اليوم الثانى للكارثة

محمود سعد الدين
محمود سعد الدين
شكر الله سعيكم، ولا أراكم الله مكروها.. حتى كتابة هذه الكلمات، لا تزال اثنتا عشرة أسرة تنتظر نتيجة تحليل الحامض النووى للتعرف على ذويهم ممن تفحمت أجسادهم الطاهرة بحادث البحيرة، لا تزال قلوب المصريين يسكنها الوجع، لا تزال عقولنا منشغلة بالإهمال الذى تمكن من جهازنا الإدارى إلى أن أوصله لمثل هذا الحادث الأليم، لا تزال أسئلتنا بلا إجابة، من المسؤول عن الحادث، هيئة الطرق أم المرور أم السائق أم منظومة كاملة فاسدة؟

48 ساعة مضت على كارثة البحيرة، وفى كل ساعة ظهر خطأ جديد ينبئ بكارثة جديدة ويعكس مدى قصور الجهاز التنفيذى للدولة فى التعامل مع الأزمات.

1 - نُقل المصابون فى الحادث إلى القاهرة بطائرة عسكرية لأن مستشفى دمنهور العام بلا قسم حروق، وهو ما معناه أن 5 ملايين و340 ألف مواطن من أهالى البحيرة إذا أصيبوا بحريق، لن يخضعوا للعلاج المناسب وقد تتدهور حالتهم الصحية إن لم يزحفوا على القاهرة ومستشفياتها المتطورة.

2 - عند وقوع الحادثة، اشتعلت النار فى أتوبيس المدرسة، استغاث الأهالى بالمطافئ، فحضرت لمكان الواقعة بعد ساعة و15 دقيقة بحسب شهود العيان، لأن طريق مصر الإسكندرية الزراعى خال من وحدات مطافئ، وأقرب وحدة على بعد عشرات الكيلومترات فى محافظة البحيرة، وهو ما معناه أنه إذا وقع حريق جديد على الطريق، لا قدر الله فى أى سيارة فسيلقى سائقها نفس المصير «التفحم».

3 - من بين أسباب الحادث الأساسية، خلو الطريق من الإشارات المرورية، ولا يزال الطريق خاليا من الإشارات بامتداد طوله، والغريب أنه لم يبدأ العمل على تنفيذها حتى الآن.

4 - جهازنا الإدارى «موظفين، مهندسين، أطباء، عمال» يحتاج إلى إعداد نفسى للتعامل مع الأزمات والكوارث، فى الوقت الذى كان يقف فيه الآلاف من أهالى البحيرة أمام المشرحة ينتظرون استلام جثث ذويهم، خرج «لورى» يحمل بعض أشلاء الجثث، لإلقائها خارج المستشفى.. زاد غضب الأهالى حزنا على أبنائهم وعلى هذا التصرف الأحمق.. فهل هذا الفعل طبيعى وقت التعامل مع الأزمات.

5 - محافظ البحيرة تباهى فى تصريحات صحفية أنه تعامل مع الأزمة بنجاح، ولكن الواقع غير ذلك تمامًا.. الخلل يكمن فى طاقمه الإدارى وهو لا يشعر.

إلى صناع القرار.. لا يزال الإهمال، ولا تزال الأخطاء.. نسلط الضوء عليها بعين الحكمة وبدافع وطنى حفاظا على أبناء مصر من الموت على الأسفلت.

رحم الله ضحايا حادث البحيرة، وأسكنهم فسيح جناته.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

للزوجات.. خطوات قانونية للحصول على متجمد نفقات عن فترات تخطت الـ10 سنوات

فيريرا يستبعد سيف الجزيري من قائمة مباراة الزمالك أمام مودرن سبورت

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

بتوقيت 2028.. نهاية صادمة تعيد هنادي مهنا إلى نقطة البداية

مسئول فلسطيني يدعو المجتمع الدولي إلى اختصار الوقت في مواجهة إرهاب الاحتلال


"اليوم السابع" مرحلة جديدة من التألق المهني والشباب الدائم.. أرقام غير مسبوقة تتجاوز 1.4 مليار مشاهدة خلال عام.. منصات سوشيال ميديا تتخطى 12.7 مليار في 6 أشهر وأرشيف إلكتروني يتصدر محركات البحث بـ 7 ملايين خبر

رموز الزمالك يطالبون بإعادة أرض فرع أكتوبر واستكمال الإنشاءات.. صور

لامين يامال يكسر رقم فاتي التاريخي في الدوري الإسباني

ثنائية السولية وإسلام عيسى تمنح سيراميكا الفوز الأول على حساب إنبى.. صور

الداخلية تضبط سيدة تلقى نفسها أمام السيارات بالشرقية


تنسيق الشهادات المعادلة.. التعليم العالى: بدء قبول الطلاب السبت 23 أغسطس

يايسله بعد اكتساح القادسية: الأهلى جاهز للقاء النصر فى السوبر السعودى

مارسيليا يعرض رابيو وجوناثان رو للبيع بعد الشجار العنيف

ترتيب جدول الدورى الممتاز قبل مباريات اليوم الأربعاء

قبلة محمد صلاح وأليسيا ليست الأولى بين نجم ونجمة الدورى الإنجليزى.. فيديو

الكلية الفنية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا

تلوث المياه بغزة يسبب التهابات نادرة لرضيعة عمرها 3 شهور تضعف مناعتها

"المجرمون بيتقبض عليهم بملابس الجريمة".. الداخلية تتفاعل بسرعة مع جرائم الشوارع.. بناء منظومة أمنية متكاملة تحقق الردع العام.. تمنح المواطن الثقة في قانون لا يفرّط في حقه.. وتراجع في معدل الجرائم

إعدام قاتل شيماء جمال.. القصة كاملة من جريمة بشعة لقصاص عادل بالإعدام شنقًا

تعرف علي مواجهات سيدات الطائرة ببطولة العالم بتايلاند

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى