محمد أبو الفضل يكتب: مطلوب دماء جديدة!

تجمع شبابى
تجمع شبابى
أصبحت هناك حاجة ملحة وضرورية إلى دماء جديدة ووجوه شابة لتدب العافية وتعود الحيوية والنشاط إلى الجسم السياسى والإدارى فى مصر، هذا الجسد الذى أنهكته المتاعب وأعيته العديد من الأمراض نتيجة تلوثه بالعديد من فيروسات الفساد بمختلف أنواعه (السياسى، الإدارى، المالى) طوال الفترات الماضية.

ولا شك أن أول أجزاء الجسم السياسى والإدارى المصرى وأكثرها حاجة إلى دماء جديدة ووجوه شابة هو الجزء الخاص بالحكومة بحقائبها الوزارية وأجهزتها الإدارية المختلفة، باعتبار أن هذا الجزء يمثل القلب النابض للجسم السياسى والإدارى والذى تتوقف على حياته وسلامته حياة وسلامة مختلف أجزاء هذا الجسم، بل حياة وسلامة كل أفراد وشرائح المجتمع.

فالحكومة الحالية وما سبقها من حكومات ظلت تحمل فى تشكيلاتها الكثير من الوجوه المألوفة فى العديد من حقائبها الوزارية وأجهزتها الإدارية، مع تغييرات طفيفة أحيانًا ترتكز على تغيير المناصب وتبادل المراكز لنفس الوجوه تقريبًا، حتى أصبحت تلك الوجوه تاريخية ومعروفة للقاصى والدانى، وتشكل معظمها مراكز قوى ونفوذ فى مواقعها الحكومية والإدارية وعصية على التغيير والخروج من جسم الحكومة مهما تغير رأس أو هيكل الحكومة.

وكأن هذه الوجوه هى فريدة عصرها والوحيدة القادرة على قيادة وإدارة مؤسسات وأجهزة الدولة التى تتولاها، ولا تتوافر على الساحة وجوه أخرى ودماء جديدة تضاهيها أو تفوقها كفاءة وخبرة فى هذا المجال، ولعل هذا الموضوع يمثل –من وجهة نظرى– أحد الأسباب الرئيسية لتردى أداء الحكومة الحالية وما سبقها من حكومات، وانتشار العديد من مظاهر الفساد المالى والإدارى فى العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة.

والوصول بالبلد إلى الحالة الراهنة من المحن والأزمات الاقتصادية والسياسية.

والحقيقة أن بقاء ورسوخ الكثير من الوجوه التاريخية فى جسم الحكومة على مر العصور، يرجع بشكل أساسى إلى بقاء ورسوخ معظم هذه الوجوه فى مراكزها القيادية العليا فى أجسام الأحزاب والتنظيمات السياسية التى تنتمى إليها تلك الوجوه التاريخية. ما يعنى أن الجزء الثانى -والمهم أيضًا- من أجزاء الجسد السياسى والإدارى الذى يحتاج إلى دماء جديدة ووجوه شابة يتمثل فى الأحزاب والتنظيمات السياسية، وبشكل خاص الأحزاب العريقة والشريكة فى الحكم والسلطة.

فعلى الرغم من تشدق معظم هذه الأحزاب فى أدبياتها وفعالياتها المختلفة بالديمقراطية وضرورة التبادل السلمى للسلطة وضرورة التغيير إلا أن قيادات معظم هذه الأحزاب هى نفسها منذ نشأتها مع تغييرات طفيفة لبعض الوجوه والمراكز القيادية فى بعض هذه الأحزاب، معظم تلك التغييرات كانت نتيجة لعوامل وأسباب خارجة عن إرادتها فى كثير من الأحيان مثل وفاة بعض هذه القيادات وانتقالها إلى العالم الآخر!

وختامًا يمكننى القول إن بلادنا اليوم غنية جدًا بالعديد من الكفاءات والوجوه الشابة والمتخصصة والمؤهلة تأهيلاً عاليًا فى العديد من المجالات التى يحتاج إليها الوطن، بعضها مستقل وبعضها ينتمى إلى أحزاب وتنظيمات سياسية، لكنها للأسف الشديد لم تجد فرصتها فى خدمة وطنها وإبراز مهاراتها القيادية والإدارية فى قيادة وإدارة المؤسسات والأجهزة الحكومية المناسبة لتخصصاتها، وذلك بسبب بقاء تلك الوجوه التاريخية ورسوخها كمياه راكدة أو كدماء متجلّطة فى العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة، ولذلك إذا ما أردنا للجسم السياسى والإدارى فى وطننا الحبيب أن يستعيد صحته وعافيته وتدب فى مختلف أجزائه ومفاصله الحيوية والنشاط، ليمارس مهامه فى خدمة الوطن بفاعلية، فلا بد من تدعيم أجزائه ومفاصله الأساسية بدماء جديدة ووجوه شابة ونزيهة ومتخصصة ووطنية لتولى العديد من المناصب القيادية العليا سواء على مستوى أجهزة ومؤسسات الحكومة أو على مستوى المكونات القيادية فى هياكل الأحزاب والتنظيمات السياسية، بحيث تعمل هذه الدماء الجديدة والوجوه الشابة على التجديد والتطوير فى بنية وهياكل وآليات عمل هذه الأجهزة والمؤسسات والأحزاب لتواكب روح العصر ومتغيراته المتسارعة، وتديرها بأفكار جديدة، وأساليب حديثة ومتطورة، وعقول متفتحة تؤمن بالتغيير والحوار والقبول بالآخر، والعمل الجماعى بروح الفريق الواحد، من أجل تحقيق ما فيه الخير والتقدم والنماء لهذا الوطن الغالى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد قرعة كأس العرب 2025 في قطر بمشاركة منتخب مصر

المحكمة الرياضية تخاطب اتحاد الكرة لطلب توضيحات من أطراف أزمة مباراة القمة

رئيس المخابرات العامة يلتقى المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي

الرئيس السيسى يوجه بمحاسبة المتسببين فى "مشكلة البنزين".. إنفوجراف

برنامج "فضفضت أوى" يتصدر الأكثر مشاهدة على Watch it بعد عرض حلقته الأولى


موعد مباريات نصف نهائي كأس عاصمة مصر

تحذيرات ودعوات للتدخل بعد واقعة عمر مرموش في الدوري الإنجليزي

الرئيس السيسى يشدد على محاسبة المتسببين فى أزمة البنزين المغشوش

نوال الدجوى تتجاهل صراع الأحفاد وتفاجئ الجميع بتصرف لافت.. صور

حجز قضية سب إمام عاشور لأحد جيرانه لجلسة 19 يونيو بجنح المنصورة الاقتصادية


اختيار رائعة عمر مرموش ضد سلافيا براج أجمل هدف فى الدورى الأوروبى.. فيديو

منهم بن غفير وسموتريتش.. بريطانيا تستعد لفرض عقوبات على وزراء نتنياهو

المقابل المادى يهدد انتقال مزيزى للزمالك

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم.. الأهلي يواجه الإتفاق وضمك مع الفتح بالدوري السعودي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 مايو 1964.. الزعيم السوفيتى «خرشوف» يحصد القمح بالمنجل فى «مديرية التحرير» ويتفقد مزارع العنب متذكرا حواره مع الإمام البدر حاكم اليمن عن النبيذ هل حرام أم حلال؟

المعاينة: مصرع شخص وإصابة 15 فى تصادم 7 سيارات بدائرى البساتين.. صور

الزمالك يزاحم الأهلى على صفقة جزار المحلة

مواجهات لا تفوتك فى كأس العالم للأندية 2025 .. الأهلى يبدأ الحكاية

القومية للزلازل: زلزال كريت استمر لأقل من 15 ثانية وسجلنا تابعين حتى الآن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى