إبداع خارج من رحم الداخلية

هناء عبد الفتاح
هناء عبد الفتاح
بقلم هناء عبد الفتاح
لم أشعر بدهشة بعد ما سمعت خبر إلقاء القبض على طالب جامعى بتهمة حيازة رواية 1984 لجورج أورويل، فهذا والأسوأ منه متوقع جدا حدوثه بسبب تضافر الظروف التى هيأت للتضييق على الحريات بعد أن أساء الحمقى منهم استخدامها بكل ما تحمله الكلمة من معان، وأيضا لأننى أصبحت على قناعة تامة أن الحريات المطلقة مفسدة مطلقة وأن قطاعا كبيرا من هذا الشعب لا يفهم معنى الحرية ولا يعى حدودها للأسف.

الدهشة والغرابة حدثت لأنى لم أكن أتخيل يوما أن جهاز الشرطة فيه شخص مثقف، يقرأ ويتابع الأعمال الأدبية ويعرف محتوى الكتب والروايات ولديه فكرة عامة عن التدوينات اليسارية وأيدولوجيات معارضة الأنظمة الحاكمة، كنت أسأل نفسى: من أين عرف ضابط الشرطة الذى ألقى القبض عليه أنها رواية يسارية تتكلم عن مستقبل الحكم الشمولى وديكتاتورية الأنظمة المتوحدة؟!، تعجبت هكذا لأن الصورة الذهنية فى عقلى عن شخصية ضابط الشرطة هى أنه شخص لا يرى فى القراءة أهمية ولا فى المعرفة لزوم والإطلاع بشكل عام ليس من اهتماماته!

كنت أتحدث عن تلك الواقعة مصادفة بهذا المنظور أمام العقيد أيمن جودة مأمور قسم شرطة الزاوية الحمراء فكان رده عليا هو المفاجئة الأكثر مدعاة للدهشة والعجب، دافع بكل حماس عن أبناء مؤسسته وأكد أن عناصر كثيرة منهم حملة ماجستير ودكتوراه، يقرأون ويطلعون ومنهم جزء لا يغفل من المبدعين.

واتخذ نفسه كمثال حى على كلامه وأطلعنى على أعماله الفنية كشاعر وتكتشفت أن له أعمالت فيها فكر وإبداع حقيقى ومنها أغانى للكينج محمد منير مثل "إقرار" وإيهاب توفيق فى ألبومه الجديد "طالق" ووليد سعد "أنا الشهيد" وأيضا تتر المقدمة والنهاية لمسلسل "الأخت تريز" الذى قامت ببطولته حنان ترك، هذا بخلاف دواوين الشعر التى أصدرها!!

هنا جاءنى شعور بقصور الرؤية وبخطأ الفهم، واكتشفت أن اعتراضى على معظم سياسات الداخلية فى التعامل مع المواطنين انعكس على تقييمى لهم كأشخاص وجعلنى أعمم انطباعا فكريا عنهم لا داع لذكره.

أتوقف أنا الأن أمام فكرة وجود مثقفين ومبدعين فى جهاز الشرطة، على الوزارة أن تقدم لهؤلاء كل سبل الدعم والدفع والتكريم، وأن تبرزهم وتظهر نشاطهم الإبداعى فهذا ليس من أجلهم وإنما هو فى المقام الأول من أجل تغيير الصورة المأخوذة عن أفكار وعقول عناصر هذا الجهاز فى أذهان مكونى الرأى العام وهى صورة قاتمة جدا بالمناسبة.

هؤلاء هم أدوات "الميك أب" التى يمكن أن يستعملها الوزير لتفتيح وجه الوزارة وإخفاء عيوبه وندباته ومواضع الإرهاق فيه، لو أوجد المساحة لتنفيذ هذا المقترح سيفرق كثيرا لديهم وسيستفيد الجهاز كله من هذا الفارق!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

"أمبرى": تضرر كبير لأرصفة ميناء الحديدة اليمنى جراء غارات إسرائيل

أحمد الكاس مدرب منتخب الناشئين يحتفل بعيد ميلاده الـ60..اليوم

محمد حماقى يُحيى سهرة غنائية بمهرجان جرش بداية أغسطس


10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد

وزارة الصحة توجه نصائح هامة لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

موسم باريس سان جيرمان المثالى يهدد حلم ريال مدريد المونديالى

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا


تشيلسي يختتم تحضيراته لمواجهة فلومينينسي في نصف نهائي مونديال الأندية.. صور

إعلام عبري: إصابة 16 جنديا إسرائيليا في انفجار عبوة ناسفة بشمال قطاع غزة

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

غزل المحلة يضم أحمد شوشة لمدة 3 سنوات

شركة أمن بحري: زورقان مسيَّران استهدفا سفينة تجارية يونانية بالبحر الأحمر

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

الجزائرى ميلود حمدى يجتمع مع مسئولى الإسماعيلى لتوقيع العقود قبل بداية المهمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى