواساة من تمام الإسلام ...

الإسلام يحمل بداخله قيما ومبادئ فى غنى عن ذكرها وترديدها، ولكنه ليس فى غنى عن تطبيقها والعمل بها..

ما يحدث داخل المآتم ومساجد التعزية فى مصر يخجل القلم من كتابته، ويستحى اللسان من ذكره والحديث به.. فلنجعل أخلاقنا بروح الإسلام وليس بنصوصه.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترتيب مجموعة البطولة فى دوري nile قبل مباريات الجولة الثامنة اليوم

مواعيد مباريات اليوم السبت 24 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

تصميم عصرى ومساحات خضراء.. كورنيش مطروح "شكل تانى" بعد التطوير.. تكثيف الجهود لإنهاء أعمال التشطيب والتجميل قبل المصيف.. وتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية.. واستحداث مناطق خدمية وترفيهية وشواطئ جديدة.. صور

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز اليوم السبت فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 24 مايو 2025 فى مصر


حلمى طولان يكشف سبب التراجع عن تعيين حسام البدرى مدربا للمنتخب فى كأس العرب

متحدث حركة فتح: التحول الأوروبي إيجابي.. ويجب على العرب تعظيم ما نملكه من أوراق ضغط

السعودية تعلن قدوم 820 ألفا و658 حاجًا من خارج المملكة خلال موسم الحج

وزير الأوقاف يشيد بموقف إمام مسجد بقرية صبيح بالشرقية لإنقاذه حياة مصلٍ

إصابة 12 على الأقل فى هجوم بسكين بمحطة قطارات هامبورج فى ألمانيا.. صور


الأمم المتحدة: السوريون يواجهون خطر الموت وسط انعدام الأمن

نيللى كريم تغنى وترقص مع تامر حسنى بحفله jukebox والجمهور يصفق لها

الأهلى فى الصدارة.. ترتيب مجموعة البطولة قبل مباريات الجولة الثامنة من دوري nile

ليفربول يقترب من حسم صفقة فيرتز وبايرن ميونيخ يتلقى ضربة قوية

شاهد.. مراسم تتويج سيدات الأهلى ببطولة كأس مصر.. صور

أسعار اللحوم الطازجة والمجمدة بأنواعها بمنافذ التموين.. التفاصيل

ألعاب القوي يعقد اجتماعا لوضع خطة حصد ميدالية أولمبية في لوس أنجلوس

الثلاثاء ميلاد هلال ذى الحجة والأربعاء أول أيامه فلكيا وهذا موعد عيد الأضحى

نجوم الغناء يستعدون لطرح ألبوماتهم الجديدة.. اعرف التفاصيل

هنا جودة تنشر حصولها على نوط الامتياز من رئاسة الجمهورية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى