أين يذهب فائض الإرهاب؟

أكرم القصاص
أكرم القصاص
فى نهاية السبعينيات خاضت الولايات المتحدة أخطر فصول الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان. يومها دعمت أمريكا الجهاد ضد السوفييت وشكلت مع مصر والسعودية ودول الخليج جسرا لنقل المجاهدين إلى أفغانستان. انتهت الحرب وانسحب السوفييت وخرجوا من السباق. ونسيت الولايات المتحدة المجاهدين وتركت فائضا ضخما من السلاح والمال والجماعات المدربة التى خاضت الحرب فى مواجهة بعضها، ثم بدأ فائض القوة من الشباب والمجاهدين فى العودة لبلادهم أو البدء فى تشكيل محطات هجوم على الولايات المتحدة وأوروبا ثم الإرهاب فى بلادهم، وعرفت مصر واليمن والجزائر بل السعودية موجات من هذا الإرهاب. كان تنظيم القاعدة هو أكبر تعبير عن فائض القوة بالعتاد والتنظيم والقيادة. صحيح فشل إلا قليلا فى إيذاء أمريكا، لكن هذا الفائض مثل منبع الإرهاب فى الثمانينيات والتسعينيات بمصر والدول العربية.

كانت جماعات الإرهاب التى انتقلت بعد غزو العراق وسقوط صدام، وما تبقى منها، ولا تبعد داعش عن هذه المنظومة فهى موجة ثانية لحرب باردة لا تعمل وحدها وليست مجرد تنظيمات صغيرة لكنها حصلت على تمويل ودعم من دول وأنظمة وأجهزة وشركات سلاح ترى صالحها فى نشر الخوف من دون نظر للعواقب.

من هنا يصعب تصور إنهاء هذه التنظيمات فجأة أو بالقتال وحده، بل الحل بالفعل فى مواجهة شاملة تتجاوز المواجهة العسكرية وتعمل حسابا لفائض هذه الجماعات من المقاتلين أو الشباب.

نحن أمام رصيد من العنف يختبئ خلف أفكار متطرفة. لكننا أمام رصيد من الشباب من العالم كله لا يستثنى منه الدول المتقدمة أو الغرب، وهناك مئات من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وكندا انضموا لداعش، وهؤلاء مثلما تم تجنيدهم وغسل مخهم بأفكار التطرف وانضموا إلى غيرهم من شباب الدول العربية والإسلامية، كل هؤلاء يمثلون فائض إرهاب وعقول مفخخة يمكن إعادة استعمالها، وما زال العالم غير منتبه إلى هذا الرصيد من العقول المفخخة، وقد واجه العالم فى السبعينيات موجات التطرف ممثلة فى جماعات الشباب المنتحر أو الهيبز الإجرامى فى الولايات المتحدة.

هذه العقول المفخخة لم تنتج من تنظيم داعش فقط، لكنها نتاج إنفاق ضخم لأموال كبيرة ودعم إعلامى ومالى فى حال هزيمة داعش سوف تكون قنابل مفخخة حال عودتها إلى بلادها، لتمثل موجة كبيرة من موجات الإرهاب، وعنوانا لمرحلة بما لها من سند إعلامى وفضائى، وعلى شبكات التواصل، وبالتالى نحن أمام رصيد من الإرهاب قابل للنشاط والعمل لمن يدفع ليكرر تجربة القاعدة، بشكل أكثر عنفا وعشوائية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تصويت محمد صلاح وحسام حسن لاختيار أفضل مدرب وحارس فى «ذا بيست» 2025

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

غيابات بالجملة فى الزمالك أمام حرس الحدود

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ


تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية بعد مرور 15 دقيقة.. صور

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

هطول أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة بشمال سيناء.. صور

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى


كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

فتح باب التقديم للإشراف على حج الجمعيات الأهلية حتى 31 ديسمبر.. مؤهل عالٍ والسن لا يزيد عن 60 عامًا.. حصول المشرف على حد أدنى 65 درجة من أصل 100 لاجتياز الاختبار والقبول.. ومشرف لكل 46 حاج

الأهلى يغلق ملف التفاوض مع الكولومبى بابلو صباغ.. اعرف السبب

وضع ميثاق أخلاقى لاستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء.. البيان الختامي للندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم يوصى بالتصدى لظاهرة التطرف الفكري والفتاوى الشاذة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى