د. أمينة هاشم تكتب: لا بلاء إلا بذنب

السحابة السوداء - صورة أرشيفية
السحابة السوداء - صورة أرشيفية
فى داخل كل منا فكر داعشى أو منهج ديكتاتورى أو سيرة فى الغبن والظلم، نتشدق بجميل القول ونتدثر بأرديه الورع والتقوى، ويأكل بعضنا بعضا ويظلم بعضنا بعضا.. ونكاد نتفنن فى إلحاق الأذى بالآخرين.. ويكاد يكون لنا السبق فى استخدام كلمات دخيلة على قاموسنا اللغوى مثل يضرب خازوق ومسمار وأسفين.. عدونا ليس من الخارج.. عدونا داخل كل فرد فينا.. ابحث فى محيط العمل أو محيط العائلة.. وخبرنى بالله عليك ماذا تجد من صور الغدر والعقوق والخيانة والتسلط وأكل أموال الناس بالباطل والوصولية والنفاق.. لم يرحم بعضنا بعضا فكيف نطلب الرحمة من الله؟ تسلط بعضنا على بعض بالظلم والقهر.. إن مصائبنا لم تأت من فراغ.. وليست من قبيل ابتلاءات الله لعباده لرفع درجاتهم كما نتوهم.. وليست من قبيل إذا أحب الله عبدا ابتلاه.. فمتى كنا حقا عبادا لله؟ نحن عبيد شهواتنا ومصالحنا الشخصية.. نقدس مراسم الدفن كأجدادنا الفراعنة ولكننا نتصارع على الدنيا تصارع من لا يخشى الموت.. إن ذنوبنا قد سلطت علينا فأورثتنا الهم والمرض ونزعت البركة نزعا من صحتنا وأقواتنا.. نهرول ونجرى لاقتناص الفرص.. ويدهس بعضنا بعضا.. غير آبهين بتساقط الضحايا فى سباقنا المحموم.. تبلدت المشاعر واندثرت القيم وانحدرت الأخلاق.. لا تسلنى عن قانون أو دستور.. فالفضيلة لا تحتاج إلى قضبان وما لم يجاهد كل منا بؤرة الشر فى داخله فلن تردعه دساتير العالم ولا قوانينه.. حين سقطت الشرطة المصرية سقطت معها ورقة التوت التى كانت تسترنا.. مجتمع هش إذا آمن العقوبة أساء الأدب. غابة بشرية بلا ضمير ولا وازع من خلق.. ما الفرق بين موتنا بيد الإرهاب وموتنا بيد إهمال طبيب أو تحت أنقاض عمارة منهارة لمهندس خرب الذمة.. أو تحت عجلات سيارة سائق أرعن تحت تأثير المخدر.. ما الفرق بين قتلنا فعليا وقتلنا كمدا لظلم وأد أحلامنا أو عقبات حالت دون سعادتنا.. ما الفرق بين كوننا أحياء أو أننا موتى مؤجل ميعاد دفننا.. ظلمات بعضها فوق بعض.. وحمم بركانية تضرب المجتمع فى ثوابته.. فماذا نحن فاعلون وقد حاصرتنا الهموم من كل حدب وصوب، حتى ليخيل إلى أن السحابة السوداء انعكاس لأعمالنا وليست من حرائق قش الأرز.

فياليت كل منا يجاهد نفسه الإمارة بالسوء كى نستطيع مجابهة الشياطين الخارجية.


Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لو مسافر فى العيد.. اليوم آخر فرصة لحجز تذاكر القطارات

"صلاح على أون سبورت" تريند على موقع X فى ليلة تتويجه التاريخية (صور)

مبابي يتسلّم جائزة أفضل لاعب فى ريال مدريد هذا الموسم 2025

محمد رمضان يعلن تسديد 35 مليون جنيه بحكم قضائي.. اعرف التفاصيل

ترانسفير ماركت يُقرّب الجزائري فريد الملالى من الانضمام للزمالك


باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. النيران تلتهم عشرات السيارات والمنازل بكاليفورنيا جراء تحطم طائرة.. نتنياهو يتحدى القضاء ويعين رئيسا جديدا للشاباك.. بوتين يعلن منطقة عازلة مع أوكرانيا

موجة حارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة 23 مايو 2025 فى مصر

الأهلي يسقط بثلاثية على ملعبه أمام الاتفاق فى الدوري السعودي

عمار يا مشمش.. موسم الثمرة الذهبية بقرية العمار"راضى الكل".. محافظ القليوبية: المحصول يحظى بإقبال كبير محلياً ودولياً.. وصاحب سويقة: السعر لم نشهده منذ سنوات طويلة مضت.. فيديو وصور

رسميا .. جوميز يقود الفتح للبقاء في الدوري السعودي أمام طارق حامد


وفاة شقيقة محمود الخطيب بعد صراع مع المرض فى قنا

محمد عبده يطمئن جمهوره بعد تأجيل حفله: أعانى من الربو وأحاول العلاج

المحكمة الرياضية تخاطب اتحاد الكرة لطلب توضيحات من أطراف أزمة مباراة القمة

حج 2025.. الحجاج يتوافدون والاستعدادت مستمرة.. تعزيز الرقمنة لخدمة ضيوف الرحمن.. إطلاق بوابة قاصد الذكية.. ضبط 20 مخالفا للأنظمة.. والسعودية تجدد تحذيرها: العقوبة تصل لـ100 ألف ريال ومنع دخول المملكة 10 سنوات

من هو إلياس رودريجيز منفذ الهجوم على سفارة إسرائيل فى واشنطن؟

ضحاياه من الجنسين.. جراح فرنسى يغتصب 299 مريضا ويتسبب فى وفاة اثنين

الأمم المتحدة: 71 ألف طفل فلسطينى دون الخامسة قد يعانون من سوء التغذية الحاد

موعد مباراة حسم الدوري بين الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

تحذيرات ودعوات للتدخل بعد واقعة عمر مرموش في الدوري الإنجليزي

نوال الدجوى تتجاهل صراع الأحفاد وتفاجئ الجميع بتصرف لافت.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى