د.خالد عمارة يكتب: شلل الضفيرة العصبية

أثناء الولادة المتعسرة قد يحدث شد أكثر من اللازم على الضفيرة العصبية بمنطقة الرقبة والكتف، وأيضا هذا يمكن أن يحدث فى حوادث السيارات حيث يحدث شد على منطقة الكتف أو الرقبة.. ونتيجة هذا يحدث إصابة لجذور الأعصاب الخارجة من الحبل ولنخاع الشوكى فى العمود الفقرى والمتجهة إلى الذراع.. ونتيجة هذا يحدث تأثر فى وظيفة الأعصاب المسئولة عن حركة الذراع والتحكم فى عضلاته.. وأيضا يمكن أن يحدث تأثر فى وظيفة الأعصاب المسئولة عن الإحساس بالذراع والتحكم فى الدورة الدموية به .

وتقييم هذه الحالات يحتاج إلى الفحص الطبى واختبارات رسم الأعصاب ورسم العضلات وأشعات الرنين المغناطيسى، والهدف من الفحص والاختبارات هو معرفة المكان الذى حدثت به الإصابة أو قطع العصب وأيضا تقييم الأجزاء السليمة من الأعصاب وهل هى قادرة على توصيل الإشارات العصبية من المخ إلى الذراع، وبالعكس من الذراع إلى المخ أم أن هذه القدرة والكفاءة قد تأثرت بالإصابة ونسبة هذا التأثر، وعلى أساس هذا التقييم يتم تحديد خطة العلاج.

فى المراحل المبكرة يمكن التدخل جراحيا لعمل استكشاف للأعصاب وإصلاح القطع بالأعصاب، ويمكن عمل هذا فى خلال ستة أشهر من تاريخ الإصابة على أقصى تقدير، لكن بعد ستة أشهر يكون من الصعب إصلاح قطع العصب ولا تعطى هذه الجراحة النتيجة المرجوة بعد الجراجة أو فى الحالات التى لم يتم علاجها باستكشاف العصب فى الوقت المناسب يمكن عمل جراحات نقل الأوتار أو نقل العضلات.

ويتم تحديد نوع الجراحة بناءً على المعلومات المتوفرة حيث يتم اختيار عضلات لها أكثر من وظيفة ويتم نقلها لتعويض الوظيفة المفقودة.. وموعد الجراحة يكون حسب حالة المريض والأعصاب والمفاصل.. لكن يجب الانتباه أن الطب الطبيعى والتأهيل يلعب دورا هاما فى نسبة نجاح الجراحة وفى منع تدهور الحالات التى لم يتم علاجها جراحيا حيث يحافظ على ليونة المفاصل ويمنع تيبس المفاصل ويمنع ضمور العضلات والتلفيات التى يمكن أن تحدث نتيجة عدم استعمال الذراع لفترات طويلة .

وفى الحالات المتأخرة يكون هناك تشوهات فى العظام والمفاصل تكونت على مر السنوات نتيجة عدم استعمال الذراع بطريقة طبيعية، ولهذه الحالات علاج جراحى لتحسين شكل العظام والمفاصل ورفع قدرتها الوظيفية.

ويجب ملاحظة أن علاج هذه الحالات يحتاج إلى الانتباه إلى التفاصيل كلها وليس جزءا منها فقط، وهذا واجب الطبيب المعالج المتخصص فى عظام الأطفال وإصلاح التشوهات ومعه طبيب التأهيل والمعالج الفيزيائى والأسرة أيضًا.