لماذا يموت فينا الانتماء؟

سامح جويدة
سامح جويدة
لفترات طويلة لم يجد نظام مبارك مجالا لشحن الانتماء لدى الجماهير إلا بالتهليل لانتصارات كرة القدم والترويج للأغانى الوطنية أو بتدريس التربية القومية. لم يعرف هذا النظام السياسى الذى اتسم بالخمول والبلادة فى أوله والانحراف والفساد فى آخره أى وسائل صحيحة تحفز المصريين على الانتماء وتنمى فيهم الإحساس بالمسؤولية والعطاء إلا هذه المغالاة فى التوافه والسرحان بأحاسيس البسطاء، لذلك كان من الطبيعى أن نعيش هذه الشيزفرينيا الآن، فنحن نطبل ونطنطن طوال الوقت بحب مصر، ولا نجد لذلك أى تأثير على حياتنا اليومية وسلوكياتنا الاجتماعية المعيبة، فنحن أكثر مجتمعات العالم فسادا واستغلالا وإيذاء لبعضنا البعض بداية بهمجية المرور والجشع فى التعاملات والمغالاة واستباحة المال والأعراض، وانتهاء بكل أصناف الفساد الإدارى والحكومى والصحى والتعليمى و.. و.. و..، خرج فسادنا فى البلد من إطار الظاهرة ليصبح منظومة متكاملة نعيش فيها كالمساخيط، لذلك أتعجب كيف يحاكمون مبارك على امتلاكه بعض المبانى أو سرقة المال العام ولا يحاكمونه على ضياع حياة وطن وتدمير الانتماء فى أبنائه، فالانتماء يا سادة خليط متناغم بين العدل والاكتفاء، ولا يعنى الاكتفاء هنا الغنى أو الثراء بقدر ما يعنى ألا تعيش الناس فى العشوائيات وفى المقابر كالحيوانات، والعدل أساس أى مجتمع متوازن.. العدل أمام القانون وفى الثواب والعقاب وفى توزيع موارد الدولة وفى الفرص المتاحة لأبنائها، لا فرق هنا بين الوزير والغفير أو ابن الناس وابن الكناس، لذلك سقط العديد من الفئات والبشر من حسابات هذا الوطن، وسقط مفهوم الانتماء للوطن من نفوسهم. سقط الملايين ما بين أطفال شوارع وسكان حظائر وهائمين فى الطرقات والصحراء، وتكسرت أحلام الملايين من الشباب أمام البطالة والغلاء ودولة لا تعاقب إلا الغلبان وتحتفل بجرائم الغيلان، الكثيرون يتصورون أن مشكلة مصر فى مواردها المالية والاقتصادية فقط، رغم أن مواردها البشرية منيلة بستين نيلة، فهى أصل كل المصائب، لذلك نحن فى حاجة ماسة لمشروع قومى لإعادة الشخصية المصرية، وأملنا الوحيد أن نبدأه يوما بالأطفال فلا أمل فى أجيالنا الآن، علينا فقط أن نشعر بالقليل من الخجل فلقد استبحنا شعور الانتماء بهذا الوطن، وأصبح الشائع أن نتبادل اتهامات التآمر والخيانة، فنلقيها بغباء على ثوار 25 يناير أو البدو أو الحقوقيين، أصبحت تهمة سهلة بين المعارضين والمؤيدين، رغم أنها تهمة لا تقل عن التكفير فى الدين. إلا لو كان الفساد قد لوثنا جميعا فأصبحنا كلنا عملاء خائنين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إهمال الصيانة كلمة السر فى اشتعال النيران بمحطة محولات العاشر من رمضان والورديان.. وزير الكهرباء يغادر منفعلا بسبب الإهمال بالمحطة.. وتجاهل صيانة "مغير الجهد" وراء الانفجار.. وفتح تحقيقات مع المسؤولين

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

رئيس مجلس الدولة الصينى: الرئيس السيسي صديق عزيز لبكين ويحظى دائماً بترحيب بالغ

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

ميلان يوافق على سفر هيرنانديز لـ باريس للكشف الطبى قبل الانتقال للهلال


الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

لورانس العرب عمر الشريف.. كاريزما وأداء وتاريخ سينمائى فى ذكرى وفاته

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

الطريق إلى مجلس الشيوخ.. غلق باب الترشح للانتخابات اليوم.. ولجان قضائية لفحص المستندات والتحقق من صفات المرشحين.. وعرض القوائم وأسماء المترشحين فى اليوم التالى لغلق باب الترشح.. و3 أيام فقط للطعون


شرم الشيخ تتحول لأولى الوجهات السياحية الخضراء فى مصر.. "اليوم السابع" يرصد إنجازات مشروع "جرين شرم".. الاعتماد على الطاقة الشمسية والتوسع فى وسائل المواصلات الكهربائية.. ووقف استخدام الزجاجات البلاستيكية.. صور

سيدنى سوينى تتمنى تقديم جزء ثانٍ من Barbie وتبدى استعدادها للمشاركة

محمد شوقي يرفع الحمل البدني للاعبي زد للاستعداد بقوة للموسم الجديد

منتخب الناشئين يواصل تدريباته استعدادًا لكأس العالم

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

موعد بداية استعدادات الأهلي للموسم الجديد وعودة ريبيرو من أسبانيا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

نقابة الموسيقيين: لم يُحدد بعد موعد أو مكان جنازة المطرب الشعبى محمد عواد

زوجة تبحث عن بطلان عقد زواجها وتؤكد:" تحايل على بالغش والتدليس لإتمام الزواج"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى